مثقفو الإمارات لـ"العين": "قانون القراءة" يضيء منابر المعرفة في العالم العربي
العين" استطلعت آراء المثقفين والأدباء في الإمارات لترى بعيونهم أهمية قانون القراءة في اللحظات الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية.
أجمعت الأوساط الثقافية في الإمارات على أن قانون القراءة الذي أصدره الأحد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خطوة فاعلة وفريدة من نوعها تضيء منابر العلم والمعرفة في العالم العربي بأكمله، وتعزز أحقية الإمارات لتكون "عاصمة الثقافة والقراءة والمعرفة والمحتوى"، بما لديها من معارض للكتاب، ومهرجانات للثقافة، وجوائز للأدباء والشعراء، ومبادرات لحماية اللغة والتشجيع على القراءة.
"العين" استطلعت آراء المثقفين والأدباء في الإمارات لترى بعيونهم مدى أهمية هذا القانون في اللحظات الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية.
صالحة غابش: بناء الانسان قبل العمران
صالحة غابش مدير المكتب الثقافي والإعلامي التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ترى أن الاهتمام بالقراءة والثقافة ومنابر العلم والمعرفة ليس وليداً أو جديداً، بل سجلت صفحات التاريخ اهتمام القيادة الرشيدة للدولة، بالقراءة والعلم والمعرفة، من خلال رؤية مستدامة وضعها مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي ولازالت تركز على بناء الإنسان قبل العمران، وتسهم في تحول الإمارات خلال فترة وجيزة، إلى مركز ومنارة للفنون والثقافة في المنطقة والعالم، لتكون نموذجاً فريداً للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين مختلف الجنسيات.
وأضافت غابش أن من أهم مميزات هذا القانون أنه الأول من نوعه في المنطقة العربية، ويضع الأطر التشريعية لترسيخ القراءة، ويُلزم الحكومة بالتدخل المبكر للقراءة، والجديد انه يعطي الموظف الحق في القراءة ضمن ساعات العمل، ولا شك أنه يؤكد لكل دول العالم وليس للمنطقة العربية فحسب، أن القراءة هي مفتاح من أهم مفاتيح الرقي والتقدم.
طلال سالم: مسار جديد لحل أزمة المطالعة
ثمن الشاعر والإعلامي طلال سالم، جهود قيادة الإمارات الرشيدة في دعم مسيرة العلم والمعرفة والثقافة، قائلاً: إن قانون القراءة جاء لينير دروب المعرفة أمام أبناء الوطن، فهي غذاء الروح وتعطي الفرد قيمة عالية ومكانة رفيعة، وتسهم في تحقيق التفاهم والحوار المتبادل والانسجام بين أفراد المجتمع، وفي رأيي أن هذا القانون وضع مسارات جديدة لحل أزمة المطالعة، وآليات التعاطي مع القراءة في المرحلة المقبلة، لذا أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة، تنافسية غير مسبوقة بين الأبناء والطلاب في المدارس مما سيفرز عنها نتائج باهرة حول الارتقاء بالقراء والمطالعة ومفاهيمها.
عادل خزام: يضع الأسرة أمام مسؤولياتها
الشاعر عادل خزام بدأ حديثه واصفاً القانون بأنه عظيم بل ويدعو للفخر ويفوق بريادته ما شرعه الخليفة العباسي المأمون في العصر الذي ازدهرت فيه الحضارة العربية، ويشكل نقلة إنسانية ونوعية، فيكفي أنه يضع الكتاب أمام الإنسان منذ بواكير طفولته، ويُحمل الأسرة بأكملها مسؤولية ترسيخ حب القراءة لدى أبنائهم.
علي العبدان: يعيد للغتنا العربية اعتبارها
بينما أشار الفنان والباحث الإماراتي علي العبدان إلى شمولية القانون، حيث أنه تضمن إنشاء الصندوق الوطني للقراءة، الذي يوفر الدعم المالي لإبراز الكتاب ولاستمرار المشروع بشكل دائم، وهذا سينعكس بالإيجاب على فكر المجتمع وينقله عبر مراحل عدة إلى أفق جديد، وسيفتح أمامه معارف إنسانية جديدة، كما أنه سيرسخ اللغة العربية مبدأ ويعيد لها اعتبارها.
صالحة عبيد: يبلور الواقع ويلمس الفقر المعرفي
الشاعرة والكاتبة صالحة عبيد بدأت حديثها مؤكدة أن قانون القراءة جاء خصيصاً ليبلور الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية بأكملها ليلمس الفقر المعرفي الذي أصاب المجتمعات، ويدق نواقيس الخطر، من أجل النهوض بالمستويات الفكرية لدى جميع أفراد المجتمع.
وأشارت صالحة أن القانون يعيد للغة العربية مكانتها، ويرسخ مفاهيمها في نفوس أجيال المستقبل، وتهيئة الفرص المناسبة لأجيالنا المقبلة لاكتساب الخبرات المتنوعة، والأهم والأجمل هو ما يهدف إليه هذا القانون الأسطوري من غرس حب الكتاب داخل نفوس الأطفال، والإقبال عليها بشغف منذ وقت مبكر من أعمارهم، وهذه مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة.