إن جماعة «الإخوان المسلمين»، وكل الحركات الإسلامية، تنطلق من وعاء فكري واحد، ومن منهج واحد، وهو منهج الجماعة التي أسسها حسن البنا في عام 1928. وتجب مواجهتهم بشتى الطرق الممكنة لوقف تغلغلهم في المجتمعات لمنع خطرهم.
إن جماعة «الإخوان المسلمين»، وكل الحركات الإسلامية، تنطلق من وعاء فكري واحد، ومن منهج واحد، وهو منهج الجماعة التي أسسها حسن البنا في عام 1928. وتجب مواجهتهم بشتى الطرق الممكنة لوقف تغلغلهم في المجتمعات لمنع خطرهم.
إن هذه الجماعة تنفذ أجندتها من الأسفل إلى الأعلى، وتعتمد على كوادر شابة تعمل في مناصب مختلفة. ويجب أن يتم التعامل مع هذه المنظمة بأسلوب مختلف، واستراتيجية طويلة الأمد تعتمد على المواجهة، والكشف عن أعمالهم. كذلك لابد أن ندرك أن «الإخوان» جماعة متغلغلة، ونافذة في كثير من مفاصل الدول، والمجتمعات التي يعيشون فيها، فتجد منهم المحامي، والطبيب، والبرلماني، والأستاذ الجامعي. لذلك من الضروري إيجاد استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة «جماعة الإخوان»، ولا بد أن يتعامل المجتمع بحزم وشدة في هذا الملف، ويكون لدينا النفس الطويل في ملاحقة هذه الجماعة للحد من خطورتها، وتمددها، ووقف نشاطاتها الثقافية والاجتماعية التي تكون محطة لاستقطاب الشباب الواعدين الذي يمتلكون الذكاء، والبلاغة.
تنظيم «الإخوان» قائم على أنهم جماعة الإسلام، لكنهم في الحقيقة يثيرون الفتن، والاضطرابات، والقلاقل، باستحلال الدماء والأموال بين أبناء المجتمع الواحد، تحت دعاوى مختلفة، منها التكفير للحاكم، أو للدولة، أو لطوائف معينة من الناس، ومنها استحلال دماء المسلمين تحت دعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو استحلال دماء غير المسلمين في بلادهم، أو أولئك الذين دخلوا البلاد الإسلامية بدعوى أن دولهم تحارب الإسلام.
ولعل القاسم المشترك بين أفراد هذه الجماعة هو تقلبهم بين الأفكار والتنويعات بحجة الإسلام. وهناك منهم الكثير، لكن تحضر في الذهن شخصية مثل عبدالله النفيسي. تغير، وتغير، وتغير، حتى ضاع عندنا الأصل، ولم نعد نعرف من هو. أم هو كان دائماً كذلك، الأصل إخواني، والتغيرات ألوان لمواكبة مرحلة قومية، أم يسارية، أم استعراضية؟ لا نريد أن نكون ساذجين، ونقول إنها تغيرات فكرية. كم مرة يمكن أن تتلون ويبقى الناس على احترامهم لك؟ ليس كثيراً، إلا إذا كان التلون هو الفكرة، والغرض.
هل النفيسي حالة استثنائية؟ بالطبع لا. هل تذكرون تغيرات وتبدلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ سوّق نفسه مناضلاً يرفض الغزو الأمريكي للعراق، ثم صديقاً مخلصاً لبشار الأسد، ثم عدوا لدوداً له، ثم مقاول تهريب أموال ومقاتلين إلى سوريا، ثم صديقاً للسعودية، ثم منقلباً عليها مناصباً إياها العداء من دون سبب مفهوم. والآن نراه في ليبيا، واليمن، والصومال.
إن تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» كمنظمة إرهابية في كثير من دول العالم أبلغ دليل على المقاصد الشيطانية، لها وأفكارها، ومفاهيمها الرجعية المعادية للإسلام، جماعة رجعية ومخربة وعدوة للاستقرار والسلام، وليس في قاموسها سوى نشر الإرهاب والتطرف في كل مكان.
واجبنا اليوم كأبناء لهذا الوطن أن نكون دائماً واعين لخطورة هذه الفئة، وأن نسعى يداً بيداً مع حكومتنا للقضاء على هذا التنظيم داخل بلادنا، وخارجها. اليوم عملت حكومتنا على توعية المجتمع بمدى خطورة هذه المنظمات، وعلينا جميعاً أن نستمر في كل وقت، وزمان، للتصدي لهذه المنظمات، فهي خلايا تستغل الظروف لتنشط وتنام، وعلينا جميعاً القضاء عليها دائماً، وتذكير بعضنا بعضاً دائماً بأن هناك من يسعى للنيل من كل الأوطان، وليس الإمارات فقط.
حفظ الله بلادنا، وحكومتنا، وشعبنا، من شر هذه المنظمات.
---------
نقلا عن صحيفة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة