يقال يجب وقف من يساعد التطرف وجماعاته، حسنا هذا ما تفعله الرباعية العربية مع قطر.
لا ينقضي العجب من الرسائل المتناقضة التي تربك المتلقي، العربي والمسلم، من المجتمع الدولي من حين لآخر.
«جمعية العالم» هي الأمم المتحدة بمبناها الزجاجي الشهير في نيويورك عاصمة المال والأعمال والسياسة، وتشهد جمعيتها العمومية هذه الأيام اجتماعات مهمة، سنوية، والعالم يشهد سلسلة من الأزمات بل الكوارث السياسية.
هناك نووي كوريا الشمالية، وحرب ميانمار، لكن يظل الحديث الغربي والعالمي عن محاربة الإرهاب الآتي من جماعات متأسلمة، في صدارة الاهتمام الأممي.
في الكلمة الافتتاحية لأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، لأعمال الجمعية العامة قال: «إننا معاً نستطيع جلب السلام وبناء عالم أفضل».
وأكد غوتيريش أنه لا يوجد أي مبرر للإرهاب، كما يجب العمل على وقفه وحرمانه من التمويل، كما تحدث غوتيريش عن الحلّ الجذري لمعضل الإرهاب فقال: «علينا معالجة الأسباب الحقيقية وراء انتشار التطرف والإرهاب».
يكفي متابعة منصات الدوحة، التي يشغّلها نشطاء الإخوان بالعالم، لنعرف أي بشر تغذيهم الدوحة في العالم، وأي أفكار وأي قضايا تنحاز لها؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث دوماً عن محاربة الإرهاب المتأسلم بصرامة، وفي ذلك الصدد تحدث عن وجوب توقف قطر عن تمويل الإرهاب.
لدينا الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن محاربة تمويل الإرهاب، ورئيس أهم دولة في العالم، ترامب، لا يتوقف عن الحديث عن هذا الأمر.
مصدر الإرباك الذي أشرت إليه في افتتاحية المقال، هو ما دام أن السعي لوقف تمويل الإرهاب وجماعاته مطلب أساسي، دولي وغربي وأممي، وأمريكي طبعاً، فلمَ تصوير المشكلة الحالية للدول العربية الأربع، ومعها دول أخرى أيضاً من إفريقيا وغيرها، مع دولة قطر، على أساس أنها مشكلة يجب حلها بسرعة و«سماحة» وتنازلات، والعالم كله فجأة صار حريصاً على «اللحمة» الخليجية، وبقي فقط أن يتم عولمة الغترة والشماغ والعقال؟!
خلاف الدول الأربع مع قطر في جانب رئيسي منه حول هذا الأمر تحديداً، الذي تحدث عنه غوتيريش في الأمم المتحدة: تمويل الإرهاب.
جماعات التطرف في سوريا وجماعات ليبيا المسلحة، وجماعات فلسطين المتأسلمة المضرة بالقضية الفلسطينية، كلها تستند إلى حائط الدوحة. التي تسند جماعات الفوضى والعنف بالمال والإعلام والسياسة.
يكفي متابعة منصات الدوحة، التي يشغّلها نشطاء الإخوان بالعالم، لنعرف أي بشر تغذيهم الدوحة في العالم، وأي أفكار وأي قضايا تنحاز لها؟
هل يريد منا الغرب وعواصم أوروبا والأمم المتحدة أن نحارب الإرهاب والتطرف -نحن أصلاً نفعل ذلك صوناً لوجودنا وثقافتنا، وليس بحثاً عن رضاهم- أم يهزلون؟
يقال يجب وقف من يساعد التطرف وجماعاته، حسنا هذا ما تفعله الرباعية العربية مع قطر.
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة