"تليجرام" مركز انهيار الريال الإيراني وروحاني
عملة إيران تنهار تحت وطأة السوق السوداء، و"تليجرام" أحدث خدع الإيرانيين للتخلص من الريال.. كيف؟
عندما وصل الريال الإيراني إلى منحاه المأساوي بداية هذا العام، بدأ تجار العملة فتح مئات من القنوات عبر تطبيق "تليجرام"، معلنين فورا عن أي تغييرات في سعر الدولار، بخلاف توجيه نصائح شرائية للأيام المقبلة، وانضمت أعداد كبيرة من الإيرانيين لتلك القنوات، حتى أصبحوا أنفسهم قوة مؤثرة في سعر الصرف.
لطالما كانت هناك فجوة بين تجار العملة الملمين بعملهم وأولئك ممن يحركهم الجهل والخوف، لكن عملت السوق غير الرسمية (السوداء) على توسيع تلك الفجوة، وأصبح هذا واضحا على نحو خاص في جادة فردوسي الإيرانية، مركز الاقتصاد الإيراني غير الرسمي لتغيير العملات.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، كان الدولار يساوي حوالي 37 ألف ريال، وبعدها مباشرة قفز الدولار لحوالي 44 ألف ريال، وواصل الأخير انهياره منذ هذا الوقت، بالغا 50 ألفا مقابل الدولار، ثم 80 ألفا، ثم 190 ألفا خلال خطاب روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، والآن يقابل الدولار الواحد 150 ألفا و500 ريال.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن التداول المتعمد للشائعات عبر تطبيق "تليجرام"، وهو الدور الذي اضطلع به تجار العملة الإيرانية والوسطاء من أجل تحقيق الأرباح انضم إلى جانب العقوبات الأمريكية وعوامل الضعف الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني في تعزيز انهيار العملة.
ما إن اتضح أن الولايات المتحدة ستعيد فرض العقوبات، شعر كثير من الإيرانيين الأثرياء ومن الطبقة المتوسطة أن عليهم الانخراط في تجارة العملة، وتوصلوا إلى أن قيمة الريال ستتراجع في القريب العاجل، بالتالي كان الهدف شراء الدولار، حتى إن بعضهم باعوا منازلهم واستثمروا في العائدات بالدولار للحفاظ على قيمة أموالهم، أو ببساطة تحقيق أرباح.
وساهمت عمليات بيع الريال في إضعاف قيمته بشكل أكبر، وحاولت الحكومة الإيرانية وقفها بكثير من السبل، من بينها حظر البيع الرسمي للعملات الأجنبية، لكن هذا فقط جعل سوق تجارة العملات أقل شفافية وبالتالي أكثر استغلالية.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن تجار العملة الإيرانيين المحترفين استخدموا تطبيق "تليجرام" على نحو كبير لاستغلال انعدام الشفافية الموجودة بالسوق السوداء في زيادة أرباحهم، على حساب عملائهم الإيرانيين.
وأشارت المجلة إلى أن جزءا كبيرا من نجاح الرئيس الإيراني حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية يدين به لتطبيق التراسل الفوري "تليجرام"، فخلال انتخابات 2017، اعتمد الإيرانيون على التطبيق كمصدر نادر للأخبار غير الخاضعة للرقابة المتعلقة بالسباق الرئاسي، الذي لم يكن فيه روحاني المرشح المفضل للتيار المتشدد.
بعد مرور عام واحد، أصبح "تليجرام" سبب انهيار روحاني، حيث أصبح مركز الانهيار السريع للعملة الإيرانية (الريال).