عضو هيئة الدفاع عن "بلعيد والبراهمي": غطاء ملف تسفير الإرهابيين رُفع
أكد عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، المحامي رضا الرداوي، أن الغطاء الحائل دون فتح ملف تسفير الإرهابيين رفع.
وقال -في حديث لـ"العين الإخبارية"، على هامش ندوة بعنوان "المقاومة والإرهاب"، التي أقيمت، الأربعاء، بالعاصمة تونس- إن "كل من أجرم في حق تونس وسفك الدماء سيحاسب".
- تسفير تونسيين لبؤر الإرهاب.. قيادي إخواني بمقصلة التحقيق
- توقيف نائب إخواني في قضية تسفير الشباب التونسي لبؤر الإرهاب
وأضاف أن "كل الملفات التي أخفاها الإخوان تم فتحها، خاصة أن اليد السياسية التي كانت موضوعة على الأجهزة المكلفة بمكافحة الإرهاب وهي يد المدعي العام بشير العكرمي الذي كان يتستر على ملفات الارهاب تم عزله من مهامه".
ولفت إلى أن "عملية النبش في هذا الملف الأسود انطلقت، وستكون لها تداعيات خطيرة في قادم الأيام، لأنها ستميط اللثام عن العديد من الأسماء الإخوانية".
ومنذ أيام، اعتقلت السلطات التونسية، في إطار قضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر النزاع، الكثير من الأسماء الإخوانية البارزة، مثل فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، وفتحي بوصيدة، والنواب التابعين للإخوان محمد فريخة، ورضا الجوادي، ومحمد العفاس، إضافة إلى البشير بلحسن (إمام)، ووزير الشؤون الدينية الأسبق نور الدين الخادمي، وآخرهم القيادي الإخواني التونسي الحبيب اللوز، الذي أكدت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" توقيفه، صباح الأربعاء، في منزله بمدينة صفاقس جنوبي تونس.
وفي أواخر سنة 2021، رفعت فاطمة المسدي البرلمانية السابقة وعضوة اللجنة البرلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، قضية التسفير لدى القضاء التونسي.
وأواخر سنة 2016، شكْلت تونس لجنة برلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في العالم، للمشاركة في القتال بصفوف تنظيمات إرهابية.
وبحسب تصريحات سابقة لعدد من القيادات الأمنية التونسية، لعبت حركة النهضة الإخوانية -حين كانت بالحكم- دورا رئيسيا في تسهيل عبور الإرهابيين من مطار قرطاج، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استعمال الأسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية، وتمرير حقائب من الأموال.
تأنيث الارهاب
فيما كشف عبدالناصر العويني، المحامي بهيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي وعضو مركز الدراسات حول الإرهاب في تونس، خلال الندوة ذاتها، عن نتائج الدراسة التي أنجزها المركز والتي خلصت إلى وجود ما يسمى "تأنيث الإرهاب في تونس"، أي "استعمال المرأة في التنظيمات الإرهابية والتي تبوأت موقعا قياديا ورياديا على عكس ما هو مفترض في الفكري الرجعي المحافظ الذي لا يسمح للمرأة بالخروج والعمل والتنقل".
وتابع أن "الدراسة أفضت إلى أن عمليات نوعية متقدمة خُطِط لها وكادت تُنفَّذ في تونس من طرف نساء وفتيات متقدمات في التنظيم، وكانت لديهن حرية المبادرة واختيار الأهداف والقدرة على الوصول إلى هذه الأهداف وإمكانية تنفيذها، وهذه الظاهرة فريدة من نوعها واستثنائية وغير موجودة في بقية الدول التي ظهرت فيها التنظيمات الإرهابية".
محاولة استهداف السفير الأمريكي
وأكد أن "المركز توصل إلى وجود ملف كانت المتهمة فيه إرهابية استهدفت السفير الأمريكي عند الحلاق الذي يرتاده في إحدى الضواحي الشمالية في تونس وكادت تنفذ مخططها لولا اكتشافه في آخر مرحلة منه، وهي من خططت بمفردها لتنفيذ العملية"، وفق قوله.
وأبرز أنّ الدراسة الميدانية والأكاديمية التي تم إعدادها مسحت الفترة الممتدة من سنوات 2012 إلى سنة 2022 وتطرقت إلى أخطر الملفات القضائية المتعلقة بالإرهاب وتجاوزت 1200 ملف.
وأكد أن "الدراسة خلصت إلى أن أحد أسباب الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية هي الشعور بالحرمان والغبن وقلة التعليم".
وعرفت تونس هجمات إرهابية نفذتها نساء، لعل أبرزها تفجير إرهابية تدعى "منى قبلة" لنفسها بحزام ناسف يدوي الصنع وسط شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس في أكتوبر/تشرين الأول 2018 قتلت به نفسها دون تسجيل أي إصابات في صفوف المدنيين أو الأمنيين.
وفي 28 يناير/كانون الثاني 2022، أكدت وزارة الداخلية التونسية أنها أحبطت عملية إرهابية كانت تخطط لها إرهابية قادمة من سوريا لاستهداف مناطق سياحية في البلاد، كما تم تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية النسائية في الآونة الآخيرة.