سيد القمني.. رحيل محارب حركات الإسلام السياسي
بأفكار اتسمت بالجرأة، وبدعوات لتغيير الخطاب الديني وتجديده، عاش المفكر المصري سيد القمني، مدافعا عن أفكاره، رغم ما تعرض له من هجوم كبير.
في صعيد مصر، ولد سيد القمني، في مدينة الواسطى، بمحافظة بني سويف، عام 1947، لأب درس في الأزهر، وعمل في التجارة.
درس القمني الفلسفة، في جامعة عين شمس، وتخرج فيها عام 1969، وعمل مدرسا للفلسفة قبل سفره للكويت، واستكمال مشواره بالدراسات العليا في بيروت بعد ذلك.
ولطالما عادى القمني حركات الإسلام السياسي، ودعا لتجديد الخطاب الديني، مقدما عدة أطروحات وكتب، اعتمد فيها على السرد التاريخي للفترة المبكرة من الإسلام، مثل كتاب الحزب الهاشمي، وحروب دولة الرسول. وهما كتابان لاقا انتقادات شديدة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2004، صعد القمني من حدة معاداته للإسلام السياسي، كما تشير مقالاته آنذاك، وتعرض على خلفيتها لتهديدات بالقتل، غير أنه لم يتوقف عن الكتابة والهجوم لمثل هذه التيارات.
وفي عام 2009، نشأ صراع بين الداعية يوسف البدري، والقمني، على خلفية فوز الأخير بجائزة الدولة المصرية التقديرية للعلوم الإجتماعية، وكانت قمية الجائزة 200 ألف جنيه مصري، ورفع البدري دعوى قضائية ضد وزير الثقافة المصرية آنذاك، الدكتور فاروق حسني، وأمين المجلس الأعلى للثقافة، علي أبو شادي، باعتبار الجائزة مهداة لشخصية تسيء كتاباته للذات الإلهية والدين الإسلامي.
وللقمني عدة مؤلفات، منها "النبي إبراهيم والتاريخ المشهور، وحروب دولة الرسول، وقصة الخلق، والنسخ في الوحي، والحزب الهاشمي، والعرب قبل الإسلام، والسؤال الآخر، والنبي موسى وآخر أيام تل العمارنة، والجماعة الإسلامية رؤية من الداخل، وأهل الدين والديمقراطية، ورب هذا الزمان".
ونعى القمني عدد من المثقفين والكتاب في مصر، وأعلن وفاته الدكتور خالد منتصر، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، وتقدم كثيرون بالتعازي لابنته إيزيس القمني وبقية أفراد أسرته.