إيران تتباهى بتجنيد أطفال العراق.. وواشنطن تغض الطرف
الخارجية الأمريكية رفعت العراق من قائمة الدول التي تجند أطفالا بعد أيام من نشر إيران صورًا تتباهى بتجنيد أطفال عراقيين في الميليشيات
بعد أسبوعين من تباهي إيران بتجنيد ميليشيات تابعة لها أطفالا بالعراق، رفعت واشنطن العراق من قائمة الدول التي تجند الأطفال في القتال.
فأمس الثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها رفعت كلا من العراق وميانمار (بورما) من قائمة الدول التي تجند الأطفال وتستخدمهم في القتال، والتي كانت تضمهما حتى عام 2016.
وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن وزير الخارجية ريكس تيلرسون اتخذ هذا القرار متجاهلا توصيات خبراء الوزارة وكبار المسؤولين الأمريكيين.
ولم توضح الخارجية الأمريكية دافعها إلى هذه الخطوة المفاجئة، خاصة وأن مليشيات بداخل العراق ما زالت حتى الآن تتباهى بتجنيد الأطفال العراقيين في معارك خطرة.
ففي 12 يونيو/حزيران الجاري نشرت وكالة "تسنيم" المقربة من مليشيات الحرس الثوري الإيراني تقريرًا مصورًا تحت عنوان "تدريبات أطفال مقاتلي الحشد الشعبي".
ونشرت في التقرير صورًا لأطفال في ساحات التدريب يتفاخرون بحملهم للسلاح الذي توزعه عليهم مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران تحت ستارة تأهيلهم لمحاربة تنظيم داعش.
ويتدرب الأطفال على حمل السلاح وهم يرفعون لافتات شيعية مثل "لبيك يا زينب"، "لبيك يا حسين" تعبر عن نفوذ إيران ومشروعها الاحتلالي في العراق أكثر مما تعبر عن مغزى ديني بريء.
ويأتي هذا بالرغم من إعلام مسؤولين عراقيين وقيادات بالحشد الشعبي بقرب زوال تنظيم داعش من العراق، وأنهم يؤهلون العراق لمرحلة ما بعد داعش.
ويعني هذا أن تجنيد هؤلاء الأطفال له أغراض أخرى، وقد توجه أسلحتهم لإشعال حروب جديدة داخل العراق، أو تصديرهم للانضمام للميليشيات الموالية لإيران في لبنان وسوريا واليمن وغيرها.
ويمكن استنتاج هذا مما ورد على لسان وكالة "تسنيم" في تقريرها المصور وهي تفخر بمليشيا الحشد الشعبي وتدريب أطفاله على السلاح.
فقد قالت: "هو اسم على مسمى، شعبي بكافة تفاصيله، تشكل من أبناء الشعب تلبية لنداء المرجعية، واليوم ما زال شعبيا رغم تنظيمه بقانون، أبناء المقاتلين استغلوا فرصة الصيف للتدرب على حمل السلاح الذي قد يرفعونه يوما لمتابعة مسار آبائهم".
ونداء المرجعية المقصود به فتوى "الجهاد الكفائي" التي أصدرها المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني في يونيو/حزيران 2014 والتي دعا فيها العراقيين إلى حمل السلاح بحجة دعم الجيش والشرطة في الحرب ضد تنظيم داعش.
وتجمعت مليشيات موالية لإيران تأسست منذ سقوط العراق في يد المحتل الأمريكي 2003 مع مليشيات أخرى تم تكوينها على حس هذه الفتوى، وشكلوا ما أسموه بـ"الحشد الشعبي"، والتي باتت تعمل بشكل شبه مستقل عن الجيش العراقي.
وأظهرت تصريحات لقيادات هذه الميليشيا، منهم أبو مهدي المهندس وقيس خزعلي أن تكوين هذه الميلشيا لها هدف أبعد من الهدف المعلن الخاص بداعش.
وهذا الهدف الأبعد هو تمهيد الأرض في العراق وسوريا كذلك لفرض النفوذ الإيراني وتنفيذ مشروع الممر البري الإيراني الذي يمتد جغرافيا من طهران ويمر بشمال العراق فشمال سوريا حتى البحر المتوسط، ثم ينحدر جنوبا إلى لبنان، فتكون كل تلك البلاد مرتبطة جغرافيا وسياسيا بإيران.
وفي مطلع يونيو/حزيران الجاري اتهمت النائبة العراقية ريزان شيخ دلير أحزاباً بتدريب الأطفال على حمل السلاح تحت غطاء محاربة تنظيم داعش.
وقالت ريزان، عضو لجنة المرأة والأسرة والطفولة في البرلمان، إن أحزاباً تدرب الأطفال على السلاح الخفيف والمتوسط، و"تتباهى" بذلك، وتتحجج بأنها تؤهلهم لـ"الجهاد الكفائي".
وسبق أن انتشرت مقاطع فيديو وصور لأطفال تدربهم مليشيات الحشد على حمل السلاح في محافظة صلاح الدين وغيرها.
وفي 2016 أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تفيد بتجنيد الأطفال في مخيمات النازحين بالعراق، ونقلهم إلى المناطق القريبة من الخطوط الأمامية، ربما للانضمام إلى الجماعات المسلحة التي ستحارب ضد تنظيم داعش.
ويحظر "البروتوكول الاختياري" للأمم المتحدة بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، الذي صادق عليه العراق عام 2008، على الجيوش الوطنية والجماعات المسلحة غير الحكومية تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18.