ناجون من مذبحة نيوزيلندا: رأينا السفاح خارج المسجدين قبل أسبوع
صحيفة "نيوزيلند هيرالد"، نقلت عن اثنين من الناجين أنهما شاهدا قبل أسبوع، رجلا يشبه منفذ الهجوم، وكان يرتدي زيا شبيها لما يرتديه عمال البناء
أفاد ناجون من مذبحة نيوزيلندا، أنهم رأوا رجلًا يشبه منفّذ الهجوم خارج المسجد قبل أسبوع من الحادثة الدامية التي خلفت أكثر من ٥٠ شهيدا وعشرات الإصابات.
وفي حديث نقلته صحيفة "نيوزيلند هيرالد" النيوزلندية، قال نسيم خان، أحد الناجين من المذبحة: "رأيت رجلًا يشبه منفّذ الهجوم خارج المسجد قبل أسبوع من الحادثة".
وأضاف: "كان يرتدي زيًا شبيها بما يرتديه عمال البناء. ونظر إلي. نحن فقط تجاهلنا الأمر."
نسرين، شقيقة خان، بدورها رأت رجلًا يشبه السفاح خارج مسجد "لينوود"، أحد المسجدين المستهدفين بالهجوم، وذلك قبل حوالي أسبوع من المجزرة.
وقالت نسرين إن الرجل نظر إليها أيضا، لكنها اضطرت للخروج من سيارتها والذهاب إلى أحد المطاعم القريبة لاستعادة ابنتها التي تعمل هناك.
وتابعت: "نظر إلي.. شعرت بانعدام راحة داخلي حقًا، ولذلك عدت سريعًا إلى سيارتي. لكن إن كانت الأم لا تشعر بالأمان، فكيف ستشعر ابنتي؟ فكان أن أحضرتها ثم خرجنا من هناك."
- "فتى البيضة" يتبرع بأموال جمعت من أجله لضحايا مسجدي نيوزيلندا
- نيوزيلندا تستعد لدفن شهداء مجزرة المسجدين..ومتطوعون من الخارج للمساعدة
خان الذي جاء إلى نيوزيلندا قادما من بنجلاديش عام 1995، كان موجودًا داخل المسجد عندما بدأ إطلاق النار، الجمعة.
لكن لحسن حظه، كان جالسًا بحجرة جانبية قريبة من منفذ، وقد غادر المسجد معتقدا حصول خلل كهربائي، ولم يدر بخلده أبدا أن ما يحدث هو إطلاق نار بتلك البشاعة.
وقال خان إن دوي الرصاص كان متلاحقًا، مما دفعه للاعتقاد بوجود خلل كهربائي، مضيفا: "عندما أشعر وكأن هناك ماس كهربائي، أعتقد بأنه يتعين عليّ التحرك من مكاني."
لكن عندما أدرك الحقيقة المفزعة، اختبأ في موقف السيارات، وعندما عاد أخيرًا إلى الداخل، تفاجأ بذلك المشهد الرهيب الذي ظل وسيظل عالقا بذاكرته إلى الأبد: "الناس يصرخون، كثيرون لازالوا أحياء، وهم تحت الجثث. نقلت الجثث من عليهم، حاولت إعطاءهم الماء.. كانوا يطلبون ماء ماء ماء".
ولاحقًا، عثر على صديقه المقعد فريد أحمد، ومضى يصف حالته: "كان وجهه شاحبا، فقلت له: لا مشكلة. لن أتركك. لن أبارح مكاني. سأموت معك. لا تهلع".
وروى أنه انتظر مع صديقه أحمد حتى وصول الشرطة التي ساعدتهم في الخروج من المسجد.
ورغم أن خان علم أن معظم الناس لقوا حتفهم في الهجوم الإرهابي، لكنه يؤمن أنه من طبيعة العقيدة الإسلامية مسامحة الإرهابي، قائلا: "سامحوه. هذه رسالة منا جميعًا. هو لم يهاجم مكانا إسلاميا، بل هاجم البشرية."
فريد أحمد أيضًا سامحه، رغم أن زوجته لقت حتفها في الحادث، وفق المصدر نفسه.
ومنذ الفاجعة، يعاني خان من كوابيس ومشاكل في نومه، وقال إن أصوات الصراخ لا تزال تتردد في أذنيه، وتقض مضجعه كل ليلة.
ومع ذلك، أعرب عن عدم خوفه من العودة إلى المسجد، مختتما كلامه: "لا مشكلة، إن كنت سأموت، فحتما سأموت يومًا ما.. سنموت جميعًا."
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg
جزيرة ام اند امز