نقص الغاز في أوروبا.. أزمات معيشية ومكاسب لعمالقة الطاقة
مع ارتفاع فواتير الطاقة، تستعد شركات النفط العملاقة لتحقيق أرباح هائلة ،وفق تقرير نشرته الأوبزرفر البريطانية.
أزمات معيشية
وقالت الصيحفة، ملايين المنازل في بريطانيا تستعد لمواجهة أزمة تكلفة المعيشة التي سببتها أزمة إمدادات الغاز العالمية.
واستدركت ، إلا أن الأسعار المرتفعة تعني عائدات كبيرة لعمالقة الوقود الأحفوري في العالم.
وتشير إلى أن شركة بريتيش بتروليوم، من المتوقع أن تكشف عن عودة تاريخية إلى أرباح بمليارات الدولارات في نتائجها الأسبوع الجاري.
ويمكن أن يؤدي الارتفاع في أسواق الغاز العالمية خلال الأشهر الأخيرة من عام 2021، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات، إلى دفع الشركة إلى تحقيق أرباح للعام بأكمله بقيمة 12.6 مليار دولار مقارنة بخسارة قدرها 5.7 مليار دولار في عام 2020.
ويظهر نفس الاتجاه في الولايات المتحدة، حيث أعلنت شركتا النفط "إكسون موبيل" و "تشيفرون" الأسبوع الماضي عن أرباح صافية بلغت 23 مليار دولار و 15.6 مليار دولار على التوالي في العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ 2014، عندما تجاوز سعر النفط الخام في آخر مرة 100 دولار للبرميل.
وكان رئيس "بريتيش بتروليوم" التنفيذي برنارد لوني، قال في ديسمبر/كانون الأول، بأن أزمة الطاقة حولت الشركة إلى "آلة نقدية".
وذكرت الصحيفة أنه في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي انتشرت أخبار تفيد بأن الارتفاعات في سوق الغاز ستؤدي أيضا إلى تسجيل فواتير طاقة عالية ودفع ملايين الأسر إلى المعاناة في توفير الوقود.
وأعلنت شركة "شل" يوم الخميس، الماضي عن مضاعفة أرباحها أربع مرات، مما أدى إلى زيادة الدعوات الجديدة لوزارة الخزانة البريطانية لفرض ضريبة غير متوقعة على الشركات التي ستستفيد من أزمة الطاقة، من أجل تمويل مساعدة إضافية للأسر المتضررة بشدة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بين فان بيردن،: "لست مقتنعا بأن الضرائب غير المتوقعة - رغم أنها قد تبدو شعبية - ستساعدنا في الامدادات أو الطلب".
وأضاف: "لكن بالطبع، نحن على استعداد للدخول في حوار مع الحكومة بشأن جميع الإجراءات التي يمكننا اتخاذها بشكل جماعي".
وقالت الصحيفة البريطانية إن حملة إعادة تأسيس "بريتيش بتروليوم" و "شل" لرخصهما الاجتماعية للعمل، من المرجح أن تكون أكثر صعوبة بسبب مشاعر الاستياء من قبل الأسر التي تعاني لتغطية نفقاتها، بينما تتمتع صناعة النفط بالثروة.
ومن المرجح أن تستمر هذه المعاناة لسنوات، بحسب الصحيفة.
وتوقع خبراء السوق العالمية، بما في ذلك بنك "وول ستريت" و "جولدمان ساكس" استمرار ارتفاع أسعار الطاقة حتى عام 2025.
وقالت الصحيفة "إنها أخبار رائعة لعمالقة الوقود الأحفوري وقاتمة لأي شخص آخر".
وفي الوقت الذي تشهد فيه أوروبا نقصا في تدفق الغاز القادم من روسيا ما أدى لقفزة بالأسعار، تعتزم موسكو توجيه جزء من إنتاجها للحليف الصيني.
واليوم، وافقت شركة جازبروم الروسية على عقد مدته 30 عاما لتزويد مؤسسة البترول الوطنية الصينية بالغاز الطبيعي.
وتأتي الصفقة في وقت حساس للغاية بالنسبة لأوروبا التي تشهد تهديدا حقيقيا بقطع الغاز الروسي عنها نتيجة التوتر بين الكرملين وأوكرانيا.
وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تأثر القطاع الصناعي في أوروبا بأزمة الطاقة التي تشهدها الدول الأوروبية بسبب تراجع امدادات الغاز الطبيعي.
ولفتت في تقرير لها، إنه يتعين على أوروبا الإنتاج رغم نقص معروض الغاز الطبيعي.
وأضافت أن أسعار الكهرباء في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، سترتفع العام المقبل إلى مستوى قياسي بنسبة 6.4%.