1566 ضحية للإرهاب بأفريقيا خلال ديسمبر.. الصومال يتصدر
تعاني أرجاء القارة الأفريقية من العمليات الإرهابية، وتلقي تلك الظاهرة بتداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية وإنسانية حادة وثقيلة ولا سيما فيما يتعلق برأس مالها البشري.
هذا ما أوضحته مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، في إصدارها الشهري، بعد أن "سلب الإرهاب حياة 1566 ضحية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، ما دفعها إلى دعوة الاتحاد الأفريقي لتفعيل صلاحيات مؤسساته الأمنية، وتعزيز عمل بعثات تقصي الحقائق في المناطق المضطربة؛ لمواجهة الإرهاب".
وقال تقرير مؤسسة "ماعت" التي تتخذ من العاصمة المصرية مقرا لها، في إصداره الشهري بعنوان " عدسة العمليات الإرهابية وأعمال العنف في أفريقيا"، إن إقليم شرق أفريقيا تصدر المرتبة الأولى للشهر الثاني على التوالي بواقع 714 ضحية، فيما تأتي دولة الصومال في المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر دموية للشهر الثاني أيضا بواقع 505 ضحايا؛ ويليه الإقليم الغربي بنصيب 550 ضحية وذلك بزيادة واضحة عن حصيلته في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقدرة بنحو 404 ضحايا.
ووفقا للتقرير الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، احتل إقليم وسط أفريقيا المرتبة الثالثة بواقع 266 ضحية، وحل إقليم الجنوب الأفريقي كعادته في المرتبة الرابعة بعد تسجيله 41 ضحية، ويختتم إقليم الشمال الأفريقي الأكثر استقراراً نسبياً بواقع 7 ضحية في شهر ديسمبر/كانون الأول.
وفي تعقيبه، قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، إن المؤسسة عكفت على رصد الظاهرة الإرهابية في أفريقيا على مدار عامين كاملين، كشفت خلالهما عن خطورة تفاقم الإرهاب والعنف في أفريقيا وتحديداً داخل إقليم شرق أفريقيا، خاصة في ظل تفاقم وتوسع تحركات جماعة الشباب المتطرفة في الصومال وأنحاء من الشرق الأفريقي.
وأشار "عقيل" إلى بعض الجهود الدولية والإقليمية التي جرت خلال الشهر الماضي لتعزيز حالة السلم والأمن الأفريقي؛ حيث عقد مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي والأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الندوة السنوية التاسعة رفيعة المستوى، حول السلام والأمن في إفريقيا، مع الالتزام بالهدف الاستراتيجي المتمثل في مبادرة "أفريقيا واحدة، هدف واحد".
ودعا الخبير الحقوقي، الاتحاد الأفريقي إلى تفعيل صلاحيات مؤسساته الأمنية من خلال تعزيز عمل بعثات تقصي حقائق إلى المناطق الهشة والمضطربة، فضلاً عن ضرورة إحكام القبضة الأمنية على المناطق الحدودية والسيطرة على مخازن الأسلحة.
وأكد ضرورة العمل أيضا على "تمويل برامج ومبادرات نزع السلاح، لوقف التدفقات غير المشروعة للأسلحة الصغيرة والخفيفة".
وبدوره، أوضح سيد غريب؛ الباحث في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، أن المؤسسة بدورها تؤكد ضرورة تعزيز العمل الجماعي لدحر الإرهاب والعنف في أفريقيا، والتصدي للانتشار المتزايد للقوات المرتزقة داخل القارة الأفريقية، ودورها في انتشار العنف والنزاعات المسلحة.
وطالب "غريب" بضرورة تدشين اتفاقية أفريقية ملزمة معنية بتنظيم نشاط الشركات الأمنية الخاصة وأدوارها، ونوعية الخدمات التي تقدمها ومدى احترامها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وفي وقت سابق، تحدث التقرير السنوي لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، حول "مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية" عن زيادة العمليات الإرهابية خلال الربع الثالث من العام الجاري (2022) في 8 دول عربية، لتصل إلى 135 حادثا "إرهابيا" في 8 دول عربية مقارنة بـ123 عملية في الربع الثاني من العام نفسه، إلا أن المثير في الأمر أن دولة ليبيا لم تسجل أي عملية "إرهابية" خلال تلك الفترة.
وتصدرت دولة الصومال تصدر مؤشر "الإرهاب" في المنطقة العربية في الربع الثالث من 2022، بواقع 42 عملية، بنسبة 31% من إجمالي العمليات "الإرهابية"، التي تعرضت لها دول عربية، مشيرة إلى أن مقديشو تصدرت -كذلك- مؤشر القتلى والإصابات بواقع 173 قتيلاً ونحو 191 مٌصاباً.
وحول التنظيمات الإرهابية الأكثر تنفيذا لتلك العمليات، قال التقرير إن تنظيم "داعش" لا يزال في مقدمة الجماعات التي تتبنى عمليات "إرهابية" في المنطقة العربية، بواقع 35 عملية نسبها لنفسه خلال الربع الثالث، مشيرًا إلى أنه رغم الضربات الاستباقية التي توجه له والفروع المنتسبة له، إلا أنه لا يزال قادرا على الحركة والمناورة خاصة في سوريا والعراق، ويأخذ من الحدود العراقية السورية مناطق تحرك رئيسية.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز