تفاصيل علاقة "مافيا" السكر في إيران باحتجاجات عمال خوزستان
حصيلة الاعتقالات تصل إلى نحو 19 شخصا من صفوف عمال محتجين داخل أقدم مصنع لإنتاج السكر في محافظة خوزستان الواقعة جنوب غربي إيران.
بلغت حصيلة الاعتقالات إلى نحو 19 شخصا من صفوف عمال محتجين داخل أقدم مصنع لإنتاج السكر في محافظة خوزستان الواقعة جنوب غربي إيران، بالتزامن مع انضمام سكان محليين لتظاهراتهم في عدد من الشوارع.
واعترف غلام رضا شريعتي محافظ خوزستان، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن مئات العمال في مصنع "هفت تبه" أو التلال السبع الذي جرى تدشينه منذ ستينيات القرن الماضي بدأوا إضرابا عارما منذ 15 يوما؛ فيما رفض الإفصاح عن أعداد وأسماء العمال المعتقلين.
واعتقلت السلطات الإيرانية 3 من ممثلي العمال المحتجين في "هفت تبه" أبرزهم إسماعيل بخشي، إلى جانب صحفية قبل أن تودعهم إحدي مقرات الاحتجاز الشرطية في مدينة شوش بمحافظة خوزستان.
وتداول نشطاء إيرانيون أسماء عشرات العمال المعتقلين حتى الآن عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تواردت أنباء عن هروب المدير التنفيذي لمصنع "هفت تبه" إلى خارج خوزستان، وفقا للسلطة القضائية الإيرانية.
وبالتزامن مع انتشار عناصر من القوات الأمنية الخاصة في عدد من المناطق المحيطة بالمصنع الإيراني الذي يوظف قرابة 4000 عامل، طوق المئات من عمال السكر محيط مقر الادعاء العام في مدينة شوش للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين على خلفية تلك الاحتجاجات بسبب تأخر أجورهم لأكثر من 4 أشهر؛ فضلا عن إغفال حقوقهم الخاصة بالرواتب التقاعدية إضافة إلى التمييز الوظيفي.
منظمة حقوق الإنسان الأحوازية نشرت الإثنين مقطع فيديو مدته دقيقة عبر موقع فيسبوك يُظهر خروج مسيرة حاشدة في أحد شوارع شوش تضم عمالا وسكانا محليين يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين، وينددون بقمع النظام الإيراني الذي نعتوه بـ "الظالم".
وعلى صعيد متصل، قالت مني سيلاوي الناطقة الرسمية باسم حزب التضامن الديموقراطي الأحوازي إن أحد أبرز أسباب تفجر تلك الاحتجاجات هو تجاهل وعود سابقة لعمال المصنع الموسميين بمنحهم عقودا دائمة، لا سيما المنحدرين من العرقية العربية في إقليم الأحواز، رغم كونهم أغلبية هناك.
وأوضحت "سيلاوي" المقيمة في بروكسل خلال اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية" أن العرب يمثلون قرابة 1500 عامل من جملة عمال مصنع "هفت تبه" الذي جري تدشينه على أراض للعرقية عربية الأصل استولى عليها نظام طهران في عشرينيات القرن الماضي، بحسب قولها.
وأشارت الناطقة باسم الحزب الأحوازي المعارض إلى أن احتجاجات عمال "هفت تبه" المتواصلة منذ 15 يوما في طريقها للتصاعد بعد انضمام سكان محليين، وسط اعتقالات للعمال منوهة في الوقت نفسه إلى محاولات العبث في ديموغرافيا هذه المنطقة ذات الأغلبية العربية من جانب إيران.
وسلطت الناشطة الأحوازية الضوء على التمييز الوظيفي تجاه عمال المصنع خاصة العرب منهم، في ظل الفصل التعسفي لهم وكذلك التلوث البيئي الناتج عن سوء الإدارة وحرق المخلفات الزراعية، مؤكدة أن حكومة طهران ترغب في خصخصة مصنع السكر الضخم وبيعه لأحد المقربين منها.
مني سيلاوي ألمحت في ختام تصريحاتها لـ "العين الإخبارية" أن نظام ولاية الفقيه بات على وشك الانهيار في ظل العجز عن دفع أجور العمال، لافتة إلى أن هناك ما وصفتها بـ "مافيا السكر" في إيران تلعب دورا خفيا في تأجيج تلك الأزمة أيضا.
وتقوم تلك "المافيا" على مدار سنوات بعقد صفقات مشبوهة لاستيراد السكر من الخارج بأسعار منخفضة والتربح منها في داخل البلاد، خاصة وأنها ترتبط مباشرة برجال دين مقربين من المرشد الإيراني خامنئي أبرزهم ناصر مكارم شيرازي الذي وصلت قيمة ثروته من تجارة السكر غير المشروعة نحو 100 مليون دولار، وفقا للخارجية الأمريكية.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز