انتحار لبنانيين اثنين.. غضب يتصاعد وتحذير من ثورة جياع
ناشطون يدعون لمسيرات حدادا على أرواح اللبنانيين، رافعين شعارات رافضة للأوضاع المعيشية السيئة، ومحملين الطبقة السياسية المسؤولية كاملة
أثار انتحار لبنانيين اثنين في يوم واحد نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، موجة غضب واسعة، على الواقع، وصفحات التواصل الاجتماعي، وانتقادات للطبقة السياسية الحاكمة، وتحذيرات من ثورة جياع.
فعقب انتشار أنباء انتحار أكثر من لبناني جراء الظروف الاقتصادية، دعا ناشطون لمسيرات حدادا على أرواح اللبنانيين، رافعين شعارات رافضة للأوضاع المعيشية السيئة، ومحملين الطبقة السياسة المسؤولية كاملة، ومطالبين بإيجاد حلول.
وفي صباح، الجمعة، انتحر شاب يدعي محمد علي الهق، عبر إطلاق النار على نفسه، قرب أحد مقاهي شارع الحمرا في بيروت، أمام المارة، ووجدت ورقة على صدره كتب عليها "أنا مش كافر بس الجوع كافر".
وعند الظهر، أعلن عن انتحار شاب آخر في صيدا، جنوب لبنان، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أنه عثر عليه جثة داخل شقته في بلدة جدرا، قبل أن يؤكد أقرباؤه أنه انتحر نتيجة الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرته على تأمين معيشة عائلته.
ولقيت أخبار الانتحار جراء الأوضاع المعيشية الصعبة، غضب شعبي واسع في لبنان، ودعوات لمسيرات منددة بالأوضاع، واتهامات للطبقة السياسة بإفقار الشعب.
ودعا ناشطون من مجموعة "أنا مستقل" إلى مسيرة جابت شوارع صيدا، واجتمعوا في وقفة في ساحة إيليا، في صيدا، حدادا على روح اللبنانيين، وقفوا دقيقة صمت أضاءوا خلالها هواتفهم.
وعمد البعض إلى افتراش الأرض وقطع الطريق، رافعين لافتات تحمل الطبقة السياسية مسؤولية "الانتحار".
واحتلت الكلمات الأخيرة التي كتبها محمد، وسائل التواصل الاجتماعي حيث تصدر هاشتاج "أنا مش كافر" التعليقات، محملين الطبقة السياسية والسلطة ما آلت إليه الأوضاع.
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "الأزمة السياسية هي التي ولدت الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية"، داعيا المسؤولين "للعودة لضمائرهم وتحمل مسؤولياتهم الخطيرة".
أنا مش كافر
وحمّل النائب السابق فارس سعيد دم كل شاب ينهي حياته بسبب اليأس في أعناق الرؤساء الثلاثة، وكتب على حسابه على تويتر:" دم كل شاب ينهي حياته بسبب اليأس في أعناق الرؤساء الثلاثة عون وبرّي ودياب وكل الأحزاب التي لا تنتفض لكرامة الإنسان".
من جهته، كتب الوزير السابق محمد المشنوق عبر حسابه الخاص على "تويتر": لبناني من البقاع انتحر اليوم يائسا جائعا بشارع الحمرا تاركا سجله العدلي النظيف وعبارة أنا مش كافر".
وأضاف الجوع كافر يا تحالف السلطة الكافرة، والرجل عينة من 50% من اللبنانيين تحت خط الفقر، تذكروا جيدا لأنه سيكون شرارة انتفاضة الجياع في لبنان وستكون نهايتكم تحت أقدامها".
كتب النائب نعمة افرام عبر حسابه على "تويتر" "آلمتني صرختك يا شهيد الجوع تقول: لستُ بكافر الجوع كافر ... وصلتني رسالتك وتأكد لستَ بكافر بل هم. وأعدك لن يذهب موتك سدى فسيكون الشرارة التي ستبدل المقاييس وتستعجل التغيير".
وفي سياق متصل، تعرض ناشط سياسي للاعتداء عليه، جراء مواقفه السياسية، وهو ما لقى استياء شعبيا وتضامنا واسعا.
ونشر الحركة فيديو مباشر على صفحته على فيسبوك بعد تعرضه للضرب والدم يملأ وجهه، قائلا وبعد انتهائه من مقابلة على "إذاعة صوت لبنان" تعرض له عند خروجه، 4 أشخاص كانوا يستقلون دراجتين ناريتين اعتدوا عليه بشكل مخيف بالضرب بآلات حادّة ما أدى إلى تعرضه لنزيف في الوجه والفم.
وكتبت وزيرة العدل ماري كلود نجم عبر حسابها على تويتر قائلة:" كل التضامن مع المحامي، والناشط واصف الحركة وكل ضحايا حرية التعبير، مصرّون على ملاحقة ومحاسبة المعتدين أينما كانوا وإلى أيّ جهةٍ انتموا، لا للتهاون والمساومات في قضايا العدالة."
وأصدر محامو تيار المستقبل بيانا استنكروا فيه الاعتداء على الحركة واصفين اياه بـ "عمل جبان من جملة ممارسات الترهيب التي تستهدف الحريات".