تعرف على شخصية نظير جيد الطفل اليتيم ودارس الفلسفة الشاعر والضابط والراهب وبابا أكبر كنائس الشرق.
"أحقاً كان لي أم فماتت.. أم أني خُلِقت بغيـر أمـــيرماني الله في الدنيا غريباً.. أحلق في فضاء مُدلَهِمِّوأسال يا زماني أين أحظــــى.. بأخت أو بخــالٍ أو بعمِوأسأل عن صديق لا أجده.. كأني لست في أهلي وقوميوهل أقضي زماني ثم أمضي.. وهذا القلب في عدم ويتم".
ولد الطفل نظير جيد رافائيل، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، في 3 أغسطس/آب عام 1923، لأسرة ميسورة الحال بقرية سلام بمحافظة أسيوط، إلا أنه لم يقضِ طفولته كمعظم من في سنه، فقد توفيت أمه بحمى النفاس بعد ولادته بيومين، حيث يقول معاصروه، إنه كان محباً للوحدة، وشغوفاً تجاه القراءة أكثر من اللهو، وقد تسببت مفاجأة موت أمه في نسيان عائلته لقيده وتسجيل شهادة ميلاد له، بعد أن انشغلوا في إجراءات الدفن وما يصاحبها.
فلم يستطع نظير أن يلتحق بالمدرسة سريعاً، ما شجعه على تعويض ما فاته بالقراءة، التحق نظير بجامعة فؤاد الأول بمجانية تفوق عام 1943 ليزامل في كلية الآداب أنيس منصور ومراد وهبة، وفي تلك الفترة كون نظير صداقة مع مكرم عبيد باشا، وكان عضواً بالكتلة الوفدية، إلا أنه سرعان ما ترك السياسية وقد تخرج في الجامعة بتقدير ممتاز عام 1947، وهو نفس العام الذي تخرج فيه من الكلية الأكلريكية، حيث كان يجمع بين دراسته العلمية والدينية.
ثم التحق بالكلية الحربية كمتطوع عام 1947، ورغم اندلاع حرب عام 1948 وقتها، إلا أنه لم يستدعِ للقتال، ويؤكد البابا شنودة أن هذه السنة التي قضاها بالكلية الحربية كان لها أثر بالغ في حياته في تعلم الانضباط.
رسم راهباً باسم (أنطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو/ تموز 1954، وقد قال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرساً فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، في عام 1959 عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس، في 30 سبتمبر/ أيلول 1962 رُسِمَ أسقف للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الأكليريكية.
وعندما توفي البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس/آذار 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر/ تشرين الأول. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
وفي مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات وتحديداً يوم السبت 17 مارس/آذار 2012، أعلن الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس (وقتها)، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً.
وفي تصريح خاص لـ"العين" يقول "أندرو نادر"، الباحث بالمركز الثقافي القبطي الخاص بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، عن شخصية البابا شنودة "لم تكن مرحلة شباب البابا شنودة الثالث "نظير جيد" منفصلة عن حياته كبطريرك، فكل ما مر به ذلك الطفل والشاب "نظير جيد"، كون شخصية استثنائية للبابا الـ117، فهو الطفل اليتيم الذي أحب القراءة منذ صغره، وهو الشاعر الموهوب، وضابط الاحتياط الحازم، والشاب الحالم بالإصلاح. فقد مر قبل الرهبنة بمراحل عديدة أعدته جيداً لتولي هذا المنصب".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA==
جزيرة ام اند امز