حوار الأستانة يختبر قدرة روسيا على ممارسة دورها الجديد
الاتفاق الذي توصلت إليه كل من روسيا وتركيا وإيران في الأستانة يعد بمثابة اختبار حقيقي للدور الذي ترغب روسيا في أن تلعبه في الشرق الأوسط
يعد الاتفاق الذي توصلت إليه كل من روسيا وتركيا وإيران في حوار الأستانة، الذي اختتم امس، بمثابة اختبار حقيقي للدور الذي ترغب روسيا في أن تؤديه في الشرق الأوسط بعدما تم إقصاء الولايات المتحدة من المفاوضات.
وانتهت مفاوضات الأستانة يوم الثلاثاء حيث اتفقت كل من روسيا وتركيا وإيران على وضع خطة لتعزيز وقف إطلاق النيران في سوريا وأنهت الصفقة يومين من المباحثات الساخنة في العاصمة الكازاخية الأستانة دافعة إيران إلى التحالف مع روسيا وتركيا بشأن سبل تفعيل الاتفاق. وانتهى الاتفاق بوضع آليات واسعة وغامضة للحفاظ على وقف إطلاق النيران فيما اتفقت البلدان الثلاثة على مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وفرع تنظيم القاعدة بسوريا.
وبحسب صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، يعمل ذلك الاتفاق على اختبار قدرة روسيا على ممارسة الدور الجديد كمفاوض رئيسي في إطار جهود تأمين حل طويل المدى للحرب.
كما أن السوريين الحاضرين للمباحثات لم يكونوا طرفا في الاتفاق كما لم يطلب منهم التوقيع على الاتفاقية مما يبرز مدى مشاركتهم في تحديد المصير الذي تقرره القوى الأجنبية التي تدير المفاوضات، حيث كانت المفاوضات الحقيقية تدور في فندق بعيد وبمنأى عن السوريين وتقتصر على الروس والإيرانيين والأتراك فقط.
وأعرب ممثلو النظام وكذلك المعارضة عن عدم رضاهم عن بعض شروط الصفقة، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت تلك الصفقة يمكن أن تصمد على أرض الواقع.
ولكن بعد 6 أعوام من إراقة الدماء وفقدان ما يزيد عن 500 ألف شخص، لا تجد الحكومة وكذلك قوى المعارضة أمامها سوى الاعتماد على القوى الأجنبية التي تقدم لهما السلاح والمال والمقاتلين أيضاً.
وبحسب الصحيفة يعد العنصر الأكثر أهمية في تلك المفاوضات هو اتفاق الدول الثلاث على الاشتراك في مكافحة داعش مما يمنح إيران فرصة جديدة للتحالف ضد داعش، وهو ما يمكن بدوره أن يعقد أي محاولات مستقبلية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحالف مع موسكو في مواجهة داعش. كما أنه يعزز تغير موقف تركيا من دورها في دعم حرب المعارضة لخلع الأسد باتجاه سياسة تركز على مكافحة الإرهاب.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز