هجوم مطار عدن.. إرهاب الحوثي يضرب شريان اليمن للمرة الثانية
بعد مرور 10 أشهر من هجوم مليشيات الحوثي الصاروخي على مطار عدن، تتكرر المأساة مجددا لكن هذه المرة بأداة إرهابية مختلفة وعبر سيارة مفخخة.
وتشن مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية حربا خفية تستهدف العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ككل ومطار عدن الدولي خاصة باعتباره أكبر منافذ الحكومة المعترف بها دوليا إلى العالم.
ووقع تفجير ضخم، مساء السبت، استهدف البوابة الخارجية الرئيسية لمطار عدن الدولي، وذلك بعد زمن قياسي من هبوط رحلة جوية قادمة من الهند تقل عشرات المسافرين.
وبحسب مصدر مسؤول في مطار عدن لـ"العين الإخبارية"، فإن التفجير الإرهابي كان ناجما عن تفجير حافلة ركاب كانت مفخخة وانفجرت على بعد أمتار من أول حاجز تفتيش للمطار بالقرب من فندق مجاور للمطار.
وسقط أكثر من 12 قتيلا في الهجوم الإرهابي، فضلا عن عشرات المصابين وجميعهم مدنيون، ومسافرون ومارة، وتدمير أكثر من 6 مركبات مدنية، طبقا للمصدر ذاته.
ويأتي الهجوم الإرهابي عقب 20 يوما فقط من هجوم مماثل عبر سيارة مفخخة استهدفت كبار المسؤولين اليمنيين على رأسهم محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة والثروة السمكية اللواء سالم السقطري، وذلك في المنطقة الواقعة بين المعلا والتواهي في عدن.
ويأتي في توقيت حساس وبعيد 48 ساعة من مغادرة وفد أوروبي رفيع، بينهم سفراء عدن عقب زيارة امتدت لأكثر من 3 أيام.
ويستهدف التفجير ضرب عدن وعرقلة مساعي تقارب القوى اليمنية ضد مليشيات الحوثي، والتي تسعى لخلط الأوراق في معسكر الشرعية المناهضة للانقلاب، وفقا لخبراء.
لماذا مطار عدن؟
ويحظى مطار عدن الدولي بأهمية بالغة في الوقت الراهن، فهو البوابة الرئيسية التي تربط اليمن مع العالم الخارجي جوا ويلعب دورا تنمويا واقتصاديا كبيرة للبلاد الغارق في الحرب منذ 7 أعوام.
ويقع المطار على بعد 6 كيلومترات من وسط عدن، وحررته المقاومة الجنوبية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية 2015 بعد معارك دامية وشرسة مع المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا.
وطيلة 7 أعوام من هزيمة الانقلاب بعدن تحول المطار إلى شريان حياة في إيصال المساعدات للشعب اليمني، حيث استقبل مئات الشحنات من الغذاء والدواء لمنظمات دولية ومحلية، على رأسها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان، أذرع التحالف الإنسانية.
وتعرض المطار لأبشع هجوم إرهابي عشية رأس السنة نفذته مليشيات الحوثي عبر 3 صواريخ موجهة، إيرانية الصنع واستهدف اغتيال وزراء الحكومة اليمنية المشكلة وفقا لاتفاق الرياض.
وضربت الصواريخ صالة المطار ومدرج هبوط الطائرات، لحظة هبوط طائرة تقل رئيس الوزراء معين عبد الملك وأعضاء في حكومة الكفاءات، ما تسبب بمقتل وجرح أكثر من 135 شخصا بينهم صحفيون وموظفو الصليب الأحمر الدولي ومسؤولون حكوميون.
وأثار الهجوم حينها عاصفة من ردود الأفعال الدولية والأممية المنددة بالجريمة الحوثية التي كانت تهدف لاغتيال أعضاء الحكومة اليمنية، في مسعى لإحباط أي تقارب بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأواخر مارس/آذار الماضي، حمل تقرير أممي المسؤولية المليشيات الانقلابية وقدم التقرير للجنة الأمم المتحدة التي تشرف على العقوبات المتعلقة باليمن، مع دلائل أن الهجوم الدموي نفذ بصواريخ باليستية مماثلة لتلك التي يمتلكها الحوثيون وأطلقت من محافظتي تعز وذمار.
الجريمة الجديدة
لا تختلف الجريمة الجديدة عبر سيارة مفخخة عن هجوم مليشيات الحوثي الصاروخي، فالعمليتان الإرهابيتان استهدفتا تعطيل مطار عدن وإخراجه عن جاهزيته والنيل من صورة العاصمة المؤقتة بأنها مكان غير آمن للحكومة اليمنية.
وعن تفاصيل الهجوم يؤكد المسؤول الإعلامي في مطار عدن الدولي عادل حمران، أن "ما حدث أمام بوابة المطار كان انفجارا مهولا لسيارة مفخخة، وأحدث الهجوم البشع ضحايا أغلبهم من المدنيين الذين قدموا لاستقبال ذويهم، فضلا عن أطفال من الحي المجاور للمطار".
وقال حمران لـ"العين الإخبارية" إن الحافلة المفخخة انفجرت عقب "وصول رحلة قادمة من الهند وكان أمام البوابة الخارجية مئات المسافرين ومركبات منتظرة من ذوي المسافرين وأصدقائهم".
وأضاف "لم يكن بحسبانهم أن هناك صوتا آخر غير صوت اللقاء والود، وهو صوت الموت والإرهاب والدمار الذي ينتظر الجميع، حيث تناثرت أشلاء عشرات الضحايا وسالت دماؤهم وبعضها تفحمت بسبب النيران التي أعقبت التفجير".
وأشار إلى أن شظايا التفجير الإرهابي وصلت إلى مسافات بعيدة للأحياء المجاورة، في جريمة أرعبت الجميع وهزت أمن وسكينة الناس في عدن، وأعاد للأضواء الهجوم الصاروخي الحوثي الذي استهدف المطار في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.