البطريرك الماروني يهاجم ساسة لبنان ويحث عون على التحرك
الراعي يقول إن المسؤولين السياسيين في لبنان لا يمتلكون الجرأة والحرية الداخلية للالتقاء وإيجاد السبل للخروج من أسباب معاناتنا
شن البطريرك الماروني في لبنان هجوما لاذعا على السياسيين، الأحد، لفشلهم في علاج الانهيار الاقتصادي الذي دفع العديد من الناس إلى الفقر، وذلك في ضغط آخر على زعماء البلد الذي تتفاقم أزمته.
واتهم البطريرك بشارة بطرس الراعي، أكبر رجل دين مسيحي في البلاد، السياسيين بالتفكير فقط في مصالحهم الخاصة وحث الرئيس ميشال عون على التحرك.
وقال: "يبدو أن هؤلاء السياسيين يريدون بذلك إخفاء مسؤوليتهم عن إفراغ خزينة الدولة، وعدم إجراء أي إصلاح في الهيكليات والقطاعات"، بحسب رويترز.
وأضاف الراعي، أن "المسؤولين السياسيين، من مختلف مواقعهم، لا يمتلكون الجرأة والحرية الداخلية للالتقاء وإيجاد السبل للخروج من أسباب معاناتنا السياسية".
كما حذر من أن ذلك يحرم البلاد من المساعدة التي يحتاجها من المانحين الأجانب.
وانحسرت آمال الخلاص عن طريق إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في ظل عجز الحكومة، أو عدم رغبتها، في تنفيذ إصلاحات بسبب الاجندات المتعارضة لزعماء من طوائف مختلفة لا يرغبون في التنازل عن سلطات أو امتيازات.
وتُعتبر الأزمة، التي دمرت العملة المحلية وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة، أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وظهرت المصاعب الاقتصادية، الناجمة عن الهدر والفساد الحكومي، العام الماضي بعد تباطؤ تدفقات رؤوس الأموال وتفجر احتجاجات ضد زعماء لا يزالون في السلطة منذ الحرب.
ويتولى الرئاسة في لبنان مسيحي ماروني وفقا للنظام السياسي الذي يوزع المناصب القيادية على أسس طائفية.
وفي خطبة أخرى وسط بيروت، الأحد، انتقد المطران إلياس عودة، رئيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية النخبة السياسية أيضا.
وقال عودة "يا قادة بلادنا المحترمين، أخاطب ما تبقى فيكم من ضمير. هل تنامون مرتاحين ومن أستلمتم مسؤولية رعايتهم يتضورون جوعا، ويموتون عطشا وانتحارا؟".
وشيع العشرات لبنانيا في وقت سابق بعدما انتحر في ضاحية مزدحمة ببيروت وألقوا باللوم على زعماء البلاد في الصعاب التي قالوا إنها دفعته للانتحار.