حلم مصر النووي يخرج للنور.. بدء أولى خطوات بناء "الضبعة"
تضع مصر، اليوم الأربعاء، الصبة الخرسانية لإنشاء الوحدة الأولى لمحطة الطاقة النووية في الضبعة شمال غربي البلاد بالتعاون مع روسيا.
وقالت هيئة المحطات النووية المصرية لتوليد الكهرباء، إن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية عنصر مهم في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، رؤية مصر 2030.
وتنظم الهيئة اليوم الأربعاء حفلا هندسيا بمناسبة بدء أعمال صب الخرسانة لأول وحدة نووية داخل محطة الضبعة النووية بحضور عدد كبير من رجال الدولة وممثلي كبرى الشركات العاملة بالمشروع، وذلك بعد أيام من صدور إذن الإنشاءات من هيئة الرقابة النووية.
وقالت هيئة المحطات النووية، إن محطة الضبعة النووية تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث المتقدم (الثالث بلس) (مفاعلات القدرة المائية-المائية VVER بقدرة 1200 ميجاوات) والتي تُعد من أكثر مفاعلات الطاقة النووية تطورًا في العالم، وتتميز بقدراتها المطورة في مجالي الأمان والابتكار، وتتوافق مفاعلات الجيل الثالث بلس مع معايير الأمان والسلامة الدولية الصارمة.
وأشارت الهيئة عبر موقعها الإلكتروني إلى أنه تم تصميم المفاعلات لتتحمل أكثر الظروف قسوة، والتي تمثل أول مفاعل من مفاعلات الجيل الثالث بلس لعدد لا حصر له من اختبارات التحمل بما يحاكي الحوادث المحتملة، وبشكل يتخطى بكثير كل الظروف والكوارث المعتادة، بما في ذلك كارثة محطة فوكوشيما النووية في اليابان.
وأضافت أن تنفيذ مشروع الضبعة النووى يوفر العديد من الفوائد لمصر، من بينها التنوع في مصادر الطاقة، وتوفير قدرة توليد عالية، ما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة اعتمادية ومستدامة.
وفي تصريحات سابقة، قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء المصري، سيتم التشغيل التجاري للمفاعل السلمي بحلول 2026 بمحطة الضبعة، لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجاوات.
وأوضح أن هيئة المحطات النووية ملتزمة بالجدول الزمني لتنفيذ برنامجها النووي لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجاوات بالضبعة، بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية المسؤولة عن إنشاء المحطة.
وأضاف شاكر، أنه سيتم تباعا تشغيل باقي المفاعلات وفقا للجدول الزمني للمشروع، بحسب ما نقلت صحيفة اليوم السابع المصرية المحلية.
وأوضح أنه تمت إضافة معايير سلامة إضافية بحيث تكون لها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 مترا في الثانية.
- "الطاقة الذرية الدولية" تعلق على مشروع الضبعة المصري.. ماذا قالت؟
- مصر: مفاعل الضبعة آمن ونرفض ربطه بالانفجار الروسي
وتقوم شركة "روساتوم" الروسية بتنفيذ مشروع الضبعة النووي لتوليد الطاقة الكهربائية، وستقوم بتشغيل المفاعلات النووية الروسية المتقدمة VVER-1200 من الجيل الثالث الذي يلبي أعلى معايير السلامة.
وكانت موسكو والقاهرة وقعتا اتفاقا في 2015 تشيد روسيا بموجبه محطة كهرباء نووية في مصر على أن تُقدم روسيا قرضا لتغطية تكاليف البناء.
وفي 2016 قالت الجريدة الرسمية المصرية إن قيمة القرض 25 مليار دولار وإنه سيمول 85% من قيمة كل عقد من عقود الأعمال والخدمات وشحن المعدات، وستمول مصر النسبة الباقية.
وتقع منطقة الضبعة التي تم اختيارها لبناء المفاعل النووي المصري السلمي على شواطئ البحر المتوسط في محافظة مطروح، وتبعد عن الطريق الدولي مسافة 2 كيلومتر، وبناء المشروع في الكيلو 135 بطريق "مطروح الإسكندرية" الساحلي، وسيتم تنفيذ المشروع على مساحة 45 كيلومترا مربعا، بطول 15 كيلومترا على ساحل البحر وبعمق 5 كيلومترات.
ووفقا للوثائق فإن المحطة تعد من الجيل الثالث الذي يقوم على تقليص الوقت وتكلفة البناء، كما يحتوي المفاعل من هذا الجيل على تصميم بسيط وموثوق به، ومقاومة لخطأ المشغل "العامل البشري"، ولديه استخدام عالٍ من القدرة المركبة وخدمة الحياة الخاصة بها تصل إلى 80 سنة، بالإضافة إلى الحماية من الحوادث.
وبحسب الاتحاد المهني الروسي للطاقة، فإن مشروع الضبعة النووي يوفر نحو 78 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمصريين، فضلًا عن عامل الأمان، وتوفير الطاقة النظيفة للبلاد، كما سيعالج استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء أزمة توفير الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية.
وأكد المدير العام لشركة "روساتوم" أليكسى ليخاتشوف على أهمية الحدث قائلا: "إن البدء فى بناء الوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية يعني انضمام مصر للدول المنتجة للطاقة النووية، وستبني روساتوم وحدات طاقة حديثة مجهزة بمفاعلات VVER-1200 ، وقد اكتسبنا الخبرة في مجال إنشاء وتشغيل محطات الطاقة النووية العاملة بالمفاعلات من هذا النوع داخل أراضي روسيا وخارجها.
وأصدرت هيئة تنظيم الرقابة النووية والإشعاعية تراخيص الإنشاء للوحدة الأولى والسماح بالبدء فى أعمال الصبة الخرسانية الأولى لمحطة الضبعة النووية في تاريخ 29 يونيو 2022.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز