رسالة القمة الخليجية الـ39.. "وحدة" في مواجهة التحديات
القمة الخليحية ناقشت عددا من القضايا التي تخص الشأنين العربي والدولي، بينها تدخلات إيران والقضية الفلسطينية وظاهرة الإرهاب.
لم يكن تكرار كلمة "وحدة" أكثر من مرة خلال القمة الخليجية التي استضافتها الرياض، الأحد، مصادفة، لكنها كانت الرسالة الأبرز لقادة الخليج في قمتهم الـ39.
وسعى قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى توجيه رسالة قوية للمنطقة والعالم بأنهم "متحدون" أمام التحديات كافة، لا سيما الإرهاب والأنشطة العدائية لإيران وغيرهما.
وبدت الرسالة قوية منذ الجلسة الافتتاحية للقمة، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن مجلس التعاون الخليجي قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والرخاء لمواطني الخليج، مضيفا "حريصون على صيانة كيان مجلس التعاون الخليجي".
وقال خادم الحرمين الشريفين إن ما تقوم به إيران "يتطلب منا العمل مع شركائنا من أجل حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة"، مؤكداً أن "النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية بمساندة القوى المتطرفة والإرهابية"، مشيرا إلى أن "القوى الإرهابية تهدد أمننا في الخليج والوطن العربي".
كما لم يغفل البيان الختامي للقمة الخليجية الـ39 والذي سمي بـ"إعلان الرياض" ضرورة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة وظاهرة الإرهاب والتدخلات الإيرانية، ولم يغفل أيضا القضية الفلسطينية ودعمها، وحرصه على العملية السياسية في اليمن.
وشدد البيان الختامي على أهمية التمسك بمجلس التعاون الخليجي لمواجهة تحديات المنطقة، وأهمية استكمال البرامج والمشاريع، تحقيقا لرؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأشار "إعلان الرياض" إلى أنه بعد مرور نحو 37 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية تثبت المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة أهمية التمسك بمسيرة المجلس وتعزيز العمل الجماعي.
وأكد قادة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، في البيان، حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والتاريخ العريق والمصير المشترك، ووحدة الهدف الذي يجمعها وتربط بين أبنائها.
ولفت البيان إلى أن مجلس التعاون حقق إنجازات مهمة خلال مسيرته، ما أسهم في جعل هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي، كما تم تحقيق الكثير من الإنجازات نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة.
واستدرك "إلا أن التحديات المستجدة التي نواجهها اليوم تستوجب تحقيق المزيد لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، واستكمال خطوات وبرامج ومشروعات التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري".
وقال إن جميع دول مجلس التعاون الخليجي قدمت خلال العقود الماضية رؤى طموحة لمسيرة المجلس، أطلقت من خلالها مشاريع تكاملية مهمة في جميع المجالات، تهدف إلى استثمار ثروات دول المجلس البشرية والاقتصادية لما فيه مصلحة المواطن في دول مجلس التعاون.
وخلال كلمته لم يغفل كذلك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني تأكيده على أهمية الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وعبر عن وافر الاعتزاز والعرفان للجهود الحثيثة والمساعي الموفقة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من أجل ترسيخ العمل الخليجي المشترك، وتأكيد تلاحم دول المجلس وتكاتفها وتضامنها، وتعميق روابط الأخوة والمحبة بين شعوبها.
وقال الزياني إن هذه القمة الخليجية تنعقد في ظل أوضاع إقليمية حساسة وتحديات صعبة تتطلب من دول مجلس التعاون مزيدا من التضامن والتلاحم، وقدرا كبيرا من العمل الجاد لمواصلة الجهود لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس، وترسيخ القواعد التي قامت عليها هذه المنظومة الشامخة التي أصبحت محط أنظار وتقدير دول العالم.
وأشاد بحرص واهتمام قادة دول المجلس بمسيرة العمل الخليجي المشترك وتطويرها باستمرار لضمان تحقيق أهدافها النبيلة، وعزمهم الصادق على أن يظل مجلس التعاون كياناً متماسكاً راسخاً.
كما عبر عن عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة، كحصن منيع لحفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن مكتسبات وإنجازات دوله ومواطنيه، وضمان أمن واستقرار المنطقة، وواحة للنماء والازدهار والرخاء.
من جانبه، حذر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت من خطورة الأوضاع والتحديات التي تعيشها المنطقة، وتصاعد وتيرتها بشكل مقلق، ما يدعو إلى تعزيز العمل المشترك لدعم مسيرة التعاون الخليجي.
وأشار إلى توصل دول المجلس إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية التي تؤكد حيوية وفعالية مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وعن إيران، أكد أمير دولة الكويت أهمية أن تستند العلاقات معها على المبادئ التي أقرھا ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتھا عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة الدول، والالتزام بقواعد حسن الجوار، تحقيقا لكل ما نتطلع إليه جميعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا.
وأشار إلى أن الكويت استجابت بتقديم الدعم اللوجستي لمشاورات اليمن المنعقدة في السويد، وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216، مشيدا بجهود دولة السويد في رعاية هذه المشاورات وسعيها إلى توفير الظروف المناسبة لإنجاحها.
وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفد بلاده المشارك في القمة الـ39 بالرياض.
والقمة الخليجية الـ39 هي ثامن قمة خليجية اعتيادية تستضيفها السعودية منذ نشأة المجلس، إضافة إلى قمة استثنائية استضافتها عام 2009 لبحث الأوضاع في قطاع غزة.
ومنذ أول قمة خليجية عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال شهر مايو/ أيار عام 1981، وانتهاء بآخر قمة استضافتها الكويت عام 2017، ثم القمة الأخيرة في الرياض 9 ديسمبر الجاري، مر قطار القمم الخليجية بـمحطات مهمة على مدار 38 عاما، ورغم ما مرت به المنطقة من ظروف وتحديات استمرت دورية انعقاد القمم الخليجية طوال نحو 4 عقود.
وتعد قمة الرياض ثاني قمة خليجية بعد قيام السعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر، في يونيو/حزيران من العام الماضي، بقطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة الإرهاب، بعد القمة التي استضافتها الكويت العام الماضي.