الإرهاب في مصر 2016.. داعش في القاهرة وتفجيرات يائسة للإخوان
العالم شهد خلال العام الحالي ارتفاعا في معدلات الهجمات الإرهابية، وفي مصر وقعت العديد من الهجمات الإرهابية بمناطق ومحافظات مختلفة.
شهد العالم خلال العام الحالي ارتفاعاً في معدلات الهجمات الإرهابية على عسكريين ومدنيين، وفي مصر وقعت العديد من الهجمات الإرهابية بمناطق ومحافظات مختلفة، ما أسفر عن عشرات الضحايا والمصابين في أكثر من هجوم إرهابي.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، تضاعفت وتيرة الهجمات الإرهابية وأعمال العنف من قبل عناصر وأفراد جماعة الإخوان، بحثاً عن وسيلة لبث الرعب في نفوس المصريين، وطريق للوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى بالترهيب ونشر العنف بالشارع المصري.
وفي الوقت نفسه بذلت أجهزة الأمن المصرية من أفراد الشرطة وجهاز الأمن الوطني، بدعم من أفراد القوات المسلحة جهداً كبيراً لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية، والدخول في مواجهات أمنية عديدة مع عناصر إرهابية، لتنخفض معدلات الجرائم الإرهابية خلال العام الماضي.
ولكن خلال 2016 عاد الإرهاب الأسود للعاصمة القاهرة، ومحافظة الجيزة، بالإضافة للمواجهات الدائمة بين الإرهابيين مع أفراد الشرطة بمنطقة سيناء، الواقعة شمال شرق مصر، ليظهر ملامح جديدة لطبيعة العمليات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية المسؤولة عن تنفيذها.
وترصد بوابة "العين" الإخبارية الملامح الرئيسية لأبرز الهجمات الإرهابية على مصر خلال 2016.
الكنيسة البطرسية
وفي صباح يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول 2016، استيقظت مصر على حادث إرهابي مؤلم، استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية، بالقاهرة، ليسفر عن الحادث 27 ضحية و54 جريحاً. وفي هذا التفجير الإرهابي رصد الخبراء الأمنيون عدة ملاحظات أهمها طريقة تنفيذ الحادث، طبيعة الضحايا والمصابين والتي كانت أغلبها سيدات وأطفال، توقيت تنفيذ العملية الإرهابية.
وتشير التحليلات إلى اتباع المتطرفين وسائل وحيلاً جديدة في تنفيذ العمليات، خاصة وأن الحادث سبقه حكم قضائي صادر بتأييد حكم الإعدام ضد الإرهابي عادل حبارة الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، وبعد إعلان داعش مسؤوليته عن الحادث تأكدت التحليلات والنظريات السابقة، التي تشير إلى امتداد إرهاب داعش إلى عدة دول بالعالم بينها مصر.
ووقع التفجير داخل قاعة صلاة بالكنيسة البطرسية، حيث دخل المتهم الرئيسي ومنفذ العملية محمود شفيق، إلى الكنيسة مرتدياً حزاماً ناسفاً، من الباب الأقرب لمصلى السيدات، وفي وقت قليل للغاية من دخوله للمبنى، هز التفجير أرجاء الكنيسة، ونظراً لشدة المواد المتفجرة وقع عدد كبير من الضحايا، ولا تزال أعداد كبيرة من المصابين ترقد داخل العنايات المركزة والمستشفيات بالقاهرة لتلقي العلاج جراء الإصابات التي لحقت بهم من شظايا بمناطق متفرقة بالجسم، وتهتك في بعض الأجهزة الحيوية بأجسادهم.
هجمات متزامنة
وفي الشهر نفسه، وتحديداً يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ألقت مجموعة إرهابية عبوة متفجرة ناسفة في صندوق للقمامة بالقرب من نقطة أمنية في أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة الهرم بالجيزة، تتسبب في مقتل 6 مجندين، وإصابة 4 آخرين نتيجة انفجار العبوة الناسفة.
وأعلنت حركة إرهابية جديدة تدعى حركة "جسم" مسؤوليتها عن التفجير عبر بيان نشرته على شبكة الإنترنت، وتعد حركة "حسم" هي واحدة من الحركات التي تم تشكيلها من داخل جماعة الإخوان، واختلفت الرؤى حول سبب تكوين هذه الحركات وإعلانها المسؤولية عن عدة تفجيرات بالقاهرة.
وخلال يومين من وقوع العمل الإرهابي، أعلنت "حسم" في بيان آخر، أن فرقة المفرقعات المركزية التابعة للحركة، استهدفت تمركزين أمنيين بشارع الهرم.
وفي الوقت نفسه وقع هجوم على كمين شرطة بمحافظة كفر الشيخ، الواقعة شمال الدلتا، ما أدى لمقتل مواطن مصري، وإصابة عنصرين من قوات الشرطة المتواجدين بالكمين الشرطي.
وفي يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول، تفجرت عبوة ناسفة، أسفر عن التفجير مقتل ضابط برتبة عقيد بالجيش المصري، ومقتل مجند، وإصابة 3 آخرين.
ولجأت جماعة الإخوان لطريقة جديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية، فقامت باستهداف العميد أركان حرب عادل رجائي، ضابط بالقوات المسلحة وقائد للفرقة التاسعة المدرعة بشمال سيناء.
واغتالت جماعة إرهابية تدعى "لواء الثورة" العميد أركان حرب عادل رجائي، في يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لتعلن عبر "تويتر" مسؤوليتها عن الحادث، لتشير العملية الإرهابية إلى عودة الإخوان للعمليات الانتقامية رداً على حكم قضائي بسجن الرئيس الأسبق مرسي 20 عاماً في قضية أحداث عنف بالاتحادية.
ونفس الجماعة الإرهابية قامت بتنفيذ عملية إرهابية في أغسطس/ آب الماضي، بمحافظة المنوفية، لتسفر عن مقتل شرطيين وإصابة 5 آخرين من بينهم مدنيين.
ولم يكن حادث الكنيسة البطرسية هو الحادث الأول، الذي يعلن فيها داعش مسؤوليته عنه، وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استطاعت عناصر مسلحة قتل ضابط بالجيش المصري، بعد استهدافه أمام منزله بشمال سيناء، ليتبنى داعش هذه الهجوم على ضابط القوات المسلحة.
وفي مشهد أثار استياء العالم، قام مسلحون تابعون لتنظيم داعش، بذبح أكبر مشايخ الطرق الصوفية بمحافظة سيناء، وقام التنظيم بنشر فيديو قتل الشيخ العجوز الذي قارب عمره 98 عاماً، بعد اختطافه من منزله بالعريش، وفي الوقت نفسه اختطف داعش شيخاً آخر، هو الشيخ "أقطيفان المنصوري" وقتله ذبحاً في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي واقعة مماثلة قتل كاهن مصري على يد عناصر منتمية لتنظيم داعش، وفي يوم 30 يونيو/ حزيران الماضي أطلق مجهولون الرصاص على القس "روفائيل موسي" كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش البالغ من العمر 46 عاماً، ليعلن داعش مسؤوليته عن حادثة القتل.
كما أعلنت جماعة "ولاية سيناء" الإرهابية، مسؤوليتها عن تفجير كمين الصفا بمدينة العريش في 7 مارس/ آذار الماضي، لينتج عن الهجوم المسلح مقتل 18 ضابطاً من الشرطة والجيش، لتعلن الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم على النقطة الأمنية بجنوب العريش.
محاولات اغتيال
ولم يكن حادث الهرم هو الأول الذي تعلن "حسم" مسؤوليتها عن تنفيذه، وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي استهدفت "حسم" النائب العام المساعد، حيث استهدف عدة أشخاص موكب المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد مدير التفتيش القضائي، بتفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه.
ونفذت العملية بسيارة مفخخة تم سرقتها من قبل، ولجأ منفذو التفجير بوضع متفجرات بالسيارة والإعداد للعملية قبلها بعدة أيام، لتفشل محاولات التفجير في يومين متتالين، لتغيير مواعيد وخطوط سير النائب العام المساعد، ليتمكنوا من تفجير السيارة في اليوم الثالث، أثناء مروره دون إصابته بأي ضرر، لتنحصر الخسائر في خسائر مادية من تصدع مبانٍ قريبة من الحادث بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، وتعرض سيارات الحراسة لبعض التلفيات.
وفي يوم 5 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت حركة "حسم" مسؤوليتها عن محاولة اغتيال على جمعة مفتي مصر السابق، حيث استهدف عدة أشخاص خروج على جمعة، من منزله بمنطقة السادس من أكتوبر بالجيزة، ليصوب مسلحون الرصاص مباشرة نحو مفتي مصر السابق، لينجو جمعة من محاولة الاغتيال الفاشلة ويستكمل إلقاء خطبة الجمعة بأحد المساجد بنفس المنطقة، وأسفر الحادث عن إصابة الحارس الشخصي له.
وامتدت محاولات الاغتيالات إلى خارج القاهرة، لتعلن "حسم" مسؤوليتها عن مقتل الرائد محمود عبد الحميد، رئيس مباحث بأحد المراكز الشرطية بمحافظة الفيوم، وقام مسلحان بإطلاق أعيرة نارية على سيارة شرطة، ليقتل رئيس المباحث، ويصاب أمين شرطة ومساعد شرطي في الهجوم نفسه.
ووفقاً لتقرير أصدره معهد "التحرير لسياسات الشرق الأوسط" عبر موقعه في منتصف العام الجاري، فإن محافظة سيناء شهدت أكثر من 195 هجوماً إرهابياً خلال 3 أشهر في بداية السنة.
وذهب التقرير إلى أن منطقة سيناء هي الأكثر تعرضاً للهجمات الإرهابية، خاصة شمال المحافظة، لتصل نسبة الهجمات 195 هجوماً بشمال سيناء، و8 هجمات استهدفت محافظة الجيزة، و6 أخرى على القاهرة، و4 هجمات بالإسكندرية.