حكومة إيران تحول مسار نهر لخدمة أثرياء مليشيا الحرس
صحيفة إيرانية معارضة تكشف النقاب عن مشروع بيئي ضخم يديره الحرس الثوري في محافظة كرمان لخدمة مصالح أثرياء مقربين له
كشفت صحيفة إيرانية معارضة النقاب عن تسارع وتيرة تنفيذ مشروع بيئي ضخم لتحويل مسار أحد الأنهار في محافظة كرمان، الواقعة جنوب شرقي البلاد، وتديره إحدى المؤسسات التابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني، بهدف خدمة أنشطة صناعية وزراعية لأثرياء ومقربين من شخصيات نافذة داخل النظام الإيراني.
وأوردت صحيفة "كيهان" اللندنية، الناطقة بالفارسية، نقلا عن خبراء بيئيين إيرانيين يقيمون خارج البلاد، أن المشروع المثير للجدل يعد الأكبر في إيران بتكلفة إجمالية تتجاوز 200 مليون دولار أمريكي، حيث من المقرر أن تجرى إحدى شركات الحرس الثوري عملية تحويل مسار مياه نهر يدعى "هليل" بطول 38 كيلومترا من جنوب إلى شمال كرمان.
ولفتت "كيهان" أن المشروع يستهدف بالأساس توصيل تلك المياه العذبة إلى مناطق الشمال التي تقطنها عائلات ثرية وثيقة الصلة بجنرالات الحرس الثوري، من أجل رى مزروعات الفستق التي تشتهر بها "كرمان"، إضافة إلى دعم البنية التحتية لمشروعات صناعية تدار من جانبهم، رغم معاناة أغلب سكان الجنوب بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب، في ظل ارتفاع معدلات الجفاف داخل بحيرات مثل "جازموريان" لقلة هطول الأمطار سنويا.
- إيران.. شركات مليشيا الحرس الثوري تتغول على التنمية
- إيران.. أزمة العطش تتفاقم وكارثة تداهم "الفستق" وطهران
وأوضحت الصحيفة أن هناك حالة غموض تكتنف الأمر برمته، سواء على مستوى البرلمان الإيراني أو في أوساط وسائل الإعلام الرسمية، رغم وجود احتجاجات شعبية سابقا في تلك المنطقة ذات الأغلبية العشائرية والقبلية الفقيرة نسبيا ضد البدء في تنفيذ عملية تحويل مسار نهر "هليل" إلى الشمال.
وأكدت أعظم بهرامي، الخبيرة البيئية الإيرانية والحاصلة على بكالوريوس فيزياء الطاقة من إيطاليا، أن أشخاصا مقربين من نظام طهران شرعوا مؤخرا في شراء هكتارات من الأراضي الزراعية في نواحي محافظة كرمان، بغية الاستعداد لاحتمالية البدء في تلك المشروعات.
وأشارت "بهرامي" إلى أن المشروع برمته تحت تعهد قاعدة "خاتم الأنبياء" الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، التي تنشط اقتصاديا كمؤسسة غير خاضعة للإشراف الحكومي، حيث زادت حدة تدخلها بمشروعات نفطية، وبنى تحتية، وشبكات خلوية، وغيرها طوال السنوات الماضية.
وسلطت الصحيفة الناطقة بالفارسية الضوء على ما وصفته بـ"مافيا" تحويل مسارات الأنهار وبناء السدود في إيران، حيث تخضع أغلب هذه المشروعات لشركات تابعة للحرس الثوري، وكذلك مؤسسات ذات طبيعة اقتصادية تتبع المرشد الإيراني علي خامنئي مباشرة، إلى جانب شخصيات مقربة من النظام.
وتدر تلك المشروعات أرباحا هائلة، حيث يجرى استغلال منابع المياه العذبة لخدمة مصالحهم الخاصة، سواء عبر دعم مصانع الفولاذ أو مزروعات الفستق والحمضيات والنخيل وغيرها، دون النظر إلى تزايد شح المياه ومعاناة السكان في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب الصحيفة.
وتخضع أكثر من 100 شركة إيرانية لسيطرة مليشيا الحرس الثوري، بقيمة قرابة 12 مليار دولار، وتصل طاقتها التشغيلية إلى نحو 40 ألف شخص، بينما تستحوذ مؤسسة "خاتم الأنبياء" وحدها على نحو 800 شركة فرعية، وحصلت من خلالها على آلاف العقود الرسمية لتنفيذ مشاريع حكومية وغيرها، إلى جانب أنشطة مشبوهة بالسوق السوداء تحقق أرباحا باهظة.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز