مستقبل غزة بعد الحرب.. أوروبا تقترح 3 سيناريوهات وترفض 3 أخرى
في اليوم الثامن والثلاثين من حرب غزة، باتت أطراف عدة تتحدث عن مرحلة ما بعد «حماس» حال نجاح إسرائيل في إقصاء الحركة من المعادلة السياسية.
ففيما دعت واشنطن، إلى إسناد دور في المرحلة المقبلة للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، إضافة إلى أطراف دولية أخرى، دخل الاتحاد الأوروبي بدوره على خط المقترحات، التي كان بعضها قريبًا مما طرحته الولايات المتحدة.
فمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قدم يوم الإثنين، مقترحات تتعلق بإدارة قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، داعيا الدول العربية إلى لعب دور أكبر في الإدارة الفلسطينية للقطاع في المستقبل.
وقال بوريل، الذي يتوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ودول أخرى مجاورة هذا الأسبوع، إنه يتعين التفكير فيما سيحدث بعد الحرب، حتى مع احتدام القتال.
وفي حديثه للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكد بوريل، أن المجتمع الدولي «أخفق سياسيا وأخلاقيا» في التوصل إلى تسوية دائمة للصراع الممتد منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتعزيز الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين.
مقترحات أوروبية
وقدم بوريل مقترحاته المتمثلة في الاعتراض على ثلاثة أشياء والموافقة على ثلاثة أخرى؛ فاعترض على أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو عودة الجيش الإسرائيلي لاحتلال القطاع بصورة دائمة أو تغيير مساحته، إلى جانب الاعتراض على عودة حماس.
وحول المقترحات التي وافق عليها، قال بوريل، إنه ينبغي أن تكون هناك «سلطة فلسطينية»، والتي اقترح أن تكون نسخة «معززة من السلطة الفلسطينية الحالية التي تدير الضفة الغربية، مع شرعية يحددها ويقررها مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة)».
وطالب بوريل الدول العربية بالمشاركة بقوة في دعم هذه السلطة الفلسطينية، كما شدد على ضرورة أن يشارك الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في المنطقة، خاصة في إقامة دولة فلسطينية.
وقال بوريل: «لن يكون هناك حل دون التزام قوي من الدول العربية، ولا يمكن أن يقتصر ذلك على المال. لا يمكنهم فقط دفع... تكاليف إعادة الإعمار المادي»، مضيفًا: «يجب أن تكون هناك مساهمة سياسية في بناء دولة فلسطينية».
ولا يلعب الاتحاد الأوروبي دورا دبلوماسيا بارزا في الأزمة الحالية، لكنه يتمتع ببعض النفوذ في المنطقة، ولا سيما باعتباره أكبر جهة تمنح مساعدات للفلسطينيين.
وقال بوريل: «لقد كنا غائبين لفترة طويلة. لقد فوضنا حل هذه المشكلة إلى الولايات المتحدة.. لكن يجب على أوروبا أن تشارك بصورة أكبر».
مقترحات أمريكية
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنّه على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تستعيد السيطرة على قطاع غزّة عند انتهاء الحرب، مشيرًا إلى أنّ أطرافًا دوليّين آخرين يمكن أن يؤدّوا أيضا دورًا خلال فترة انتقاليّة.
لكنّ عباس ربط خلال لقائه الأخير مع بلينكن في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عودة السلطة الفلسطينيّة إلى غزّة بعمليّة سياسيّة شاملة، قائلا إنّ «قطاع غزّة جزء لا يتجزّأ من دولة فلسطين، وسنتحمّل مسؤوليّاتنا كاملةً في إطار حلّ سياسي شامل على كلّ من الضفّة الغربيّة، بما فيها القدس الشرقيّة، وقطاع غزّة».
وأعاد بلينكن طرح السيناريو نفسه بعد أيّام قليلة، مبديا رغبته في رؤية القطاع «موحّدًا» مع الضفّة الغربيّة بعد الحرب.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد قبل أيام، أنّه يريد «شيئًا آخر» غير السلطة الفلسطينيّة لحُكم غزّة بعد الحرب، مشددًا على الحاجة إلى «سيطرة أمنيّة كاملة مع إمكان الدخول متى أردنا لطرد الإرهابيّين الذين قد يعاودون الظهور».