تشكيل الحكومة الجديدة في مصر.. ملفات شائكة تنتظر المجموعة الاقتصادية
أدت الحكومة المصرية الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إذ شملت تغييرًا واسعًا للحقيبة الاقتصادية.
وشهدت الحقيبة الاقتصادية تغيير كافة الوزراء، باستثناء 3 وزراء، هم التعاون الدولي الذي تم دمجها مع التخطيط والتنمية الاقتصادية، والنقل التي دمجت مع الصناعة، بالإضافة إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
قناص التمويلات
عمل أحمد كُجوك مع عدد من وزراء المالية بدايةً من الوزير الأسبق يوسف بطرس غالي، انتهاءً بمحمد معيط، ما أهله لخلافته في الوزارة، حيث شغل منصب نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسة لنحو 6 سنوات ونصف.
لعب “كجوك” دورًا مهمًا في التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار عام 2016، والقرض الحالي بقيمة 8 مليارات دولار، حيث يحظى بعلاقات دولية طيبة قد ترقى إلى صداقة في أوساط المؤسسات المالية والتمويلية الإقليمية والعالمية.
ويأتي على رأس أولويات الوزير الجديد تنفيذ بنود برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليها مع صندوق النقد، وخفض حجم الدين، وزيادة الناتج المحلي.
رجل الاستثمار
أحد أبرز الوزراء الجدد في المجموعة الاقتصادية هو حسن الخطيب، الذي سيشغل منصب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وهو منصب مستحدث، ويتمتع بخبرة تتجاوز 35 عامًا في مجالي الاستثمار والبنوك.
وشغل "الخطيب" عضوية غير تنفيذية في مجلس إدارة البنك المركزي، وسبق أن كان عضوًا في مجلس إدارة صندوق مصر السيادي من عام 2019 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ومن 2014 إلى 2023، شغل منصب المدير التنفيذي للاستثمار المباشر في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، سبقه أن كان مديرًا لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط لقطاعات الصناعة والتجارة في البنك نفسه.
كما شغل عدة مناصب قيادية في شركات بارزة، على رأسها رئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية للتنمية السياحية من 2011 إلى 2012، وشركة وادي النيل للأسمنت من 2006 إلى2007، والمدير التنفيذي لشركة العبور للصناعات المعدنية من 2000 إلى 2001، والمدير التنفيذي لمجموعة كارلايل من2007 حتى 2011.
وعلى رأس الملفات التي تنتظر وزارة الاستثمار بعد عودتها هي وضع الخطط الاقتصادية وجذب الاستثمارات الخارجية والمزيد من رؤوس الأموال.
رجل القطاع العام
يقود وزارة قطاع الأعمال العام، محمد شيمي، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة Energy Cadence، وهو ليس غريبًا عن العمل الحكومي، حيث بدأ مسيرته المهنية بعد تخرجه من كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1985 في وزارة الدفاع بإدارة المشروعات كمهندس من 1985 إلى 1988.
في عام 1989، انضم إلى شركة "جابكو" للبترول وتدرج في عدة مناصب فنية وإدارية حتى غادرها عام 1998 لينضم إلى شركة مصر للصيانة "صان مصر" كمدير لقطاع الخدمات الفنية، وترقى في الشركة حتى غادرها في عام 2009 وهو مساعد رئيس مجلس الإدارة للخدمات الفنية.
وفي مارس/آذار 2009، تم تعيينه رئيسًا للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وعندما غادر الشركة، نظم عمال المترو احتجاجات مطالبين بعودته، فهو معروف بحبه للعمل الميداني.
وترأس أيضًا شركة بتروجيت من 2012 إلى 2017، قبل أن ينتقل لمنصب وكيل إدارة شؤون المشروعات بوزارة البترول، ثم أصبح رئيسًا لشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول من أغسطس/آب 2017 إلى سبتمبر/أيلول 2018.
وينتظر الوزير ملف الطروحات الحكومية للشركات التابعة لوزارته، للشراكة مع القطاع الخاص وإتاحة الفرصة له، بجانب تعزيز كفاءة مختلف الشركات، وتشغيل خطوط إنتاج جديدة.
من البريد إلى التموين
بعد أربع سنوات من النجاح في قيادة هيئة البريد المصري، ينتقل شريف فاروق إلى وزارة التموين والتجارة الداخلية، فهو يمتلك خبرة تتجاوز 30 عامًا في العمل العام والقطاع المصرفي وإدارة مخاطر الائتمان.
وخلال فترة رئاسته لهيئة البريد، حقق العديد من الإنجازات، منها تطوير 3840 مكتب بريد، ورفع عدد منافذ البريد إلى 4527 منفذًا من حوالي 3986 منفذًا في يونيو 2020.
فاروق الذي تخرج في كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1987، عضوًا بمجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي منذ مارس/آذار 2022، والبنك المصري الخليجي منذ يوليو/تموز 2021، بالإضافة إلى بنك ناصر الاجتماعي.
كما كان عضوًا في مجلس إدارة شركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية ممثلاً عن بنك ناصر، ويحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة عين شمس وماجستير في الصناعة المصرفية من الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية.
تنتظر "فاروق" حقيبة ثقيلة تحتك بالمواطن مباشرة، لتوفير التموين وسط اتجاه الدولة لتحويل الدعم من عيني إلى نقدي، فضلا عن ملف رغيف الخبز، بجانب السلع الاستراتيجية، والرقابة والسيطرة على الأسواق، وهي جميعها ملفات شغلت المواطن خلال الشهور الأخيرة.
رجل البترول قادمًا من القطاع الخاص
أحد الوجوه القادمة من القطاع الخاص إلى الحكومة الجديدة، وتحديدًا لحقيبة البترول والثروة المعدنية، هو المهندس كريم بدوي، ويشغل منصب الرئيس الإقليمي لشركة شلمبرجير العالمية في مصر وشرق المتوسط.
وتخرج بدوي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قسم الميكانيكا، دفعة عام 1995، ولديه شهادة ماجستير في الهندسة الميكانيكية، ويمتلك خبرة تتجاوز 24 عامًا في قطاع البترول، إذ انضم إلى شلمبرجير مبكرًا عام 2000 كمدير للخدمة الميدانية في فرع الشركة بأسكتلندا، وتدرج في عدة مناصب حتى شغل منصب الرئيس الإقليمي للشركة.
خطة مصر لمواجهة أزمة الكهرباء بالطاقة المتجددة.. قدرات واعدة وحوافز استثمارية
الوزير الأصغر سنا
وزير الإسكان الجديد شريف شربيني، هو الأصغر سنًا في الحكومة، وحاصل على بكالوريوس الهندسة بجامعة الزقازيق دفعة عام 2005، وانضم فور تخرجه إلى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث تدرج في عدة مناصب حتى وصل إلى منصبه الحالي كرئيس جهاز تنمية العاصمة الإدارية الجديدة منذ عام 2021، وقبلها كان رئيسًا لجهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر.
في عام 2018، شغل شربيني منصب رئيس جهاز تنمية مدينة الشروق، كما عمل نائبًا لرئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة للطرق والتطوير، ونائبًا لرئيس جهاز مدينة بدر للطرق والكهرباء، ومعاونًا لرئيس جهاز مدينة بدر.
تنتظر الوزير الجديد مجموعة من الملفات ذات الأولوية، على رأسها الإسكان الاجتماعي وتطوير العشوائيات، فضلًا عن تصدير العقار الذي لجأت له الدولة لتوفير مصدر جديد للنقد الأجنبي.
من قطاع الأعمال إلى الكهرباء
بعد 23 شهرًا قضاها على رأس وزارة قطاع الأعمال العام ينتقل محمود عصمت إلى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وخلال توليه قطاع الأعمال، أعاد تشغيل بعض الشركات وتجديد معداتها، وأحيا المصانع المغلقة عبر شراكات مع القطاع الخاص.
نجح في زيادة إنتاجية الشركات العاملة مثل مصنع الألمنيوم ومصنع الحرير الصناعي ومنتجات البوليستر، وقام بتشغيل مصانع الغزل والنسيج بالمحلة بعد تجديدها.
اليوم، أكدت مصادر حكومية انتقاله لتولي وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
عصمت البالغ من العمر 70 عامًا، عمل معيدًا بكلية الهندسة جامعة حلوان لعام واحد، ثم انتقل إلى هيئة قناة السويس لـ6 سنوات، كما عمل في مجال البترول بصناعة البتروكيماويات بشركة قطر للبترول، وقضى 10 سنوات في شركة أبوظبي لتسييل الغاز، و15 عامًا في شركة "بيبرل آند فوكس" الألمانية مديرًا للشرق الأوسط، وتولى عصمت مناصب استشارية في شركات مثل "يونيون فينوسا" لتسييل الغاز بدمياط، و"سي جاز"، و"موبكو للأسمدة"، و"نوسبكو".
وتنتظره المشكلة الأكثر أهمية للمواطن المصري في الوقت الحالي، وهي خطة تخفيف الأحمال، وسط انقطاع مستمر ومتزايد للتيار الكهربائي، ونقص إمدادات الغاز الطبيعي، بجانب مساعي الحكومة لإلغاء دعم الكهرباء خلال 4 سنوات.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg
جزيرة ام اند امز