مثقفو فلسطين: "قانون القراءة" ملهم ولا نظير له في العالم العربي
مسؤولون ومثقفون فلسطينيون يشيدون بقانون القراءة والذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، داعين لإقرار مثل هذا القانون في الدول العربية ومن ضمنها فلسطين.
أشاد مسؤولون ومثقفون فلسطينيون بالقانون الذي أصدره رئيس دولة الإمارات المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي يعد أول قانون للقراءة في العالم العربي، داعين إلى ضرورة إقرار مثل هذا القانون في الدول العربية ومن ضمنها فلسطين.
وأكدوا في أحاديث منفصلة لـ"بوابة العين"، أن إصدار هذا القانون خطوة جديرة بالاهتمام، ووصفوها بالحضارية، مشيدين بالقيادة الإماراتية التي أدركت بوعيها وحسن بصيرتها أهمية القراءة في تكوين الشخصية الوطنية المنتمية والواعية لمتطلبات النمو والتقدم في المجتمع.
ورحب مدير عام الآداب والنشر والمكتبات بوزارة الثقافة الفلسطينية، عبدالسلام العطاري، بإصدار هذا القانون في دولة الإمارات الشقيقة، مؤكداً أن وزارة الثقافة الفلسطينية تثمن أي فكرة أو جهد يعود بالفائدة على الإنسان خصوصاً القراءة التي تعد لبنة المجتمع الأولى في المرحلة التربوية التعليمية الأولى من خلال توفير أسس علمية وتقنية ومعايير لجهاز التربية والتعليم في هذه المرحلة.
وأضاف، في حديثه لـ"بوابة العين"، أن هذا القانون يتيح أيضاً امتيازات كبيرة للكتاب ودور النشر، لعل أبرزها رفع القيود الضريبية عن الكتاب سواءً المحلي أو العربي وإعفاء دور النشر الحقيقية والمؤهلة من الرسوم التي تثقل بالنهاية ثمن الكتاب حتى يكون الكتاب في متناول الجميع من منطلق أن للجميع الحق في القراءة وأن يتاح لهم القدرة بالحصول على الكتاب.
وعن إمكانية تطبيقه في فلسطين، قال العطاري إن ذلك يمكن في حال تضافر جهود الكل الفلسطيني على مختلف المستويات السياسة والثقافية والتربوية والتعليمية وإلى جانبها الاقتصادية التي يمكن أن تعزز دورها في المجتمع من خلال دعمها للمبادرات الخاصة بهذا الأمر، والمساهمة الحقيقية بالاستثمار بالإنسان من خلال دعمها لفضاءات الإبداع ودعم حركة التأليف والنشر بما يعزز من القراءة في المجتمع.
واعتبر رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني، الأستاذ الدكتور حسن السلوادي، أن خطوة دولة الإمارات جديرة بالاهتمام، مقدماً تهانيه لشعب الإمارات بصدور هذا القرار الذي وصفه بالحضاري والذي يصدر عن قيادة ملهمة أدركت بوعيها وحسن بصيرتها أهمية القراءة في تكوين الشخصية الوطنية المنتمية والواعية لمتطلبات النمو والتقدم في المجتمع.
وأشار، في حديثه لـ"بوابةالعين"، إلى أن هذا القانون الملهم لا يوجد له نظير في عالمنا العربي، داعياً الدول العربية ومن بينها فلسطين إلى أن تنهج نهج الإمارات وتحذو حذوها في استصدار قوانين من هذا القبيل لنثبت فعلاً وواقعاً "أننا أمة تقرأ".
ورأى السلوادي الذي يشغل منصب عميد الدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة، أن هذا القانون المبدع جاء في وقته تماماً خصوصاً وأن الجيل الحالي يشهد عزوفاً عن القراءة الجادة وتلهيه سفاسف الأمور والثقافة السطحية عن ممارسة فعل القراءة النافعة التي تغذي العقول وتشحذ الهمم كون القراءة هي السبيل الأنجع لنهضة الأمة، ورفاهيتها، وانطلاقها في ميادين المعرفة، إلى جانب امتلاكها ناصية الإبداع والتميز في شتى الميادين.
وتابع: "الجميل في هذا القانون أنه حدد آليات تنفيذه ورسم ما يشبه خريطة الطريق لتطبيقه برؤية ناضجة ومشاركة فاعلة من المؤسسات الرسمية في الإمارات... لذلك فإن إمكانات نجاحه كبيرة وسيكون له مردود إيجابي يشمل كل قطاعات المجتمع وأطيافه".
وعبرت الروائية والفنانة التشكيلية من حيفا رجاء بكرية عن غبطتها بهذا القانون، وتسميته، وقالت: "قانون القراءة.. أطربتني التسمية.. دعني أعترف أني معجبة بهذه الحالة السّاحرة التي تشغل رئيس دولة، وتشكّل هاجس أيّامِهِ".
وتابعت، في حديثها لـ"بوابة العين"، قائلة: "أن يستثمر رئيس دولة واسعة بالإنسان يعني أن يجعل الثّقافة رهينة في حقل الإبداع، وأنّهُ لن يفرج عنها قبل أن تصيرَ إلى واقعٍ يمشي على شوق، شوق الكلمة".
ولفتت بكرية إلى إنجازات الإمارات، وقالت: "ليست المرّة الأولى الّتي أسمع فيها عن إنجازات هذا البلد الجميل (الإمارات) في حقل الثّقافة، وثقافة استثنائيّة ملفتة، وليست الأولى الّتي أغارُ من حرصهِ على نعناع الرّوح. بلدٌ يستزيد من الثّقافة حفاظاً على البقاء، مشاريعهُ ملفتة، واستثنائيّة حدّ أنّك تتساءل، من أيّ نبعٍ ينهل قلبه، فالقلب هو من يحيي الرّأس بعينيّ وليس العكس. طوبى لأمّة تحيا الكلمة قلباً، وتدوّخ المُخيّلة عطراً"..
وبدأت الشاعرة الفلسطينية إلهام أبو ظاهر، حديثها لـ "العين"، بمقولة: "لن يهزم شعب يقرأ، مؤكدة أن هذه المقولة ترددها دائماً لقناعتها الراسخة أن القراءة غذاء العقل والروح وانبلاج الوعي من وسط الغمام.. من يقرأ يعرف.. ومن يعرف يفهم.. ومن يفهم ينتج.. ومن ينتج فهو مواطن صالح".
وأوضحت أنها لم تستغرب من إصدار الإمارات لهذا القانون؛ لأن دولة الإمارات أرض لكل جديد ومميز، مشيرة إلى أن هذا القانون سيكون بداية المرحلة لمراحل أكثر تطوراً ومنفعة، كما أن هذه الفكرة ستمتد لدول مجاورة.
وقالت الكاتبة والأديبة الفلسطينية، تمارا حداد، إن فلسطين بحاجة ماسة لهذا القانون؛ لأن القراءة هي أساس الفكر والوعي السليم والثقافة لأن الفرد يكتسب منها العديد من المعارف وتؤدي إلى تطوير الإنسان.
وأشادت، في حديثها لـ"العين"، بقرار رئيس دولة الإمارات لتشجيع القراءة بهذا القانون؛ لأن القراءة هي مفتاح لتقدم الأمم ومنبع للنهوض والتقدم.
وأوضحت "حداد" أن فلسطين تعاني من نسبة متدنية في القراءة، داعية المجلس التشريعي الفلسطيني لإقرار قانون على شاكلة القانون الإماراتي لتشجيع القراءة لما لها فائدة كبيرة تعود على المجتمع.