مصر رئيسا لمنتدى مكافحة الإرهاب.. خطوة على طريق استئصال الآفة السوداء
بعد أشهر من إعلان مصر، شبه جزيرة سيناء خالية من الإرهاب، دفعت خبرة البلد الأفريقي الذي عانى كثيرًا خلال الأعوام المنصرمة من "الآفة السوداء"، إلى تأهله لمنصب عالمي.
فللمرة الأولى، تتسلم مصر يوم الخميس، الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يستهدف تعزيز الجهود الدولية في لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وقال مدير وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الوزير مفوض محمد فؤاد في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء مع مديرة إدارة مكافحة الإرهاب بجهاز الخدمة الخارجية بمفوضية الاتحاد الأوروبي نادية كوستانتيني، إن مصر تنظم للمرة الأولى اجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى والذي ينطلق يوم الخميس بالقاهرة في دورته الـ21 .
وأضاف الدبلوماسي المصري، أن الاجتماع يتواكب مع تسلم مصر الرئاسة المشتركة للمنتدى من دولة المغرب، مشيرًا إلى أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب تأسس في عام 2011 من قبل 30 عضوا ليكون منصة غير رسمية وغير سياسية ومتعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب، هدفها تعزيز الجهود الدولية في النهج الاستراتيجي طويل الأجل لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وأشار إلى أن المنتدى يعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لتحديد الاحتياجات المدنية الحيوية في مجال مكافحة الإرهاب، وحشد الخبرات والموارد اللازمة لدعم بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي لمكافحة الإرهاب من خلال مناقشات صريحة ومفتوحة.
وبحسب مدير وحدة مكافحة الإرهاب، فإن الرئاسة المصرية المشتركة للمنتدى أقرت في أبريل/نيسان 2022 وهو ما يؤكد على الدور البارز الذي تقوم به مصر في مجال مكافحة الإرهاب، كاشفا عن أن الرئاسة المصرية الأوروبية المشتركة للمنتدى وضعت ورقة تتضمن الأولويات خلال فترة الرئاسة.
من جانبها، أشادت المسؤولة الأوروبية بالعلاقات التي تربط بين مصر والاتحاد في العديد من المجالات، معتبرة أن الرئاسة المشتركة للمنتدى ستسهم في تعزيز هذه الشراكة.
وأوضحت أن التعامل مع خطر الإرهاب في القارة الأفريقية وتعزيز قدرات الدول الأفريقية لمواجهة الإرهاب يعدان من أهم الموضوعات التي ستركز عليها الرئاسة المشتركة للمنتدى.
منطقة الساحل مركز للإرهاب
وردًا على سؤال حول أسباب تحديد أفريقيا كأولوية خلال رئاسة مصر والاتحاد الأوروبي للمنتدى، أجاب الوزير مفوض محمد فؤاد، أن هذا يعود إلى تغيير أنماط التهديدات الإرهابية، فبعد انهيار داعش في سوريا والعراق باتت منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا مركزا رئيسيا لأنشطة الجماعات الإرهابية.
وأكد الحرص على دعم قدرات وجهود الدول الأفريقية للتعامل مع الإرهاب، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية تتعامل في أفريقيا بالتعاون مع جماعات الجريمة المنظمة وهو ما يسمى بـ"التهديدات الهجينة".
وقالت المسؤولة الأوروبية إن "أفريقيا تعد بالنسبة لمصر والاتحاد الأوروبي منطقة لا يمكن فصلها عن أمننا، ونعمل على مساعدة الدول الأفريقية ودعم جهودها لكبح جماح الموجة الإرهابية".
الوضع بالسودان يدعو للقلق
وعما إذا كان الوضع الحالي بالسودان من الممكن أن يؤدى إلى جذب المزيد من الإرهابيين، قال الوزير مفوض محمد فؤاد "إن الوضع الحالي في السودان يدعو إلى القلق ونتمنى وقف العنف في أقرب وقت والعودة للحوار".
من جهتها، قالت المسؤولة الأوروبية إن "الاتحاد الأوروبي يشجب بشدة الوضع في السودان، ونحث جميع الأطراف على احترام القوانين الدولية ويرحب بكافة الجهود الساعية إلى دعم الحوار والوساطة والعودة إلى المسار الانتقالي المدني".
استراتيجيات المواجهة
وتعقيبا على دور المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب، وأهمية رئاسة مصر له، قال الأكاديمي المصري والخبير السياسي طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن القاهرة ستعمل على تبني استراتيجيات في إطار عمل إقليمي ودولي في الفترة القادمة.
وأوضح: "مصر بما لها من خبرة كبيرة سيكون لها دور وإضافة كبيرة، بما تملكه من تجربة وخبرات مهمة ورؤية استشرافية في مواجهة الإرهاب وضبط الحدود، ومنع الهجرة غير الشرعية، والتعامل مع منابع الإرهاب".
وأشار إلى أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تأسس عام 2011، ويضم 30 عضوا، يبحث في الأطر والمرتكزات المتعلقة بمواجهة الإرهاب وتقديم الخبرات الإقليمية والدولية، والعمل على تنمية وتعزيز قدرات الدول الأعضاء، وتبادل المعلومات، ووضع آليات لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتمددها في مناطق متعددة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز