الإفتاء المصرية: الإخوان بوابة شباب أوروبا إلى التنظيمات الإرهابية
المؤشر العالمي للفتوى: الإخوان والجهاديون بوابة الشباب الأوروبي إلى صفوف التنظيمات الإرهابية وينشرون 55% من جملة الفتاوى في أوروبا
أكد المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية، أن جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين الجهاديين ومن يحملون فكرهم يمثلون بوابة الشباب الأوروبي إلى صفوف التنظيمات المتطرفة، فقد مثلت فتاواهما (55%) من جملة الفتاوى في القارة العجوز
وأوضح مؤشر الفتوى في تحليله للفتاوى بالمجتمع الأوروبي، أن نسبة الفتاوى المتطرفة ارتفعت لوجود الإخوان المدعومين من تركيا والسلفيين الجهاديين بصورة شبه رسمية من خلال المراكز الإسلامية والمنصات الإعلامية التي تمتلكها هذه الجماعات والتي تكون منبرًا لنشر أفكارها في أوروبا.
- خبراء: ماليزيا تمهد لإدراج الإخوان على لائحة الإرهاب
- المؤبد لمنفذ الهجوم الإرهابي على "متحف يهودي" ببروكسل
وتابع مؤشر الفتوى العالمي، إن 75% من فتاوى الإخوان والسلفية الجهادية اصطدمت كثيرًا بواقع الحياة في المجتمعات الأوروبية، وأسَّست لفكر متطرف يصادم المجتمعات البديلة لمجتمعاتهم الأصلية، بما يروج للفكر المتطرف الذي تحمله الدول الداعمة والممولة لهم.
ومن بين هذه الفتاوى فتوى "أبي قتادة الفلسطيني" التي تبيح الاستيلاء على أموال الدول غير الإسلامية، التي قال فيها: "أموال البلاد المحاربة جائزة على كل حال".
وحذرت دار الإفتاء من ترك الساحة لبعض الأئمة المنتمين لجماعات متطرفة بما يجعل منهم المرجعية الوحيدة المنفردة لدى مسلمي أوروبا، لعمل تلك التنظيمات من خلال بناء جسور لتنفيذ مخططاتهم على ساحة التواصل الاجتماعي، حتى إنها باتت تمثل رافدًا مهمًّا للزواج لديهم، ودليل ذلك فتوى "أبي قتادة الفلسطيني" القاضية بأنه "يجوز الزواج عبر الإنترنت من خلال محادثة فيديو مباشرة بشرط وجود شاهدين"، وهو ما تم رصده فعليًّا في أكثر من حالة.
موضوعات الفتاوى الأوروبية
وأوضح المؤشر أن الفتاوى في المجتمع الأوروبي تشكِّل 4% من جملة الفتاوى الصادرة عالميًّا، مشيرًا إلى أن عدد المسلمين الموجودين في دول الاتحاد الأوروبي ارتفع في العامين الأخيرين ليصل إلى 25 مليون مسلم، وذلك لعدة أسباب أهمها الهجرة واللجوء من مناطق الصراع والحروب.
وبيَّن المؤشر العالمي للفتوى أن 35% من فتاوى الجماعات المتشددة في أوروبا تغذي وتنمي ظاهرتي الإسلاموفوبيا والتطرف، حيث مثَّلت فتاوى الجهاد 90% من جملة هذه الفتاوى، لافتًا إلى أن تلك الفتاوى منها ما يصدر من الداخل الأوروبي من جانب بعض منتسبي السلفية الجهادية والإخوان المدعومين من تركيا وكذلك الدواعش عبر منابرهم.
وأكد المؤشر أن هناك اتجاهين إفتائيين يؤثران في الداخل الأوروبي، أحدهما ينشر التشدد والإساءة للمفاهيم الصحيحة للإسلام، والآخر يروِّج للتطرف والإرهاب.
وخلَص المؤشر إلى أن إعادة نشر الفتاوى المتطرفة الخاصة بأحكام الجهاد في أوروبا من قِبل وسائل الإعلام أو من قِبل بعض المتطرفين أو نشر بعض الأحداث التي ترتَّبت على هذه الفتاوى تسبب في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.
استغلال البيئة الأوروبية لنشر فتاوى مغلوطة
واستنتج المؤشر مما سبق أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المتشددة تستغل بعض الأوضاع والقوانين في الدول الأوروبية في استقطاب المسلمين ونشر فتاوى غير منضبطة، وكذلك استغلال افتقار الدول الغربية للمناهج الإسلامية المعتدلة التي تدرسها، وغياب الأئمة والعلماء لتعويض هذا الدور ببث مناهج متشددة، واستغلال تمسك بعض الدول بمبادئ العلمانية مثل فرنسا ورفض تدريس الدين في المدارس، واقتصار التعليم الديني على المساجد والجمعيات الدينية للسيطرة على أفكار المسلمين.
تأثير الفتاوى المغلوطة على أجيال المهاجرين:
وكشف المؤشر أن الفتاوى المغلوطة غير المنضبطة تؤثر على الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين بنسبة (80%)، وهما الجيلان اللذان وُلِدَا في البيئة الغربية، وتحدثا لغتها واكتسبا معارفها وثقافتها.
وأفاد المؤشر بأن هذين الجيلين يسهل تجنيدهما وتشكيل وعيهما، حيث إنهما لم يتشبعا بالثقافة الإسلامية الأصلية والمعتدلة، لذا فهما عرضة لأن يقعا فريسة سهلة للفكر المغلوط من جانب دعاة التطرف والإرهاب، وهو ما كشفته بالفعل إحصاءات الفئات العمرية المنضمة لتنظيم داعش من أوروبا، حيث كان أكثرهم من فئة الشباب.
وبيَّن المؤشر أن الفتاوى غير المنضبطة تؤثر في الجيل الأول بنسبة (20%) "وهم المواطنون الذين ولدوا في الخارج وهاجروا إلى هذه البلاد" كونهم لا يتأثرون غالبًا بشكل كامل بالثقافة الغربية، حيث إن لدى أفراد هذا الجيل مخزونًا كبيرًا من الثقافة الإسلامية الأصيلة التي تتضمن التعاليم الصحيحة السمحة، البعيدة عن التطرف والأفكار الهدامة.
التوصيات
وطالب المؤشر العالمي للفتوى بضرورة وجود مرجعية إسلامية معتدلة في أوروبا يكون لها اليد العليا في ضبط الخطاب الإفتائي، والتنبيه على عدم الانسياق وراء أفكار التنظيمات المتطرفة.
كما نبه المؤشر العالمي للفتوى على أهمية التأهيل العلمي لأئمة المساجد بالغرب، مشيراً إلي نجاح تجربة دار الإفتاء المصرية في تأهيل وتدريب أئمة الغرب، وإكسابهم العلوم الشرعية المعتبرة والمعتمدة والموافقة لمنهج الأزهر الشريف لتحصينهم ضد أي فكر متطرف.