"يَزول" للقبرصية اليونانية مارانجو.. توثيق الرحلة "روائيا"
رواية "يزول" آخر أعمال الكاتبة القبرصية اليونانية نيكي مارانجو (1948-2013) وتمثل شكلا مركبا لتوثيق رحلاتها الشخصية المختلفة زمنيا
تبدو الكتابات التي تنتجها البلدان المطلة على شمال المتوسط والجزر القريبة منها (قبرص مثالا) بعيدة عن أعين القارئ العربي، فباستثناء بعض الأسماء التي ترجمت إلى العربية عن اليونانية، مثل كفافيس أو كازانتزاكيس وسفيرونيس، تظهر هذه المساحة شبه خالية من الأسماء المعروفة في العالم العربي.
عن سلسلة الجوائز التي تطلقها الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر الكتاب رقم (139) من السلسلة تحت عنوان "يزول"، للروائية القبرصية اليونانية "نيكي مارانجو Niki Marangou"، ومن ترجمة وتقديم الدكتور خالد رؤوف
رواية "يزول" هو آخر أعمال الكاتبة القبرصية اليونانية نيكي مارانجو (1948-2013). تمثل هذه الرواية شكلا مركبا لتوثيق رحلاتها الشخصية المختلفة، ولا يعني هذا أن الكاتبة تقدم هنا ما يسمى بأدب الرحلات. تلعب الكاتبة على الزمن بحرفية عالية، فاليوم والأمس يتبادلان الأماكن على مدار الرواية التي هي أيضا رحلة عبر الزمن. الحاجة للهروب والبحث، ورغبة الإنسان العتيقة في الترحال المغروزة دائما في اللاوعي، رغبة المغادرة التي تلحقها دائما الرغبة في العودة والحنين، إغواء المجهول والاشتياق إليه.. كل هذه المفردات التي تميز كتابة نيكي مارانجو والتي تعد عناصر من أدب الرحلات، توظفها الكاتبة في هذه الرواية بشكل بديع.
عنوان الرواية "يزول" هو العنوان الأصلي للرواية -أي أنه ليس مترجما- فقد جاء العنوان بالعربية في الأصل في قصدية من الكاتبة على عمق المعنى كما تذكر في الرواية، وربما يكون هذا تأكيدا على الطابع الكوزموبوليتاني والتعدد الثقافي الذي يعتبر عنصرا أساسيا لدى الكاتبة وإحدى سمات كتابتها.
مؤلفة الرواية Niki Marangou، روائية وقصصية وشاعرة ورسامة قبرصية يونانية. ولدت عام 1984 في ليماسول بقبرص. درست علم الإجتماع ببرلين الغربية من 1965 إلى 1970. بعد تخرجها عملت بهيئة المسرح القبرصي، وأدرات متجرا لبيع الكتب بنيقوسيا. لها ثلاث دواوين شعرية، وثلاث روايات، وأربع مجموعات قصصية وقصتين للأطفال. وقد اعتبرت مجلة "ديافاسو" الأدبية مجموعتها القصصية "شيطان اللذة" واحدة من أفضل عشر مجموعات قصصية في اللغة اليونانية.
نالت جائزة كفافيس للشعر بالإسكندرية عام 1998، وجائزة الشعر من الأكاديمية الأثينية عام 2007 عن مجموعتها الشعرية "ديوان"، وتوفيت المؤلفة يوم 7 فبراير 2013 في حادث سيارة بمصر عندما كانت في طريقها لزيارة الفيوم.
أما المترجم، الدكتور خالد رؤوف، من مواليد الإسكندرية. درس الآثار اليونانية والرومانية واللغة اليونانية بجامعة أثينا. حصل على دبلوم الترجمة ودبلوم مدرسة المسرح القومي بالدراما - أثينا، وأيضا على دبلوم الترجمة من مدرسة الاتحاد الهيليني والأميركي، وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة شيكاجو في تاريخ الفن الكلاسيكي (اليوناني/ الروماني).