أدرك العالم خطورة الإرهاب، وبدأت معركة قاسية ضد كل ذي صلة به من قريب أو بعيد، وأصبح ذلك اليوم مفصلياً في التاريخ الحديث.
قبل 18 عاماً وفي مثل هذه الأيام من شهر سبتمبر/أيلول، تفاجأ العالم بهجوم الطائرات المدنية على برجي مركز التجارة الدولية في منهاتن –نيويورك- ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في حدث هز العالم فلم يعد بعده كما كان أبداً، وسقط نتيجة لهذه الأحداث ما يقارب الـ3 آلاف ضحية، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين.
إن تبني العالم مقاربة استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، ابتداء من محاربة منابعه المتمثلة في جماعات الإسلام السياسي، ومكافحة الخطاب المتطرف، وتوفير معالجات شاملة لأسباب ظهوره وإعادة التوجيه، هي أهم أسباب وأد الحوادث الإرهابية المشابهة لـ 11 سبتمبر/أيلول قبل ظهورها
أدرك العالم خطورة الإرهاب، وبدأت معركة قاسية ضد كل ذي صلة به من قريب أو بعيد، وأصبح ذلك اليوم مفصلياً في التاريخ الحديث، وبداية للتغيير نحو مستقبل مجهول عصفت به الحروب والأزمات المتتالية.
وبين متطرف يؤمن بخدمة العملية للدين وأنها معركة من معارك الإسلام على الشر، ومعتدل يرى أنها جريمة نكراء لم تأت إلا بالويلات على المسلمين في كل بقاع الأرض، وثالث يرى أن العملية تندرج ضمن نظرية المؤامرة، تبقى الحادثة الأليمة في الوجدان الإنساني وتبقى آثارها إلى يومنا هذا، حيث إن تلك العملية أحدثت تغييرات جيوسياسية واجتماعية كبرى لا سيما في الشرق الأوسط حين سقط حكم طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في العراق بدأت الحرب العالمية ضد الإرهاب.
ولعل أكثر من تضرر بفعل تلك الجريمة اللاإنسانية هم العرب الذين دفعوا ثمن إقدام مجموعة إرهابية بقتل الأبرياء العزل، تلتها عمليات عسكرية كبيرة، وانتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا في قارة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وازدادت حوادث الاعتداء على المسلمين هناك، وانشرت الطائفية في البلدان العربية.
وبعد كل هذه الأعوام لم تنته الحرب على الإرهاب بعد، ولا تزال الأفكار الهدامة تغزو عقول بعض المغرر بهم، لتتجلى أهمية العمل العالمي المشترك من أجل مكافحة ظاهرة التطرف التي تنتج إرهاباً أعنف. إن تبني العالم مقاربة استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، ابتداء من محاربة منابعه المتمثلة في جماعات الإسلام السياسي، ومكافحة الخطاب المتطرف، وتوفير معالجات شاملة لأسباب ظهوره وإعادة التوجيه، هي أهم أسباب وأد الحوادث الإرهابية المشابهة لـ 11 سبتمبر/أيلول قبل ظهورها.
ختاماً.. لقد فعّلت دول الخليج منذ أمد بعيد استراتيجياتها من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية، وجففت مصادر تمويله باعتباره خطراً يهدد أمنها واستقرارها وسلامتها، ونجحت في ذلك لتدرك كثير من الدول حول العالم أهمية ذلك الموقف، وتقتفي أثرها في تصنيف الجماعات الإرهابية ومكافحة تمويلها وملاحقتها دوليا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة