تتوالى التحذيرات والمخاوف والأخبار التى تحذر وتلفت النظر من آن لآخر ـ وبدأب وعنف ـ إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعى
تتوالى التحذيرات والمخاوف والأخبار التى تحذر وتلفت النظر من آن لآخر ـ وبدأب وعنف ـ إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة أن هذه التحذيرات وتلك المخاوف تتعدد وتتحدد فى كل مرة من هذه الأشكال والكيانات التقنية المتقدمة على العقل والأمن العربى، فبعد أن كان من الممكن فهم الأثر الإعلامى المعروف عبر الصحافة من القرن السابع عشر ثم تأثير الراديو والتليفزيون فى القرن العشرين حتى تطورت وتصاعدت مؤثرات وسائل التواصل الاجتماعى فى القرن الحادى والعشرين من حيث انتشار مواقعها وصفحاتها لتعكس الوجه الإيجابى لوسائل الاتصالات وبالتبعية الوجه السلبى لها نحن أمام وجه سلبى لا يمكن اغفاله أو انكاره، نحن أمام خطر لابد من التعامل معه بوعى شديد.
لقد اتضح هنا الوجه السلبى فى السنوات الأخيرة خاصة السنوات الخمس الأخيرة التى تطورت فيها هذه الوسائل وروجت خلال أدواتها ووسائلها المتقدمة لعديد من الأخبار والقضايا والأحداث التى يمكن أن ترى فيها الوجه السلبى الخطر على الأمن القومى، وهنا نسرع بالقول اننا نؤمن بالوجه الإيجابى الفائق لهذه التقنية الرقمية التى فاقت غيرها فى الوقت الراهن، وهو ما يعكس لغة العصر التى لا يمكن تجاهلها بأي حال ولكن.. (لكن) دائما هى التى تدفعنا للاقتراب من الوجه الآخر، الوجه السلبى عند فهم حجم الخطر الذى يمكن أن يحيق بنا فى حالة اغفاله.
أننا إذا اغفلنا هذا الوجه الآخر السلبى لوسائل الاتصال لراعنا الواقع الذى يمتد بنا إلى الخطر القادم، وهو ما يعيدنا إلى أسئلة معلقة: ماذا لو أننا تركنا الحبل على الغارب لهذه الوسائل التى تخضع الآلات والأجهزة فيها لقوى خارجية؟
ان المصادر الرسمية تشير إلى أن أكثر من (28) ثمانية وعشرين مليون صوت (شخص) من شباب مصر اصبحوا من أصحاب هذه الوسائل مرتديها وزوارها ويزيد الأمر خطورة حين نعبر الغرب إلى إسرائيل التى تخصص القوات الإسرائيلية فيها أربع وحدات مهمتها مراقبة «بوستات» و «تغريدات» المصريين خاصة أن المعلومات المتداولة تؤكد أن هذه الوحدات بها ضباط يتحدثون بالعامية المصرية، ولديهم القدرة على التواصل عبر صفحات مشبوهة مع شبكات التواصل الاجتماعى ولم يعد سرا أن هذه الوحدات متطورة من الناحية الفنية والتكنولوجية إلى حد بعيد كما تعتمد فى المجال الاستخباراتى على الرصد والتنصت والتصوير والتشويش فضلا عن الوسائل المتقدمة فى هذا الصدد حتى أنه يتم استخدام طائرات دون طيار لتزود القيادات الأمنية والمخابراتية لدولة الاحتلال الإسرائيلى بالمعلومات المهمة فى هذا الصدد.
الأكثر من هذا أن المعلومات المتداولة المعروفة الآن أن اسرائيل دشنت أربع وحدات مهمتها مراقبة ورصد اصداء وتغريدات المصريين خاصة من الشباب المصرى الذى يعكف أغلبه على هذه الوسائل خاصة فى «الفيس بوك» و «تويتر» فضلا عن رصد وتتبع الأدوات الرقمية التابعة مثل «الانستجرام» وشبكات عديدة منها هذه المدونات الالكترونية فضلا عن الأدوات الرقمية الأخرى فى مقدمتها الـ «فايير».
بالإضافة إلى ذلك الأصوات التلقائية المستمرة من المواقع والصفحات الالكترونية التى تقع فى اهتمام الإسرائيليين تعبر من الشبكات الالكترونية إلى المحمول الذى يتمتع بقدر كبير من المادة المعلوماتية بما يشير إلى ذلك الخطر الكبير الذى يمكن أن يحيق بنا وبشبابنا من هذه العيون الرقمية التى تتركز فى التعرف على فكرنا ووعينا المعاصر.
الأكثر من هذا ايلاما أن ذلك كله يعبر بنا إلى ما يمكن أن ينال منا بذلك من هذه الجماعات وتلك اللجان الإرهابية التى تتحصن بالدين وتوظفه لأهدافها، فمن السهل كما نعلم أن تسعى مثل هذه الجماعات الإرهابية التى تتحصن بالدين وتدافع به عن أغراضها البذيئة أن تقدم على هذه الوسائل الكثير من الأكاذيب والترهات التى ترتدى لباس الدين لخداع الشباب بالأكاذيب والبيانات أو الشعارات الملفقة فضلا عما يردد فى هذا الصدد من ترهات وشائعات تسعى لفرض الخطاب الدينى المزعوم.
وعلى من يهمه الأمر حقا، سواء من المهتمين بالأمن القومى العربى أو المثقفين الواعين تجديد الاشارة إلى هذا الخطر وتجديد الدعوة إلى المراقبة الالكترونية وتشديد العقوبة العنيفة.
* نقلاً عن " الأهرام "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة