فيلم الإرهاب والكباب.. انتقاد رئاسي "تأخر" 3 عقود
موجة من الجدل أثيرت على مدار اليومين الماضيين عقب انتقاد نادر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأحد الأعمال الفنية للممثل المصري المخضرم عادل إمام الملقب بـ"الزعيم".
فرغم مرور 30 عاما على عرض فيلم "الإرهاب والكباب" لمؤلفه الراحل وحيد حامد المعروف عنه تناوله للقضايا الاجتماعية في أعماله الفنية، عاد الفيلم للظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصدره المشهد إثر انتقاد وجه له على لسان الرئيس المصري.
وفي إحدى الفعاليات، قال السيسي في مداخلته منتقدا هذا العمل: "فيلم الإرهاب والكباب صور المواطن بأنه يشتكي وخلى (جعل) البلد تظهر كخصم ومخلاش (لم يجعل) السلبية خصم، المواطن اللي مبيشتغلش (لا يعمل) هو اللي خصم".
وأضاف: "لما حولت البلد لخصم بعض الناس في 2011 هدوها، ولولا فضل الله علينا وكرمه كانت هتبقى (تصبح) زي كل البلاد اللي انتوا شايفينها مقامتش تاني (لم تقم مرة أخرى)، اللي بيروح مبيرجعش (لا يعود)، ولكن الله أفاض علينا بكرمه مش (غير) معقول نفضل (نظل) زي ما إحنا بعد كدا".
واستطرد الرئيس المصري قائلا: "أقابل الناس تقولي زعلانة منك، طب ليه؟ أنا عندي 6 عيال (أولاد)، طب أنا أعمل إيه، أه والله، طب هما مش بيحبوا الحاجات دي عشان التلفزيون يعني، قولتلهم طب أنا عندي 100 مليون، بقول ده لكل اللي بيسمعنا، اللي بيقول انتوا ليه مش بتدوا حقوق الناس، حقوق إيه؟ أنا مش لاقي أكل، روحوا المرج والمطرية والخصوص (مناطق شعبية مزدحمة بالقاهرة)، شوفوا لما بمشي في الشوارع بلاقي إيه، دي بلادنا".
وتابع: "يا اللي في الجامعة والكنيسة والمسجد، انزلوا شوفوا البلد، أنا علشان (لكي) أفتح شارع، بشيل (بهدم) 1000 بيت علشان الناس تمشي في حتت (مناطق) محدش يمشي فيها، طيب أنت إيه حكايتك النهاردة، بقول كده علشان دي بلدنا كلنا".
ويعتبر نقاد الفن فيلم "الإرهاب والكباب" من علامات السينما المصرية لما عالجه من مشكلات اجتماعية إبان وقت إنتاجه عام 1992، إضافة إلى كوكبة من الفنانين الذين شاركوا فيه بجانب عادل إمام، من بينهم الراحلون كمال الشناوي وأحمد راتب وعلاء ولي الدين إضافة إلى يسرا وإنعام سالوسة وغيرهم.
وتدور أحداث الفيلم، الذي تم إنتاجه في 1992، بمجمع التحرير الشهير وسط العاصمة المصرية القاهرة الذي يضم مقار المصالح الحكومية بمختلف مجالاتها، حيث يذهب إليه بطل العمل عادل إمام لينقل طفليه من مدرسة إلى أخرى.
غير أنه يعاني هناك من بطء الإجراءات وعقبات الروتين لتتطور الأحداث حتى يجد نفسه فجأة يحمل سلاحا ويحتجز بعض الرهائن من الموظفين والمواطنين المتواجدين في المكان، ثم سرعان ما ينضم إليه البعض منهم وتأتي قوات الشرطة لتحاصر المكان، وتتم المفاوضات بوجود وزير الداخلية لكنه يتعجب من أن مطالبهم شخصية، فيأمر الوزير الخاطفين بالإطلاق الرهائن وإلا سيهاجم المكان بكل من فيه بما في ذلك الرهائن.
فيترك بطل الفيلم الرهائن الذين يرفضون تركه ورائهم ليواجه الموت فيطلبون منه الخروج معهم هو ومن معه كأنهم رهائن وذلك بعد أن شعروا بأن مطلبه كان يمثل مطالبهم جميعا في البحث عن الوطن العادل.
ويخرج الجميع من المبنى فتدخل الشرطة لكي لا تجد أحدا عدا العسكري (أشرف عبد الباقي) وملمع الأحذية (أحمد راتب) وكأن المكان لم تكن به عمليه إرهابية منذ لحظات.