نصر أكتوبر 2022.. احتفالات إحياء ذكرى حرب أكتوبر الـ49
تحتفل الدولة المصرية بالذكري رقم 49 على نصر أكتوبر عام 1973، وهو يوم العزة والكرامة لجميع المصريين. لنتعرف على قصة حرب أكتوبر وأسبابها.
احتفالات مصرية وذكريات فخر وعزة وكرامة تنتشر في جميع المدن والقري والشوارع المصرية خلال شهر أكتوبر. انها احتفالات نصر أكتوبر 2022 تحت عنوان "انتصار الجيش المصري على العدوان الإسرائيلي" وكان ذلك في يوم السبت العاشر من رمضان 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973 م في تمام الساعة الثانية ظهراً. فبمجرد سماع ذلك التاريخ وتلك الساعة، يدب الفرح والفخر في نفوس المصريين وترتفع الهامات بنشوة الانتصار نظراً لما يحمله هذا اليوم العظيم من معاني كثيرة تدعو للأمل والعظمة. ومن أجل نشر الوعي والثقافة الوطنية لجميع الأجيال، حرصنا على تقديم هذه المقالة لتظهر شجاعة جيشنا الباسل في مواجهة العدو وكيف استعاد ارض مصر الحبيبة والأسباب التي أدت لحرب أكتوبر، بالإضافة إلى بعض برقيات التهنئة بالصور التي يتبادلها الشعب المصري في ذلك اليوم.
ذكرى نصر أكتوبر 2022
بعد مرور تسعة واربعون عاماً على نصر أكتوبر، مازالت الدولة المصرية تقوم بكل فخر وعزة نفس بإحياء ذكري استعادة كرامة الشعب المصري من احتلال دام لسنوات عديدة. وفي هذا اليوم من كل عام، تحرص الدولة المصرية بالتعاون مع كافة قطاعاتها العسكرية والمدنية على قيام الاحتفالات والمهرجانات التي تضم أجمل العروض العسكرية والجوية لاستعراض أهم أحداث حرب أكتوبر 1973 التي تعتبر من بين أعظم الأحداث التاريخية في العصر الحديث.
وكان لهذه الحرب عدة أسماء من بينها:
- يوم العزة والكرامة: تذكاراً لاستعادة الدولة المصرية كرامتها وأرضها الغالية.
- حرب السادس من أكتوبر: تيمناً بالشهر الميلادي الذي نشبت فيه الحرب.
- يوم النصر: تيمناً لأعظم الانتصارات العسكرية المصرية في التاريخ الحديث.
- حرب العاشر من رمضان: تيمناً بالشهر الهجري الموافق لنفس التاريخ الميلادي.
- ذكري نصر أكتوبر المجيد: بعد هزيمة وطرد الاحتلال الصهيوني من مصر.
- حرب يوم الغفران أو حرب يوم كيبور: أطلق هذا الاسم من قبل الإسرائيليين تزامناً مع احتفالهم بعيد الغفران.
- ذكري العبور العظيم: حيث نجح الجيش المصري في عبور واختراق خط بارليف.
- حرب التحرير أو حرب تشرين التحريرية: أطلق هذا الاسم من قبل السوريين الذين وقفوا بشهامة وشجاعة مع الجيش المصري.
قصة حرب أكتوبر كاملة
تعود قصة نصر أكتوبر إلى السنوات اللاحقة لحرب 1967 حيث عاش الشعب المصري أسوء أيام حياتهم بعد هزيمة حرب 67 واحتلال القوات الإسرائيلية أرض مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. سميت هذه الحرب باسم "حرب الاستنزاف" والتي استمرت لستة أعوام مليئة بالخسائر الفادحة سواء من الناحية المالية أو الاقتصادية والاهم من ذلك بكثير الخسائر المعنوية التي وقعت على الشعب المصري في تلك الفترة. في حرب 67، دخلت الدبابات الإسرائيلية معظم المدن المصرية وعلى رأسهم بورفؤاد والاسماعيلية وقاموا بعبور قناة السويس.
ولكن سرعان ما تحولت هذه السنوات الكئيبة إلى أعظم الانتصارات التي يشهدها التاريخ المصري بعد أن تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئاسة مصر وقام بالاتفاق مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على الوقوف بشهامة وشجاعة متحدين معاً لاستعادة الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.
وكان يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 1973 بمثابة نقطة الانطلاق التي تم فيها استرجاع كرامة وعزة الشعب المصري وبدأ عصر نصر أكتوبر، وتم اختيار هذا اليوم تحديداً تزامناً مع عيد الغفران لدي الإسرائيليين وهو مخصص للصلاة والصيام فقط. وبالفعل بدأت حرب أكتوبر في تمام الساعة الرابعة فجراً بالتعاون المشترك بين القيادة المصرية والقيادة السورية من أجل خوض الجولة الرابعة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي ومهاجمة العدو من الجبهتين في وقت واحد لاستعادة شبة جزيرة سيناء وهضبة الجولان.
6 ساعات كانت النقطة الفاصلة بين الظلام والنور، بين الاحتلال والانتصار، بين الذل والكرامة، بين الهزيمة والنصر. ٦ ساعات كانت كافية للقوات المصرية للقضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، ٦ ساعات كانت كافية لدخول الجيش المصري قناة السويس واختراق خط بارليف المنيع الذي يعتبر من أهم خطوط الدفاع الإسرائيلية. وعلى الرغم أن حرب أكتوبر دامت لأكثر من أسبوعين، إلا أنه تم كتابة قصة نهاية الاحتلال الإسرائيلي في ٦ ساعات فقط لتبدأ قصة جديدة سميت "نصر أكتوبر".
من انتصر في حرب أكتوبر 1973؟
نتائج الحروب هي التي تحدد من انتصر ومن انهزم، وتروي قصتنا اليوم عن أعظم الانتصارات المصرية التي كتبت في التاريخ الحديث وهي قصة نصر أكتوبر. فقد كانت نتيجة حرب أكتوبر 73 بمثابة درس للقوات الإسرائيلية في عدم المساس بالأراضي المصرية مرة أخري. حيث انتصر الجيش المصري في 51 معركة "نصر مطلق" وتم استرجاع الأراضي المحتلة من قبل الجيش الإسرائيلي بمساحة إجمالية تقدر بنحو 168 كيلومتراً وبعمق 15 كيلومتراً، بما تحتويها من 31 نقطة عسكرية إسرائيلية قوية.
في تمام الساعة الثانية ظهر يوم السبت الموافق ٦ أكتوبر ١٩٧٣، تم رفع العلم المصري فوق أرض سيناء ليشهد العالم كله بانتصار الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي بدءً من الضربة الجوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي قناة السويس، ثم جاء التمهيد المدفعي بنجاح مطلق في قصف التحصينات والاهداف الإسرائيلية من خلال المدفعية المصرية، وأخيراً جاءت لحظة عبور الدبابات المصرية بعد فتح الثغرات في الساتر الترابي. وهنا جاءت اللحظة الحاسمة حيث نجحت القوات المصرية في اختراق خط بارليف الدفاعي واستولى الجيش المصري على تحصيناته.
نتائج حرب أكتوبر بالأرقام
بدأت الحرب يوم 6 أكتوبر 1973 في العاشر من شهر رمضان المبارك، لتعلن في النهاية نتيجة انتصار الجيش المصري على الإسرائيليين واستعادة الأراضي المصرية لحضن مصر الحبيبة. وكما ذكر التاريخ، قام الجيشان المصري والسوري بوقف إطلاق النار في يوم 24 أكتوبر 1973، ولكن انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاق السلام وفض الاشتباك في 31 مايو 1974 في جينيف. وفيه وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة إلى سوريا والضفة الشرقية لمدينة القنيطرة، وعلى الجانب الاخر استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس واسترداد جميع الأراضي المصرية في شبة جزيرة سيناء وانسحاب إسرائيل إلى خط جديد يبعد ما بين 20 إلى 40 ميلاً عن القناة وتكون هذه المسافة بمثابة خط هدنة ومنطقة عازلة تتواجد فيها قوات خاصة بالأمم المتحدة.
تقدر خسائر القوات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر بما يلي:
- من 8000 إلى 10000 قتيلا
- 20000 جريحا
- تدمير أكثر من 1000 دبابة
- تدمير من 303 إلى 372 طائرة
- تدمير 25 مروحية
- إصابة وأسر عدد آخر من الدبابات
تقدر خسائر القوات المصرية والسورية خلال حرب أكتوبر بما يلي:
- 8528 شهيدا من المدنيين والعسكريين
- 19549 جريحا
- تم تدمير 500 دبابة مصرية
- تدمير 500 دبابة سورية
- تدمير 120 طائرة حربية مصرية
- تدمير 117 طائرة حربية سورية
- تدمير 15 مروحية مصرية
- تدمير 13 مروحية سورية
أسباب حرب أكتوبر
قررت مصر خوض حرب العاشر من رمضان لأسباب عديدة، تأتي في مقدمتها:
- التصدي للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي المصرية بهدف استعادة شبة جزيرة سيناء
وهضبة الجولان، اللتان تم احتلالهم من قبل إسرائيل في حرب 1967. - وضع خطة هجوم ضد الصراع الإسرائيلي، لتكون حرب أكتوبر رقم 4 في قائمة الصراع العربي الإسرائيلي.
- تدمير خط بارليف المنيع في سيناء وخط آلون في الجولان، اللذان تم إنشاؤهم
على يد الإسرائيليين بعد نكسة 67 للتصدي لأي هجوم. - رفض إسرائيل لمطالب الرئيس الراحل أنور السادات خلال مفاوضات 1971.
برقية تهنئة بمناسبة انتصارات أكتوبر بالصور
وختاماً، لابد وأن نقر بإن نصر أكتوبر لعام 1973 قد غير العديد من المفاهيم في المجال العسكري العالمي، حيث عرف العالم بأكمله قوة الجيش المصري وكيف دافع عن بلده بكل شجاعة دون تردد. كما أن اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، لم تعد موجودة. وستظل مصر تحتفل كل عام بانتصاراتها العظيمة وفخرها بالجيش المصري الباسل ومساندة الشعوب العربية لبعضها البعض.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز