بالصور.. "مريم" المصرية تتبرأ من أسرتها الإخوانية
مريم الصاوي أعنلت على الهواء مباشرة تبرأها من أسرتها الإخوانية وقدمت مستندات ووثائق تثبت عملهم في نشاطات إرهابية
مريم الصاوي، فتاة مصرية هزت مصر وكثيرا من الدول العربية حين أعلنت على الهواء مباشرة تبرئها من أسرتها الإخوانية، التي تضم عناصر إرهابية نشطة، وكانت على يقين بأن الجماعة الإرهابية تخالف الدين وتشوه قيمه النبيلة، وتعادي الأوطان وتستهدف هدمها، فسارعت إلى سلطات الأمن المصرية تناشدهم المسارعة لمنع سقوط المزيد من الضحايا في عمليات إرهابية قد يرتكبها اشخاص فقدوا عقولهم وقلوبهم، شاء القدر أن يكونوا من أبناء أسرتها، فأبلغت أجهزة الأمن بكافة المعلومات التي تعرفها عن النشاط الإرهابي لأفراد العائلة.
ظهرت مريم بصحبة شريف الصيرفي، وهو شاب انفصل في وقت سابق عن الجماعة المسماة "إضراب 6 أبريل" في مصر، وبيدها وثائق ومستندات تثبت عمل أسرتها في نشاطات إرهابية لتكون حديث وسائل التواصل الاجتماعي في مصر حتى الجمعة.
حافظت مريم طيلة الأشهر السابقة على أن تظهر كعضو أساسي في جماعة الإخوان الإرهابية على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بمنشورات ضد الدولة المصرية لكنها عادت وأعلنت تبرأها من أفعال أسرتها التي تضرب استقرار البلاد وتتآمر على الوطن.
مريم أبلغت عن أسرتها بالكامل، وكل من يتعامل مع هذه الأسرة من الإرهابيين، بينهم إرهابيي "شقة أرض اللواء" بالجيزة، الملاصقة للقاهرة، اللذين تم القبض عليهما الأسبوع الماضي، كما كانت سبباً في إحباط عدة عمليات إرهابية، علاوة على أنها سلمت كل ما لديها من وثائق وأدلة للأمن المصري.
وكشفت مريم حين ظهرت في برنامج "على مسؤوليتي" -الذي تبثه قناة "صدى البلد" المصرية- أن والدها كان مسؤولاً عن اعتصام النهضة الشهير، كما أشرف على إمداد العناصر الإخوانية بالأسلحة، وأنها شاهدت بعينيها كيف يتحدث التابعون لأبيها عن قتل المتظاهرين وإصابتهم من أجل إحراج قوات الأمن المصرية، وتلفيق التهم لهم، والمتاجرة بذلك عبر القنوات الفضائية.
قالت مريم أيضاً إن هذا الأب المحبوس حالياً لتورطه في قضية "كتائب حلوان" حُكِمَ عليه بالإعدام في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعفى عنه الإخواني المعزول محمد مرسي، وأضافت: "شقيقي ووالدتي ينتميان لتنظيم داعش، واثنان من أعمامي ينتميان للجماعة الإسلامية وتم حبسهما 11 عاما".
ورغم ادراكها جيداً أنها ستتعرض للتهديدات، لم تتراجع مريم عن تسليم أسرتها الإرهابية للأمن المصري.
مريم اخترقت "حسم" الإخوانية
اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري السابق، قال إن الفتاة تمتلك عقلاً راجحاً وواعياً، وتفكر بمنطق سليم وسوي، واستدلت على الطريق الصواب بفضل سؤال لم يغب عن عقلها؛ وهو: هل نحن مسلمون؟ وما دمنا كذلك، فكيف نقتل النفس التي حرم الله؟ ولماذا يقوم هؤلاء الذين أعيش معهم بقتل حتى المسلمين دون هوادة أو رحمة؟
وتابع الخبير الأمني المصرى أنه "منذ ذلك الحين أخذت مريم عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة في البحث عن طوق نجاة، ووجدته في شريف الصيرفي، الشاب الذي كان عضواً في جماعة 6 أبريل وانشق عنهم هو الآخر بعد أن عرفهم حقيقتهم المشوهة، وفضح كل ما كان بجعبته من أسرار.
وقال المقرحي إن جماعة الإخوان الإرهابية بها نماذج أخرى تشبه مريم، وسيتم الإيقاع بالكثير من العناصر الإرهابية بفضل هؤلاء الذين وصفهم بالوطنيين الذين رفضوا التخلي عن إنسانيتهم وفهموا جوهر الإسلام المتسامح الذي يقوم في أساسه على قوله تعالى: "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
ودعا المقرحي كل مواطن في مصر أن يبلغ أجهزة الأمن بأي معلومة لديه أو تصل إليه بطريقة أو بأخرى، وأن يقف عقله حائط سد أمام كل محاولات الغسيل التي تجري له، مؤكداً أن الوطن إذا ما نال منه الإرهاب والأعداء فلن تجدي حفنة الأموال التي أخذها أي مواطن نظير صمته عن إرهابي.
ودعا كل مواطن في بلده إلى أن يحتذي بمريم، وأن يبلغ عن أي خطر يتهدد وطنه، وإن كان هذا الخطر يتمثل في أقرب البشر إلى قلبه ونفسه.
انفصال نفسي
مريم قالت في ظهورها الإعلامي إنها رفضت الانضمام للجماعات الإرهابية، ما دفع عائلتها الإرهابية لتعذيبها باستمرار، وأضافت بالعامية المصرية: "أبويا وأمي يستاهلوا إعدام.. والإعدام قليل عليهم لأنهم عاوزين يخلوا مصر زي سوريا". وكشفت أن شقيقها الإرهابي عبدالرحمن الصاوي تواصل مع الإرهابي الهارب معتز مطر، قبل أن تقتله قوات الأمن في مدينة أكتوبر أثناء إحدى المداهمات، لكن الإخوان أبلغوا عنه".
وقد يسأل البعض: كيف استطاعت هذة الفتاة الإبلاغ عن ذويها؟ وهل حب الوطن يعلو فوق المشاعر الاسرية؟
يجيب الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، بأن مريم تربت في وسط ينتمي لجماعات دينية إرهابية متأثرة تماماً بفكر الإخوان الإرهابي، هذا الواقع فرض عليها أن تلتزم بالشكل الديني لأنه ثقافة وليس تديناً فعلياً.
وقال لـ"بوابة العين" الإخبارية إن مريم بمجرد أن وجدت الفرصة في النجاة، لم تتردد في الخروج من هذا الوسط، الذي اعتبرته وسطاً كاذباً يردد مفاهيم وينفذ عكسها تماماً على أرض الواقع، ووجدت ملاذها في تقديم خدمة لوطنها من جانب وإنقاذ نفسها من هذا البيت الإرهابي من جانب آخر.
رابطة الوطن أقوى
أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهابية، أكد أن الدول إذا اتخذت العدل منهجاً وأدت التزاماتها تجاه مواطنيها، وظهر للجميع بقوة أنها تسير في الطريق الصحيح، وفهم المواطنون ذلك جيداً فليس بعيداً ظهور نماذج مماثلة لمريم.
وأوضح لـ"بوابة العين" الإخبارية أن الفرد الناشئ في أسرة لها توجهات وأفكار إرهابية إذا ما كان منفصلًا نفسياً عنهم فمن الوارد جداً أن يبلغ عنهم، وتعلو حينها رابطة الوطن على رابطة الدم الذي تربطه بأفراد يجعلون من الإرهاب ديناً لهم ومنظماً لحياتهم، فهو في النهاية لا توجد نقاط التقاء نفسية تربطه بهم ومن ثم يمكن بسهولة أن ينشق عنهم بطريقة أو بأخرى.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز