سفير أمريكا بإسرائيل لـ"العين الإخبارية": "إف 35" مطلب إماراتي منذ سنوات
السفير الأمريكي ديفيد فريدمان في أول لقاء له مع وسيلة إعلام عربية مقروءة منذ التوصل إلى اتفاق إبراهيم بين إسرائيل والإمارات.. طالع الحوار عبر "العين الإخبارية".
أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، لـ"العين الإخبارية"، أن الإمارات تقدمت للحصول على طائرات F35، منذ سنوات، نافيا المزاعم التي تحدثت عن ارتباط الأمر بمعاهدة السلام مع تل أبيب.
تصريحات جاءت في إطار الحوار الخاص الذي أجرته "العين الإخبارية" مع السفير الأمريكي في منزله بمدينة هرتسيليا، في أول لقاء له مع وسيلة إعلام عربية مقروءة منذ التوصل إلى اتفاق إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في أغسطس/آب الماضي وتوقيعه في سبتمبر/أيلول المنصرم.
لقاءُ تطرق لعدد من الملفات المهمة الطافية على رمال الشرق الأوسط في مقدمتها السلام والملف الإيراني، وأخرى تستشرف السياسة الأمريكية ما بعد انتخابات البيت الأبيض.
وبدا ديفيد فريدمان، المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متفائلا بانضمام المزيد من الدول العربية، بعد الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، إلى اتفاقيات السلام مع إسرائيل، والتي أكد أنها عملية لن يعوقها شيء.
وفيما عبّر عن أمله بالتحاق الفلسطينيين بهذه العملية، أعرب عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وفقا لرؤية ترامب المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وفيما يلي نص الحوار مع السفير الأمريكي:
** العين الإخبارية: كيف يمكن لاتفاقيات إبراهيم أن تسهم في تحقيق السلام الأشمل في المنطقة؟
السفير الأمريكي: أعتقد أن اتفاقيات إبراهيم تؤكد أنه يمكن لشعبين كانا تاريخيًا في موقف خلاف وصراع أن يتفوقا على تلك الخلافات القديمة، وأن يعملا للصالح الجماعي لشعبيهما من أجل خلق حياة أكثر ازدهارًا وأكثر أمانًا للجميع.
وفي مجال جودة الحياة فإنها تخلق فرصا هائلة للبحرينيين والإماراتيين والإسرائيليين، وهو شيء يمكن تكراره، إنه نموذج جيد لأي مكان آخر في المنطقة، وأعتقد أنه نموذج ممتاز للمستقبل.
**العين الإخبارية: كانت هناك تقديرات عن انضمام المزيد من الدول لاتفاقية السلام، هل ترى ذلك ممكناً قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو بعد الانتخابات؟
السفير الأمريكي: ليس لدي شك في أنه سيكون هناك المزيد من البلدان، والسؤال هو متى؟ لا أعرف، أعتقد أن كل دولة لديها جدولها الزمني الخاص، وقضاياها الخاصة، وسيتعين عليها أن تأخذ مجراها سواء قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات.
** العين الإخبارية: إذن هذه الجهود لن تقتصر على فترة الانتخابات؟
السفير الأمريكي: أعتقد بالتأكيد أنه إذا انتصر الرئيس ترامب، فستكون هناك العديد من الفرص، وأعتقد أن هناك بعض الدول التي تنتظر رؤية نتائج الانتخابات لتطوير استراتيجياتها، لذلك فإنه بالنسبة لتلك البلدان التي قد تكون على الحياد، أرى أنه إذا فاز ترامب فسوف تنضم إلى دائرة السلام.
أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الدول، لأنه أمر ناجع، إنه جيد، فهو اتفاق يساعد الشعوب، وليس فقط لأنه يوفر المزيد من الأمن في المنطقة ضد إيران، لكنه يوفر أيضا ميزة كبيرة في فرصة مشاركة ثقافات وتقاسم التكنولوجيا ومشاركة التعليم.
من الجيد لشعوب المنطقة أن يعرف بعضها بعضا بشكل أفضل، وأن تتبادل دبلوماسييها وأفكارها.
**العين الإخبارية: كيف يمكن أن تساعد هذه الاتفاقيات في إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد عقود من النزاعات؟
السفير الأمريكي: أعتقد أن ما يوضحه هذا هو أن مستقبل المنطقة هو عبر التعايش السلمي، فالحقيقة الآن هي أن الفلسطينيين يتعايشون الآن مع الإسرائيليين أكثر بكثير من أي شعب آخر، فهم جيران يعيشون ويعملون بالقرب من بعضهم البعض ، لذلك يجب أن يكون هناك بعض الزخم الذي يدفع الناس للتفكير في اتجاه مختلف.
أيا كان ما سيكسبه الإماراتيون من السلام مع إسرائيل ، يجب على الفلسطينيين أن يكسبوا ضعف ذلك ، خمسة أضعاف ، هناك فرص كبيرة للفلسطينيين في حال كانت العلاقة مع إسرائيل أقل توترا.
ولذلك آمل أن تلهم اتفاقيات إبراهيم خيال كل من الإسرائيليين والفلسطينيين لوضع هذا الصراع خلفهم، لأن هناك فرصة هائلة لكلا الشعبين.
الدولة الفلسطينية
**العين الإخبارية: تحدثت خطة الرئيس ترامب بطريقة ما عن إقامة دولة فلسطينية في غضون أربع سنوات، هل من الممكن بالفعل رؤية هذا الأمر خلال الفترة المذكورة؟
السفير الأمريكي: أعتقد أنه على الفلسطينيين، في المقام الأول الرد على الخطة (صفقة القرن) التي وضعناها بجدية أكبر مما فعلوا بالفعل ، أنت تعلم أن رد فعلهم كان عدائيًا للغاية ولا أعتقد أن هذا مفيد.
أعتقد أنه يمكن للفلسطينيين الجلوس لشرح ماهية مشكلاتهم، وما الذي يمكنهم التعايش معه وما لا يمكنهم التعايش معه ، على الأقل يبدأون المناقشة، وإذا حدث ذلك فهناك احتمال لفرصة، لكن انظر لقد رفضوا خطتنا، وقد رفضوا اتفاق السلام مع الإمارات ورفضوا اتفاق السلام مع البحرين ، وسوف يرفضون المزيد من الاتفاقات عندما تصبح ممكنة.
هذه العملية (اتفاقيات إبراهيم) لن يعيقها شيء، سيكون هناك المزيد والمزيد من الدول التي ستصنع السلام مع إسرائيل ، لأن شعوب المنطقة تشعر بنوع من التقدم، لذا فإن الجميع حريص على انضمام الفلسطينيين إلى هذا الاتفاق.
أعلم أن الحكومة الإسرائيلية قالت مرات عديدة إنها تجلس وتتحدث مع الفلسطينيين حول خطة ترامب، ولا يضر الحديث ، ولا أفهم المسار الذي يسيرون فيه الآن في رفض كل شيء في حين أن الجميع يريد مساعدة الشعب الفلسطيني.
** العين الإخبارية: هل أنت شخصيا مع الدولة الفلسطينية أم ضدها؟
السفير الأمريكي: أنا شخصياً أؤيد الدولة التي تم تحديدها في خطة ترامب، أعتقد أنها توفر للفلسطينيين الاستقلال الذاتي والكرامة وحرية السفر وفرص تجارية واقتصادية كبيرة، إضافة إلى أنها تحمي أيضًا الفلسطينيين والأردنيين والإسرائيليين ضد مخاطر دولة فاشلة، لأنها (الدولة الفلسطينية بموجب خطة ترامب) تحافظ على سلامة الجميع مزدهرين وسعداء.
لذا فأنا أؤيد الخطة بشدة، وأعتقد أن هذا كان تقدمًا كبيرًا من جانب إسرائيل بوضع على الأقل ما يمكنها التعايش معه.. كان يجب أن يتم استقبالها بشكل أفضل من القيادة الفلسطينية.
الضم الإسرائيلي
**العين الإخبارية: لماذا تقرر رفع الضم الإسرائيلي عن طاولة البحث؟
السفير الأمريكي: الأولوية الأمريكية، وأعتقد أن إسرائيل تشارك هذا الرأي، هي دفع الأجندة الدبلوماسية بقدر الإمكان ، مما يعني محاولة الحصول على علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وأكبر عدد ممكن من الدول التي ليس لديها هذه العلاقة اليوم، هناك 22 في الجامعة العربية وأعتقد أنه توجد الآن 4 دول تقيم علاقات مع تل أبيب وهي ، مصر الأردن الإمارات العربية المتحدة والبحرين ، وهذا يعني أن هناك 18 دولة أخرى تنتظرنا.
هل نعتقد أنه يمكننا الحصول على 18 اتفاقا؟ لا أعرف ولكننا سنحاول الحصول على أكبر عدد ممكن ونريد أن نضع كل جهودنا في هذه العملية.
زيارة الأقصى
** العين الإخبارية: الرئيس ترامب ومساعده جاريد كوشنر قالا إنه بموجب اتفاقيات إبراهيم فإنه يمكن للمسلمين زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، ويتساءل الكثير من المسلمين حول العالم حول ترتيبات هذا الأمر؟
السفير الأمريكي: أعتقد أن الهدف هو أن يكون جميع المسلمين من كل أنحاء العالم ، أينما كانوا، قادرين على الصلاة في الأقصى، وأعتقد أن هذا الأمر مهم لجهود السلام لأن عددًا قليلاً جدًا من المسلمين في المنطقة قد زاروا الأقصى بالفعل.
بالتأكيد ليس فقط المسلمين من دول الخليج ولكن ربما أيضا الغالبية العظمى من المسلمين في جميع أنحاء العالم لم يروا الأقصى. وأن يأتي المسلمون ويرون القدس وليس فقط الأقصى فإنهم سيتأكدون من أنه لا يوجد شيء تحت الحصار.
نعتقد أنه إذا استطاع المسلمون القدوم إلى القدس للصلاة في الأقصى، فسيكون ذلك رائعًا لجميع جهود السلام.
** العين الإخبارية: هل يجب أن يأتوا عبر أبو ظبي ودبي؟
السفير الأمريكي: آمل أن يصلوا إلى النقطة التي يتمكنون فيها من الهبوط في مطار بن غوريون (تل أبيب) والسفر مثل أي شخص آخر ، لكن لا أعلم كيف ستجري الأمور اللوجستية.
الإمارات وطائرات F35
** العين الإخبارية: فيما يتعلق بحصول الإمارات العربية المتحدة على الطائرات من طراز F35 ،أين وصل الأمر؟
السفير الأمريكي: الأمر هو أنه كان هناك طلب من الإمارات منذ سنوات للحصول على F35.
السؤال الذي تطرحه عليّ هو هل يمكن التوفيق بين الحفاظ على الميزة العسكرية لإسرائيل داخل المنطقة، ومواكبة الإمارات للتفوق العسكري؟.. الجواب هو أنني لست خبيرًا في التكنولوجيا ولكنني أعتقد أن هذا يتم تقييمه بعناية فائقة من قبل الولايات المتحدة، أنا متأكد من أنهم يجرون مناقشات مع الخبراء الإسرائيليين والإماراتيين وأنا متأكد من أنهم سيصلون إلى القرار الصحيح.
أعتقد أن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى النتيجة الصحيحة لكلا البلدين.
الملف الإيراني
العين الإخبارية: اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية موقفا شديدا ضد البرنامج النووي الإيراني، فهل ترى تغيرا في الموقف الأمريكي بعد الانتخابات سواء كانت الإدارة برئاسة الرئيس ترامب أو المرشح الديمقراطي جو بايدن؟
السفير الأمريكي: قد تكون هذه هي القضية الأكثر أهمية في الانتخابات، لأنه كما تعلم، جو بايدن كان جزءًا من إدارة (باراك) أوباما التي تفاوضت ونفذت صفقة إيران ، وهو أمر يعتقد الرئيس ترامب، وأنا أشاركه وجهة نظره، أنها كانت أسوأ صفقة دولية أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق.
اتفاق أوباما أوجد مسارًا لإيران لامتلاك سلاح نووي، ولم يفعل شيئًا لكبح طهران عن نشاطها الخبيث في دعم الإرهابيين في سوريا ولبنان والعراق واليمن ، ولم يفعل شيئًا لكبح جماحها في بناء صواريخ باليستية.
لذلك نعتقد أننا الآن في مكان جيد للغاية من حيث العقوبات التي فرضناها على إيران، إذا واصلنا على هذا المسار، نعتقد أنه لن يكون أمام إيران في النهاية خيار سوى إنهاء هذا النشاط الخبيث.
الإدارة الجديدة، خاصة إذا كانت تتكون من أشخاص يمثلون جزءًا من إدارة أوباما، أعتقد أنها تمثل خطرًا حقيقيًا على تلك المكاسب التي كافحنا من أجلها بشدة مع حلفائنا في الخليج وحلفائنا في إسرائيل.
لقد عملنا بجد للوصول بإيران إلى مكان أفضل بكثير، وأنا أكره أن أعتقد أن الإدارة الجديدة ستقوض ذلك، ولكن للأسف إذا فاز بايدن فأعتقد أن هذا قد يحدث، وهذا هو سبب اهتمامي الشديد ببقاء هذه السياسة سارية المفعول..
وبالطبع إذا افترضنا أن بايدن دعم ما عملته إدارته (إدارة أوباما)، فإنه يمكنك أن ترى تغييرًا جذريًا للغاية بشأن إيران، أعتقد شخصيًا أنه سيكون عارًا ، وسيكون سيئًا للمنطقة بما فيها إسرائيل والإمارات والسعودية والبحرين وقطر والكويت.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg
جزيرة ام اند امز