جلسة البرلمان ببنغازي.. رأب الصدع وإفشال خطط الإخوان
يعقد مجلس النواب الليبي، الإثنين، جلسة في بنغازي برئاسة المستشار عقيلة صالح، في محاولة لرأب الصدع، بعد فشل اجتماعات غدامس.
وقالت مصادر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الجلسة المقرر عقدها اليوم، ستتناول ملف اجتماع أعضاء مجلس النواب في غدامس، وتعديل اللائحة الداخلية، بالإضافة إلى بعض النقاط الأخرى.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب صلاح أبو شلبي، إن جلسة اليوم محاولة من المستشار عقيلة صالح لرأب الصدع بالمجلس.
وأشار إلى أن هناك تواصلا مع رئاسة المجلس للتشاور مع بعض الكثل النيابية، لتقريب وجهات النظر بين الأعضاء لعقد جلسة مكتملة النصاب.
وأوضح عضو مجلس النواب الليبي أن عددًا كبيرًا من أعضاء المجلس يرون ضرورة التريث، حتى وضوح الرؤية في المسار السياسي الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة، فيما يتعلق بإيجاد سلطة تنفيذية، وخاصة أن المستشار عقيلة صالح هو المرشح الأبرز لتولي منصب رئيس المجلس الرئاسي الجديد.
وأشار إلى أن هناك صعوبة في عقد جلسة مكتملة النصاب في بنغازي، في ظل صعوبة إقناع عدد كبير من أعضاء المجلس بالحضور، لأسباب عديدة منها صعوبة الوصول، وأيضا في ظل رغبة الغالبية منهم الاجتماع في مدينة غدامس.
وأكد عضو مجلس النواب أن هناك اتجاهًا داخل المجلس يسعى لعقد جلسة مكتملة النصاب في مدينة يجد فيها أغلب النواب القدرة على اجتماعهم وتأمين الجلسة المرتقبة، بالتشاور مع رئاسة المجلس، مشيرًا إلى أن الأمر ليس مشروطًا على مدينة بعينها.
وشدد على وجود رغبة جادة من رئاسة المجلس، لعقد جلسة مكتملة النصاب، إلا أنه أكد ضرورة عدم إغفال المسار السياسي الذي تقودة البعثة الأممية، لأن ذلك مرتبط مع ما يمكن إنتاجه لتوحيد كافة مؤسسات الدولة بليبيا.
وطالب أبوشلبي رئاسة المجلس بوضع جدول أعمال واضح يتماشى مع المرحلة الحالية، لجذب أكبر عدد ممكن من أعضاء المجلس إلى الاجتماع.
من جانبه، شن عضو مجلس النواب الليبي محمد عامر العباني هجومًا على اجتماعات مجلس النواب في غدامس، قائلا، إن ما يدور من صراع حول السيطرة على مجلس النواب الليبي الذي يعد السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من كل الليبيين، خير شاهد على ما يقوم به التيار الإسلامي الذي ضمن السيطرة على ملتقى الحوار الليبي.
وأوضح العباني، في تصريحات صحفية، أن تيار الإسلام السياسي يعمل "بدهائه وخبثه على السيطرة على مجلس النواب، من خلال استدراج أعضاء المجلس إلى طنجة، وبث سمومه الإخوانية تحت التئام المجلس وتوحيده".
وأشار إلى أن ما يدور في اجتماعات غدامس التشاورية، التي تأتي امتدادا لاجتماعات طنجة برعاية الإخوان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك تراجع القوة الوطنية أمام أطماعها وانشغالها بمصالحها الشخصية لصالح اجندة الإخوان المسلمين في السيطرة على مجلس النواب، واستخدامه في أغراضهم الخبيثة في استكمال التغلغل في مفاصل الدولة والهيمنة على الشأن العام.
وتأتي دعوة رئاسة المجلس لعقد الجلسة، بعد أيام من فشل أعضاء بمجلس النواب الليبي في عقد جلسة رسمية بمدينة غدامس، بعد انسحابات وعدم اكتمال النصاب.
وكانت مصادر فندت، لـ"العين الإخبارية"، أسباب الخلافات التي نشبت بين النواب في غدامس، والتي تمثلت في رفض النواب المقاطعين لأداء اليمين الدستورية أمام النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، كما رفضوا ترأس النويري الجلسة، في حين يرى نواب طرابلس أن "من يترأس الجلسة يكون أكبر الأعضاء سنا ومقررها أصغرهم سنا".
وأشارت إلى أن نواب الجنوب يرغبون في أن تكون رئاسة المجلس على يد مرشح منهم، خاصة أنه تم التوافق على أن يكون رئيس المجلس الرئاسي الجديد للشرق ورئاسة الحكومة للغرب.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن كثيرين من نواب الشرق والجنوب رفضوا مقترحا بعقد الجلسات في مدينة صبراتة التي تسيطر عليها المليشيات بسبب خطورة الوضع الأمني، كما أيدوا عقدها في سرت أو بنغازي المقر الدستوري لمجلس النواب.
وأصدر النواب المجتمعون في غدامس بيانا، عقب فشلهم في عقد جلسة قانونية في المدينة جاء فيه أن تأجيل الجلسة لمنح الفرصة لالتحاق باقي النواب.
وقرر المجتمعون عقد جلسة أخرى يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بغدامس لمناقشة عدة موضوعات، منها إعادة انتخاب مكتب رئاسة مجلس النواب وتعديل اللائحة الداخلية واللجان البرلمانية والفنية المؤقتة.