الجارديان أنفقت 48 مليون جنيه إسترليني من دون عائد.. فهل تنهار؟

هل تنهار "الجارديان" قريبًا؟.. خسائر بالملايين للصحيفة تثير قلق العاملين في غرفة الأخبار وتشكل تهديداً فعليًّا لوجود المؤسسة الإعلامية العريقة.
بعد الفقدان الحاد للوظائف هذا الصيف، يشعر طاقم العمل في غرفة أخبار صحيفة "الجارديان" البريطانية بالقلق بشأن مستقبلهم، ويبدو أن الأسوأ قادم. إذ أشارت صحيفة بوليتيكو الأمريكية في تحقيق لها عن الأوضاع المالية للصحيفة البريطانية إلى أن الإنفاق الكبير للجارديان ينذر بالخطر.
ووفقًا لأرقام داخلية اطّلعت عليها بوليتيكو، أنفقت الجارديان 48 مليون جنيه إسترليني من دون تحقيق عوائد في النصف الأول من آخر سنة مالية.
ويقول عاملون داخل المؤسسة إنهم يشعرون بالقلق البالغ على الرغم من تأكيدات الإدارة أن أمورها المالية تحت السيطرة، فالجارديان قامت فعليًا بخفض تكاليفها وخسائرها هذا العام، لكن يبدو أن "إنجازاتها" هذه ليست بكافية لتحميها من تأثيرات التحول الزلزالي في صناعة النشر. تحول قد يعني أن يوم تصفية الحساب يقترب.
كل المؤشرات تسجل تسارع في الانخفاضات التاريخية المخيفة في إيرادات الصحف الورقية، والأمر ينسحب أيضاً على إيرادات الإعلانات الرقمية التي تسجل انخفاضات حادة بدورها، وذلك بسبب ارتفاع نسبة القراءة من خلال الهواتف المحمولة من وخلال مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً. كل هذا يعني أن عائدات الإعلانات للمؤسسات الإعلامية ما عادت بنفس الحجم، في ظل حصول فيسبوك وجوجل على حصة الأسد منها.
بناء على كل ذلك، يبدو مستقبل الجارديان قاتماً ومخيفاً، بل إن أفضل سيناريو يتوقعه العاملون فيها سيتضمن قيوداً كبيرة على ميزانية غرفة الأخبار وتجمد التوظيف، وأشكال أخرى من الخطوات الإضافية التي ربما تقوض الكتابة الصحفية للجريدة.
وهذا ما أكده متحدث باسم الجارديان، مشيراً إلى أن الصحيفة في طريقها للانهيار متحفظاً على مناقشة تفاصيل مالية محددة. وحاولت بوليتيكو التواصل مع رئيس التحرير كاثرين فاينر بشأن مستقبل الصحيفة ولكن لم تنجح بالحصول على الأجوبة.
ومن جهة ثانية، لا يبدو أن الإدارة تفكر في تحويل كل محتواها إلى محتوى مدفوع، لكن سواء فرضت رسومًا على القراء أم لا، فإن صمود الصحيفة سيعتمد على تقليل النفقات بصورة جذرية وكبيرة.