المناخ يثير الجدل بين مؤيد ومعارض.. أشهر 5 شائعات تتعلق بالقضية

رغم الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية، إلا أنّ من ينكرون التغيرات المناخية يُصرون على بعض الشائعات، بغرض عدم تحمل مسؤولية إصلاح ما تم إفساده في الأرض، أو تحمل أعباء مالية من أجل التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.
قد يصدق بعض العامة غير المتخصصين تلك الشائعات، ما يعوق تنفيذ الحلول العملية لحل تلك الأزمة.
أشهر 5 شائعات
1- التغيرات المناخية غير مقلقة
صحيح أنّ التغيرات المناخية تحدث بشكل طبيعي، وكانت درجات الحرارة على سطح الأرض متقلبة منذ آلاف السنين، وبسبب ذلك مرت الأرض بالكثير من العصور الجيولوجية المختلفة.
لكن منذ العصر الجليدي الأخير؛ أي قبل 10 آلاف سنة، كان المناخ مستقرًا، وخلال تلك الفترة بدأت الحضارة البشرية تخطو خطواتها الأولى نحو التقدم.
لكن، منذ نحو 2000 عام فقط، بدأت درجات الحرارة الارتفاع، ولُوحظ الأمر خاصة خلال الآونة الأخيرة بعد اندلاع الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر.
وقد تجاوز متوسط درجات حرارة الكوكب 1.2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وخلال السنوات الأخيرة، بدأت درجات الحرارة تُسجل أعلى متوسط؛ ما يثير العديد من المخاوف، ويؤكد على أنّ التغيرات المناخية تحدث بسبب الأنشطة البشرية.
2- ارتفاع درجات الحرارة ليس كبيرا
قد يبدو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجئتين مئويتين ارتفاعًا طفيفًا غير مؤثر، لكن الحقيقة أنّ هذا الارتفاع العالمي في متوسط درجات الحرارة له العديد من العواقب الوخيمة؛ فقد يتسبب في نفوق ما يزيد عن 70% من الشعاب المرجانية، وارتفاع مستوى سطح البحر ويترتب على ذلك غرق المدن والسواحل، وانتشار الفقر بين المجتمعات البشرية خاصة المجتمعات المحلية التي تعيش على الزراعة، وانتشار الأمراض التي تنشط في ظروف ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض جودة الطعام، وندرة المياه.
هذه بعض الصور القليلة لارتفاع متوسط درجات الحرارة عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة؛ فما بالك بارتفاعها بمقدار درجتين مئويتين.
لذلك يهدف اتفاق باريس بعدم تجاوز متوسط درجات حرارة الكوكب 1.5 درجة مئوية بحلول 2030، والوصول إلى صافي الصفر بحلول 2050.
3- البرد يؤكد أنّ التغيرات المناخية ليست حقيقية
تزداد موجات البرد في بعض المناطق حول العالم، وهذا يندرج تحت مسمى الطقس، وليس المناخ؛ فالاتجاه العالمي للمناخ اليوم هو الاحترار، والذي بات ملموسًا في الكثير من المناطق حول العالم؛ خاصة الاستوائية وفي النقاط الساخنة، من ضمنها انصهار الجليد عند القطبين بوتيرة غير مسبوقة، ما يؤكد أنّ الاحترار هو اتجاه المناخ الحالي.
ويمكن تفسير انتشار موجات البرد في بعض المناطق بأنها نتيجة تغيرات في أنماط الرياح والعوامل الجوية الأخرى المتأثرة بالتغيرات المناخية، ما يتسبب في إحداث موجات البرد.
4- الفرصة فاتت
أشار "تقرير فجوة الانبعاثات للعام 2024" إلى أنّ متوسط درجات الحرارة العالمية من المتوقع أن تتراوح بين 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي، إذا استمرت معدلات الانبعاثات بهذا الشكل.
لكن من جانب آخر، يؤكد الخبراء أنه بالإمكان تجنب هذا الارتفاع المطرد في درجات الحرارة إذا التزم البشر بجهود خفض الانبعاثات من خلال التمويل والتركيز على خفض الكربون في قطاعات النقل والزراعة والغابات والمجالات الأخرى. على الرغم من أنّ الحلول تحتاج إلى جهود ضخمة إلا أنّ الأمل ما زال موجودًا.
5- النماذج المناخية غير موثوقة
مع انطلاق عصر الذكاء الاصطناعي، صارت نمذجة المناخ من أهم المجالات التي تستفيد وتوظف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة للحصول على نماذج قادرة على التنبؤ بمستقبل التغيرات المناخية.
لكن يُشكك من ينكرون التغيرات المناخية في تلك النماذج ويعتبرونها غير موثوقة. وهذا غير صحيح؛ إذ أثبتت تلك النماذج المناخية قدرتها على التنبؤ بالتغيرات المناخية خلال السنوات الماضية، وما زال هذا المجال واعدًا.
ما زالت هناك الكثير من الشائعات المناخية والتي ترمي إلى التقليل من أهمية وخطورة تلك التغيرات المناخية التي يمر بها الكوكب اليوم.
لكن ما يحدث اليوم، يؤكد مدى كذب تلك الشائعات، ويدعو الناس للتفكر في تلك الأزمة، ويدفع المجتمعات المحلية للبحث عن حلول للتكيف والتخفيف من حدة أزمة العصر، التغيرات المناخية.
aXA6IDE4LjExOS4yMzUuMjU1IA== جزيرة ام اند امز