قبل أكثر من 1400 سنة، جاء أبرهة الأشرم من أرض الحبشة على ظهر فيله (محمود)
قبل أكثر من 1400 سنة، جاء أبرهة الأشرم من أرض الحبشة على ظهر فيله (محمود)، يجر خلفه فيلته متبختراً بقوته وجبروته مستغلاً نزاع العرب فيما بينهم آنذاك (حرب البسوس) ناوياً هدم الكعبة، فقال جد الرسول ﷺ، سيد قريش حينها، عبدالمطلب بن هاشم، مقولته الشهيرة حين توجه إلى أبرهة الحبشي مطالباً إياه بأن يرد إليه ما سلبه منه من خيلٍ، وامتعض منه أبرهة لمطلبه وأنكر عليه عدم دفاعه عن الكعبة فرد عليه: (أَنَا رَبُّ الخَيْل ولِلْبَيْتِ رَبٌ يحميه).
فأرسل ﷲ جنوده تطير فوق رؤوس الأحباش لترميهم بحجارةٍ من سجيل، جعلتهم كعصفٍ مأكول.
وبالأمس، تتغانم إيران ضعف العرب هنا وهناك فأخذت تنشر وتصدر ثورتها البغيضة بمبادئها النتنة وتستخدم أذنابها لتقتل عقيدتنا وتهلك شعوبنا ومقدراتنا علها تعود يوماً مملكةً مجوسية يعتلي عرشها كسرى.
واليوم، يطلق الحوثي ذنب الملالي في اليمن الذي استغل احترام التحالف العربي للمواثيق والعهود والأعراف الدولية والتي لولاها لما تنفس الصبح في عينيه، فتجرأ على قبلة مليار مسلم دون احترامٍ لدينٍ يدعي أنه منه ولا لبيت ﷲ ﷻ، وأخذته العزة بالإثم والعدوان، فأطلق صاروخاً باليستياً يبتغي تدمير أطهر بقاع الأرض، يبتغي بيت ﷲ الحرام ليحقق حلم الملالي بهدم عقيدتنا ومقدساتنا وليدمر قبلة المسلمين ليضع بعدها البوصلة نحو قبلةٍ يدعيها ويبتغي منها قيادة العرب والمسلمين بحبلٍ مشدودٍ على رقابهم، لا يعلمون منه إلى أي منقلبٍ ينقلبون.
وللأسف فإن كل هذه الاعتداءات والانتهاكات على بلاد الحرمين هي أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة التي تباكت على خيمة عزاء قُصفت خطأً فنددت وشجبت واستنكرت، كل هذا ومبعوثها ينام ويصحو وهو يأمل أن يصل إلى حل سلمي مع الحوثي، الذي يدين بالولاء لغير أرضه وشعبه، يدين بالولاء لنظامٍ يملؤه الحقد على العرب والمسلمين، كل هذا وهو يأمل رغم أنه يعلم بأن الحوثي تابعٌ لا متبوع، ولا يملك من أمره شيء، بل هو كالكلب يلهث خلف صاحبه لا يدري إلى أين يذهب به!!
أتستهدف بكة المكرمة قبلة المسلمين ورمزهم الخالد ونحن ننتظر؟ ماذا ننتظر ممن خان شعبه وحُرِف عقله وعقيدته، فأضحى أداةً لنظام الملالي يصدر من خلاله ثورته البغيضة، هل ننتظر أن تتساقط الكعبة حجراً حجراً لنذهب بعدها إلى الأمم المتحدة نسجل احتجاجنا لتتلطف مشكورةً وتشكل من طرفها لجنة تحقيق ربما تنتهي بإدانة الحوثي وربما تعاقبه بأن تشجب وتندد وتستنكر فعلته لا أكثر!!
وفي الوقت الذي يعتقد المسلم أن لو كان للكعبة عدو يرغب في هدمها فهو إسرائيل، يخرج علينا من يدعي الإسلام والذي بالأحرى يستغله ليثير نعراته الطائفية أولاً بين أبناء الملة الواحدة ثم يأمر أبناء طائفته بقتل وتشريد أبناء الطوائف والمذاهب الأخرى ويعزز عقيدة الكره والحقد بقصصٍ يؤلفها معمموه كل يوم على المنابر والمنصات، يخرج علينا هذا النظام الفاسد ليقول لإسرائيل وكل من يحقد على العرب والمسلمين، أنا العدو وأنا سأكفيكم وأدمر عقيدتهم وعقائدهم وشعائرهم.
والحقيقة أنه كلما زاد على الملالي الخناق وضاقت عليه سبُل ضرب المملكة العربية السعودية لجأ لطرق وسبل أخرى؛ فبعد تسييس الحج وحادثة التدافع وحرمانهم منه هذه السنة، ها هو اليوم يأمر أذنابه في اليمن بأن يضربوا بيت ﷲ الحرام ليعبر عن حقيقة الإسلام الذي يدعيه!!
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة، هل نترك لإيران الحبل على الغارب؟ حتى تهدم ديننا وشعائرنا وتسفك دماءنا، ونقف موقف المُحْترِم للقانون الدولي والحَذِر من تقارير الإدانة لمنظمات حقوق الإنسان، ونستمر في اعتقادنا بأن الحوثي يفهم بالكلام العاقل ويدرك معنى كلمة الحل السياسي، ونجتمع معه على طاولة الحوار ونخطو خطوتين نحو الحل السلمي ويخطو هو خطوة نحونا ثم لا يلبث شيئاً حتى يعود أدراجه غدراً وخيانة!!
وماذا ننتظر من (الملالي) الذي يعيث في أرض العراق والشام واليمن فساداً ويهلك الحرث والنسل؟
ماذا ننتظر ممن يحاول جاهداً أن يحلق بغربانه على خليجنا فيخنقنا حتى الموت؟
وإلى متى سنصبر وننتظر حتى نحمي مقدساتنا؟
وماذا بعد هذا الصاروخ الذي استهدف مكة؟
هل ننتظر هدم الكعبة حتى نقنع العالم بأن إيران لا تريد للمنطقة والعالم سلاماً؟!
بيت ﷲ الحرام ومقدساتنا خط أحمر لا ولن نقبل المساس بها بأي حالٍ من الأحوال، وليعلم الحوثي وعفاش بأن للبيت رباً يحميه وأن للصبر حداً قد جاوز من الضيق حده، ولتعلم إيران أن المساس ببيت ﷲ الحرام سينفخ بوق النفير العام الذي تشتاق له نفس كل مسلم ومسلمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة