أستانة "2".. أولى خطوات الحل السياسي في سوريا
تنطلق غدا الخميس الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومية السورية وممثلين عن المعارضة والجيش الحر، في العاصمة الكازاخستانية أستانة
تنطلق غدا الخميس الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومية السورية وممثلين عن المعارضة والجيش الحر، في العاصمة الكازاخستانية أستانة، بمشاركة تركيا وروسيا؛ الدول الراعية لأطراف النزاع، والولايات المتحدة، إضافة للأردن وإيران ووفد يضم خمسة ممثلين عن الأمم المتحدة.
وتأتي تلك المحادثات لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار والوصول إلى تشكيل مجموعة عمل لمراقبة الهدنة في سوريا، وعقوبات ستطبق على الأطراف التي ستخرقها، تمهيداً لمفاوضات جينيف التي ستعقد في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
"أسباب فنية"؛ بحسب وصف الخارجية الكازاخستانية، أدت لتأجيل المحادثات يوماً واحداً، لكن السبب الرئيسي يعود لتأخر وفد المعارضة السورية عن الحضور، بعد "عدم تقديم روسيا أية ضمانات لإلزام النظام السوري بوقف آلة العنف"، بحسب مصادر معارضة.
المستشار القانوني للجيش الحر "أسامة أبو زيد" قال في تصريح صحفي: "لم تتم توجيه دعوة رسمية للمعارضة السورية للمشاركة في المحادثات، ولا يوجد جدول أعمال للاجتماع، وهذا يؤكد وجود خلافات بين الأطراف الضامنة".
"أبو زيد" أكد أن وفد المعارضة الذي سيحضر مؤتمر أستانة سيكون من الموقعين على اتفاقية أنقرة، التي ضمت فصائل عسكرية معارضة، وكانت تركيا الضامن لهذه الفصائل.
ويشارك في الاجتماع قياديون من المعارضة المسلحة وممثلون عن الهيئة العليا للمفاوضات، ووفد الحكومة السورية، وثلاث شخصيات روسية رفيعة المستوى، منها ألكسندر لافرينتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ووفد من الحكومة التركية، فيما أعلنت الخارجية الكازاخستانية أنها وجهت دعوات إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، "ستيفان ديمستورا"، وإلى ممثلي الأردن، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعلنت مشاركتها في أستانة بوفد من سفارتها في كازاخستان، وهو ما أكده الملحق الصحفي في السفارة الأمريكية في أستانة "رين إلهاي".
وبحسب مصدر قرب من المفاوضات لبوابة العين الإخبارية، فإن المحادثات ستجري بعيداً عن وسائل الإعلام، لإلزام الأطراف المتصارعة في سوريا للوصول إلى تطبيق وقف إطلاق النار بشكل كامل من كافة الأطراف دون استثناء، بما فيها الميليشيات الداعمة للنظام السوري، مع استثناء "داعش" و"هيئة تحرير الشام".
المصدر، أضاف أنه "تم الاتفاق مسبقاً على مسودة وقف الأعمال العدائية خلال اجتماع الدول الراعية الأسبوع المنصرم، بمشاركة الأمم المتحدة، وهذا الاجتماع سيكون فنياً بالدرجة الأولى، للتوقيع على الاتفاق، وإيجاد آليات جديدة لمراقبة وقف إطلاق النار، مع تهديدات تركية وروسية لطرفي الصراع لضمان تحقيق أهداف الاجتماع، خلاف ما جرى في الجولة الأولى من المحادثات مطلع شهر فبراير الجاري".
وفيما يسعى المشاركون إلى حل يفضي إلى جلوس الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار في جنيف، تحاول روسيا كسب المعارضة المسلحة من بوابة تركيا للمشاركة مع النظام السوري في قتال التنظيمات الإرهابية، بعد إقرار المنطقة الخضراء شمال حلب، لتجنب الصدام المباشر بين قوات "درع الفرات" وقوات النظام السوري، والفصل بينها قرب مدينة الباب الاستراتيجية.
وفيما أبدى السوريون تخوفهم من نتائج أستانة، باعتبارها تمهد لتقسيم سوريا، بين مناطق معارضة للنظام جنوب سوريا وشمالها، ومناطق خاضعة للنظام، ستشكل المحادثات نقطة تحول لإنهاء الصراع في سوريا، وإجبار الأطراف على تقديم تنازلات مشتركة، وفق الجهود الروسية - التركية، التي تبدو في ظاهرها متوافقة، لكن الدولتين الضامنتين تشتركان في الصراع، فالقوات الروسية تدعم النظام السوري براً وجواً، والتركية تشارك بشكل واضح في عمليات درع الفرات، وتدعم فصائل المعارضة المسلحة.
وتسعى روسيا وتركيا إلى مشاركة الولايات المتحدة في وضع خارطة طريق تفضي إلى مجلس عسكري انتقالي يرضي كافة الأطراف، ويثبت وقف إطلاق النار، بعد التصريحات الأمريكية بفرض مناطق آمنة في سوريا، وسيلعب التدخل الأمريكي دوراً مهماً في تقليص الدور الإيراني، وتدخله إلى جانب النظام في العمليات العسكرية.
وتعتبر محادثات أستانة مرحلة تحضيرية لمؤتمر جينيف الرابع الذي دعا إليه المبعوث الأممي لسوريا ديمستورا بمشاركة وفد من المعارضة السورية ووفد من النظام السوري الأسبوع المقبل في العاصمة السويسرية، وسط خلافات حادة في صفوف المعارضة، ممثلة بمنصات الرياض وموسكو والقاهرة، حول طبيعة المشاركين في المؤتمر، وتمثيل كل من المنصات الثلاث في جنيف.