5 أفلام فقط تتجاوز عتبة المليون تذكرة في فرنسا.. ما سر التراجع؟
يشهد السينما الفرنسية عامًا صعبًا، وسط مؤشرات واضحة على تراجع الإقبال الجماهيري على الإنتاج المحلي.
منذ بداية عام 2025، لم ينجح سوى 5 أفلام فقط في تجاوز عتبة المليون تذكرة مبيعة، مقارنة بـ11 فيلمًا فرنسيًا حققت الإنجاز نفسه خلال الفترة ذاتها من عام 2024.
هذا التراجع يعكس خللًا عميقًا في دينامية السوق، ويطرح أسئلة حول مستقبل الصناعة السينمائية الفرنسية في ظل تغير عادات الاستهلاك وانتعاش المنصات الرقمية، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
Kaamelott.. نجاح بطيء مقارنة بالماضي
أحدث المنضمين إلى "نادي المليون" هو فيلم "Kaamelott الجزء الثاني، القسم الأول" للمخرج ألكسندر أستيي، والذي من المتوقع أن يكسر حاجز المليون مشاهد بحلول مساء الثلاثاء.
ورغم هذا الإنجاز، إلا أن الأرقام تعكس اختلافًا كبيرًا عن أداء الجزء السابق الصادر عام 2021، ففي ذلك العام، احتاج Kaamelott، الجزء الأول أسبوعًا واحدًا فقط لبلوغ مليون تذكرة، بينما استغرق الجزء الجديد أربعة أسابيع لتحقيق النتيجة نفسها.
هذا الفارق الزمني يوضح بجلاء حالة التباطؤ التي يعيشها شباك التذاكر الفرنسي.

حصيلة 2025: 5 أفلام فقط تتجاوز المليون
من بين مئات الإنتاجات السينمائية الفرنسية هذا العام، لم ينجح سوى خمسة أفلام فقط في جذب أكثر من مليون متفرج. فقد تصدر القائمة فيلم "God Save the Tuche" محققًا 3 ملايين تذكرة، تلاه فيلم "Ma mère, Dieu et Sylvie Vartan" بواقع 1.5 مليون مشاهدة، ثم "Un ours dans le Jura" الذي سجّل 1.5 مليون تذكرة أيضًا.
وجاء بعده فيلم "Chien 51" مع 1.3 مليون متفرج، فيما تجاوز Kaamelott – Deuxième Volet, Partie 1 حاجز المليون بقليل.
وتكشف هذه القائمة عن غلبة الأعمال الكوميدية والعائلية على الأفلام التي نجحت في اجتذاب الجمهور، فيما غابت أفلام الدراما والتاريخ والتحقيقات البوليسية عن الصدارة.
أسباب التراجع: الآلة تعطلت بالفعل
وتصف مصادر داخل قطاع السينما الفرنسية الوضع بقولها: "الآلة تعطّلت"، في إشارة إلى التباطؤ الشديد في حركة الجماهير نحو صالات العرض.
وتعود أسباب الأزمة إلى عدة عوامل أبرزها، المنافسة الشرسة من المنصات الرقمية
تواصل منصات البث مثل نتفليكس، أمازون برايم، وديزني+ جذب الجمهور بإصدارات مستمرة وجودة متصاعدة، وهو ما يقلل من حماس المشاهدين للذهاب إلى السينما.
ارتفاع أسعار التذاكر
شهدت معظم دور العرض زيادة في أسعار الدخول، وهو ما جعل تجربة السينما أقل جاذبية للعائلات والشباب.
غياب الظواهر الجماهيرية
لم يشهد عام 2025 أي فيلم فرنسي يشكّل حدثًا كبيرًا أو موجة متابعة ضخمة كما حصل مع بعض الأفلام في السنوات الماضية.
تراجع قوة النجوم
تعتمد السينما الفرنسية عادة على أسماء بارزة لجذب الجمهور، لكن انخفاض عدد الأعمال القادرة على خلق ضجة أو ترويج قوي أسهم في تراجع الإقبال.
تداعيات التراجع على الصناعة السينمائية
ويمثل تراجع عدد "الأفلام المليونية" مؤشرًا خطيرًا بالنسبة للقطاع، للأسباب التالية: انخفاض إيرادات شركات الإنتاج، مما يضعف القدرة على تمويل مشاريع ضخمة، وزيادة المخاطر الاستثمارية، حيث يصبح المنتجون أكثر ترددًا في دعم الأفلام ذات الميزانيات العالية، وتأثير مباشر على دور السينما، خاصة القاعات الصغيرة في المدن المتوسطة والريف، وضغط على السيناريوهات لدفعها نحو الأنواع الأكثر التجارية على حساب الإبداع الفني.
هل تتجه السينما الفرنسية نحو أزمة طويلة؟
يعتقد خبراء الصناعة أن 2025 قد يكون عامًا انتقاليًا، لكنه قد يتحول إلى نقطة انعطاف حاسمة إذا لم تتخذ الجهات المعنية تدابير فعّلة، مثل: تطوير استراتيجيات تسويق أكثر قوة؛ تنويع الأنواع السينمائية؛ إعادة جذب الجمهور الشاب إلى القاعات؛ التعاون بين المنتجين والمنصات الرقمية بدل التعامل معها كمنافس مطلق. فالسينما الفرنسية لا تزال تمتلك علامات قوة وقاعدة جماهيرية واسعة، لكن الحفاظ على مكانتها يتطلب تجديدًا جذريًا في طريقة صناعة وترويج الأفلام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز