لن تتعب نفسك أبداً، إذا فكرت بربط الإخوان المسلمين بأي جماعة أو ميليشيات مسلحة، أو حتى إرهابيين في أي مكان بعالمنا، لأن الشواهد على ذلك كثيرة، بل جمة وغفيرة.
فتنظيم الإخوان هو الأب الروحي البغيض لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي يعد عدد لا يستهان به من قياداته ينتمون للإخوان في الأساس، بل إن تعاليم الإخوان وكتب سيد قطب وأفكاره المتطرفة في التكفير والولاء، كانت العمود الفقري لأدبيات القاعدة.
يتلاقى تنظيم داعش الإرهابي -كذلك- مع الإخوان المسلمين في عدة مراحل ونقاط، بل إن أموال الإخوان المنهوبة من جيوب المسلمين، تمثل اللبنة الأولى لداعش، فيما يجد زعماء الأخير في الإخوان ملاذاً آمناً لهم دوماً.
وحتى في اليمن، فإن العلاقة بين الميليشيات الحوثية الإرهابية والإخوان المسلمين علاقة لصيقة ووثيقة، ولعل محمد البخيتي المتحدث الرسمي باسم الميليشيات الحوثية، لا يزال حتى اليوم عضواً في جماعة الإخوان المسلمين اليمنية، إضافة إلى أن هناك عشرات الأسماء البارزة التي تنسق مع الحوثي الانقلابي وتعيش في كنفه.
وفي لبنان، رأى العالم كله انحياز ما يسمى بالجماعة الإسلامية في بيروت عبر ما يسمى ميليشيات الفجر المقاتلة التابعة لها، لميليشيا حزب الله في التحرشات الحدودية العبثية بأمر من إيران، للإضرار بمصالح الدولة اللبنانية، تحت عنوان "مساندة غزة"، وما اعتراف وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب لوسيلة إعلامية أمريكية بذلك، إلا شر دليل على ما نقوله.
ولن تكون حرب الدولة المصرية على الإخوان بعيدة عن الأذهان، لاسيما وأن خطرهم المتربص بالأجيال والشباب المصري، يعد شغل المؤسسات المصرية الشاغل، لتنقية الأجواء السياسية وتنظيف البلد من دنس أفكار الإخوان وتخرصاتهم وإشاعاتهم المستمرة حيال مصر ودورها بعد تعافيها من فيروس الإخوان وضرره.
وبالتوقف عند القرار الأخير في الإمارات، وما صدر عن النائب العام في الدولة حول ملاحقة 84 شخصاً ينتمون لهذا الفكر المتطرف، لابد هنا من القول: إن الإمارات كافحت خطر الإخوان بخطوات قانونية ومؤسساتية ضخمة خلال السنوات الماضية، بل وجففت منابع التمويل الإخوانية ولاحقت قضائياً المتورطين.
وواجهت دولة الإمارات الفكر الإخواني المتطرف، عبر منع أي نشاط لهم، وبث برامج توعية كبيرة وإعلامية قوية من أجل ذلك، لهذا فإن الإمارات نموذج رائد في مواجهة الإخوان.
ومن الأهمية بمكان الحديث عن أن الإخوان لا يحتاجون لمن يشيطن أفعالهم، لأن هذه السردية القصيرة التي أوردتها على عجل، تشرح بجلاء ووضوح أن الإخوان شياطين الإنس، الذين يستعيذ منهم المرء، لما تسببوا به من ضرر للإنسان في كل مكان.
وخلاصة الموقف تتلخص أيضاً بميزة التوقيت للقرار الإماراتي الجديد والمعلن، فالإخوان المسلمون يستثمرون في الأزمات مستغلين الفرص، والعواطف الجياشة في التعاطف مع أي قضية إنسانية كي يطلوا برؤوس شيطانيّة، باحثة عن تحقيق المكاسب السياسية والحزبية على حساب دماء الأبرياء، ودولة الإمارات بما تقوم به، تخدم الإسلام والمسلمين جميعاً في مكافحة إرهاب الإخوان و من يواليهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة