الإرهابيون في سجون بريطانيا مرحب بهم.. كيف ذلك؟
كشفت مراجعة رسمية بريطانية النقاب عن تمتع بعض الإرهابيين في السجون بمكانة وشهرة بين زملائهم وموضع ترحيب، وسط حالة من الخوف بسبب ذلك.
ووجد المراجع المستقل لتشريعات مواجهة الإرهاب بالحكومة، جوناثان هول، أن الترتيب الاجتماعي لمرتكبي جرائم الإرهاب يمكن أن يتطور، بناء على سمعة السجين المتطرف وجاذبيته، ما يعني أنه قد يحظى بتقدير كبير بين زملائه السجناء، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال هول: "بالنسبة لبعض السجناء تعتبر جرائم الإرهاب ضربة مبهرة ضد السلطات، لا تشوبها دوافع شخصية وتخدم هدفا أكبر، مما يعطيهم صورة بطولية مميزة".
وتابع: قد ينجذب السجناء إلى بعض السجناء الإرهابيين جراء "جاذبيتهم الشخصية" أو ربما ينجذبون إلى "التطرف"، لكن يشكون في صدق الإمام المسجون، ويسعون لما يشعرون أنه "نسخة أكثر موثوقية للعقيدة."
وأضافت المراجعة: "حقيقة أن مرتكبي جرائم الإرهاب موضع ترحيب، بدلًا من نبذهم مثل المتحرشين بالأطفال، أمر سافر في حد ذاته، ويوضح حجم المهمة في السعي لإعادة تأهيل مرتكبي جرائم الإرهاب وإقناعهم بعدم الإقدام على مزيد من الأنشطة الإرهابية، عندما يكونون في نفس الوقت يتمتعون بمكانة عالية بسبب جرائمهم السابقة".
وتابع هول، الذي أجرى مراجعة للنشاط الإرهابي داخل السجون في إنجلترا وويلز، إن هذا كان يحدث في بيئة سجن "مخيفة"، حيث كان العنف يتزايد، وتناقص عدد الموظفين بشكل كبير بمرور الوقت.
وأفادت المراجعة بأن عدد العاملين بالسجون بالخطوط الأمامية تقلص بنسبة 26% بين عامي 2010 و2017، والعاملون تحولوا من وضع "الثقة والمسؤولية" إلى "مكافحة الحرائق"؛ حيث تدهورت العلاقات بين الموظفين والسجناء وأصبح كل شيء عبارة عن "معركة".
ومن بين الأمثلة على "أنشطة العصابات" التي استشهد بها هول، قضية عثمان خان، الذي طعن شخصين حتى الموت خلال هجوم جسر لندن عام 2019 بعد حصوله على إطلاق سراح مشروط بعد إدانته بجريمة إرهابية في وقت سابق.
وقال هول، إن خان حاول التواصل مع الداعية "سيئ السمعة" أبو حمزة عندما كانا في السجن.
وأفادت المراجعة بأن خان "اعترف بأنه في أثناء وجوده في السجن حاول أن يكسب نقاطا لدى الإرهابي أبوحمزة" من خلال اللغة التي استخدمها للإشارة إلى غير المسلمين "لإثبات مؤهلاته المتطرفة".
وفي نفس السياق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن هول أن تأثير الجماعات الإسلامية في السجن لم يحظ بالتقييم الكافي، كما أصبحت مناقشة الأديان، والإسلام تحديدا، "منطقة محظورة" لموظفي السجن.
وأشار التقرير إلى أن الموظفين يعتمدون أحيانا على القادة أو "الأمراء" للمساعدة في الحفاظ على النظام بشكل جيد داخل السجون، بدلا من التعامل مع "العصابات" في السجون، بل إن السجناء حاولوا استبعاد الموظفين من صلاة الجمعة أو فرضوا شروطا مثل خلع الموظفين للأحذية.
وطبقًا لـ"بي بي سي"، أشار التقرير إلى أن مصلحة السجون البريطانية قد أخفقت في إدراك المخاطر التي تشكلها "العصابات الإسلامية والإرهابيون" المدانون داخل السجون.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg
جزيرة ام اند امز