نشاط المجموعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي من أكثر التحديات التي تواجه دول المنطقة، والتي وضعت على عاتقها مهمة محاربة تلك المجموعات التي تطور قدراتها من وقت لآخر.
فبإنفاق المزيد من الأموال على شراء السلاح من أجل حماية حدودها، بدأت تواجه دول المنطقة المجموعات الإرهابية، في الوقت الذي تحتاج فيها شعوبها للعديد من الخدمات، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة أضرت بدول عدة في العالم، فيما منطقة القرن الأفريقي ليست ببعيدة عن تلك الأضرار، والتي كان من بينها الجفاف الذي اتسعت رقعته في عدد من الدول.
إن اندلاع الصراعات من وقت لآخر بين مختلف المكونات السياسية والشعبوية الموجودة في المنطقة، والتي تنادي بمطالب تتغير من يوم لآخر تعتبر أحد أسباب عملية انتشار السلاح، الذي بدأ يتوافد بسرعة كبيرة على تلك الجماعات الإرهابية في المنطقة بصورة أسرع من الغذاء الذي يحتاجه الإنسان المتضرر من الجفاف والحروب.
ومع تغير الحكومات تغيرت مفاهيم وأيديولوجيات الجماعات الإرهابية، التي تسعى لتوسيع قواعدها من خلال استغلال الشعوب الفقيرة، إلا أنها تخطت الحدود الجغرافية ليكون لها حلقة وصل مع تنظيمات تعتبر الأكثر انتشارا عالميا، مثل "داعش" وتنظيمات أخرى لا يمكن لشعوب المنطقة أن تتأقلم معها، لكنها فرضت عليها بسبب بعض التحركات، وأطماع كيانات فشلت في السيطرة على سدة الحكم في تلك المناطق.
وتتطور الحركات الإرهابية في المنطقة من وقت لآخر، حتى أضحت تشكل تهديدا أمنيا لحكومات المنطقة وسواحلها التي تعد المصدر الوحيد لتوفير كل احتياجات إنسان المنطقة من صادرات وواردات، بالإضافة إلى الحكومات التي لها مصالح مع دول المنطقة.
وتسببت تحركات هذه الجماعات الإرهابية والحروب الداخلية بين شعوب المنطقة في انتشار كمية من الأسلحة والتي يصعب ضبطها في الوقت الحالي، مما ينبئ بتزايد ظهور مجموعات وحركات تحمل مختلف المفاهيم والتعاليم والأفكار التي تحاول فرضها على شعوب ظلت تتعايش لفترة طويلة مع بعضها.
تلك التحركات "الإرهابية" تعمل على خلق خلافات حول مختلف الأفكار الدينية والإثنية، وهي مفاهيم راسخة لدى شعوب المنطقة توارثتها عبر مختلف الأجيال، ولم تتأثر رغم التحديات.
وتعد تلك التحركات أكبر تحدٍ للأنظمة في دول المنطقة حاليًا، مما يستدعي من تلك البلدان الاهتمام بقضايا عدة ذات أولوية كبرى، مثل توفير الغذاء وفرص العمل، وتطوير القدرات والتصدي لظاهرة التغير المناخي والتنمية التي ينتظرها إنسان المنطقة بفارغ الصبر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة