خريطة الصراع السوري 2018.. النظام يتقدم وداعش يطل من جديد
تقرير إحصائي حول توزيع أماكن السيطرة بين النظام السوري وفصائل المعارضة وتنظيم داعش والأكراد تبرز مفاجآت وتغيّرات في بداية العام الجديد.
شهد الشهر الأول من عام 2018 توسع نفوذ قوات النظام السوري والأكراد في مقابل تراجع تنظيمات المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام الإرهابية، فيما كانت المفاجأة عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى 3 محافظات.
ووفق تقرير إحصائي نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره في لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن يناير/كانون الثاني الجاري شهد تغيّراً في ساحة الصراع ونفوذ القوى المتصارعة داخل الأراضي السورية، إذ رصد خسارة فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام الإرهابية 400 قرية، فيما عاد تنظيم داعش الإرهابي في محافظات كان خسر وجوده فيها.
النظام السوري
وواصفا القوات السورية وحلفاءها بأنها باتت ذات النفوذ الأكبر والمسيطرة على أكبر مساحة في سوريا، قال المرصد، السبت، إنها هذا الشهر واصلت تقدمها الواسع الذي أحرزته في 2017، وباتت تفرض سيطرتها على نحو 56.87 % من مساحة الجغرافية السورية بمساحة أكثر من 105172 ألف كلم مربع.
وعن مناطق تواجدها قال إنها تتركز في محافظات دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية، وطرطوس والسويداء ودرعا والحسكة ودير الزور والقنيطرة.
كما تسيطر على محافظتي طرطوس والسويداء بشكل كامل، وبشكل شبه كامل على محافظة اللاذقية، وأجزاء كبيرة من محافظات دمشق وريف دمشق وحلب وحماة وحمص، وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة، فيما عادت قوات النظام للتواجد بمساحة واسعة في شرق محافظة إدلب بعد أن اقتصر تواجدها في بلدتي الفوعة وكفريا.
ويقتصر وجود القوات السورية وحلفائها في الحسكة على عدة مواقع داخل مدينتي الحسكة والقامشلي ومحيط الأخيرة، بينما تتواجد في أجزاء واسعة من ريفي الرقة الجنوبي والغربي والجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي، إضافة لسيطرتها على مدينة دير الزور وكامل الضفاف الغربية لنهر الفرات الممتدة من حدود دير الزور مع الرقة وحتى الحدود السورية – العراقية، مع ضفاف النهر الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور ومطارها.
الأكراد
وفيما يتعلق بـ"قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية فإنها جاءت في المركز الثاني في ترتيب السيطرة على الأراضي السورية؛ حيث تفرض سيطرتها على أكثر من 50839 ألف كلم بنسبة نحو 27.4% وذلك بدعم مكثف من قوات التحالف الدولي بطائراته ومستشاريه.
وتوزعت سيطرة الفصيل الكردي على مناطق ممتدة من الحدود السورية- التركية إلى ريف منبج الغربي مرورا بالرقة وأجزاء واسعة من أرياف دير الزور الشمالية الغربية والشمالية والشرقية، إضافة لسيطرتها على أحياء في مدينة حلب ومنطقة عفرين وقرى ممتدة في دير جمال إلى منطقة الشعالة بريف حلب الشمالي الشرقي.
داعش
وفيما يخص تنظيم داعش فإنه بعد تهاويه وانحسار سيطرته بشكل كبير من نصف مساحة سورية عام 2015 إلى 3% في نهاية 2017 فقد عاود يوسع سيطرته إلى مساحة 6778 كلم مربع بنسبة 3.7% من مساحة الأراضي السورية، حيث يسيطر في الضفاف الشرقية لنهر الفرات على 5 قرى وبلدات هي البحرة وهجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز، ويتواجد في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي الذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة من ضمنها تل الجاير وتل المناخ، أم حفور، الريمات، فكة الطراف، فكة الشويخ، الحسو، البواردي، الدشيشة، وبادية البجاري المتاخمة لبادية الصور والتي تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة.
كما تمكن التنظيم من التقدم على محورين أحدهما على حساب القوات السورية الحكومية والآخر على حساب هيئة تحرير الشام، ليسيطر على 82 قرية على الأقل في مثلث حماة – حلب – حمص.
ولا يزال يفرض سيطرته على مناطق واسعة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، في أجزاء واسعة من مخيم اليرموك ومن حي التضامن ومناطق واسعة من حي الحجر الأسود، كما يتواجد التنظيم في 14 تجمعا في البادية الشرقية لمدينة السخنة بالريف الشرقي لحمص وفي منطقة الطيبة بشمال السخنة.
فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام
في المقابل، تراجعت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني إلى المركز الثالث من القوى المسيطرة في سوريا.
وبلغت نسبة سيطرة تلك الفصائل من الأراضي السورية 11.9% بمساحة جغرافية وصلت إلى أكثر من 22144 كم.
وضمنها فصائل عملية "درع الفرات" الموالية لتركيا والمدعومة بتواجد عسكري تركي؛ حيث تسيطر على مساحات بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما تسيطر فصائل المعارضة المدعومة أمريكيا وغربيا على مناطق في البادية السورية من خط معبر التنف – خربة الشحمي وصولاً إلى شمال خبرة الزقف والتي يتواجد فيها معسكر لهذه الفصائل.
أما فصيل جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش ففرض سيطرته على مساحة نحو 250 كم، ويتواجد في حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل.
واختتم المرصد تقريره بأن الخاسر الوحيد في عمليات شهر يناير/كانون الثاني هو فصائل المعارضة المسلحة والفصائل التابعة لفكر تنظيم القاعدة والتي خسرت نحو 400 بلدة وقرية، بمساحة مئات الكيلومترات في ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.