نوكيا 3310.. عودة محيرة للأسطورة
الإعلان عن عودة جهاز نوكيا 3310 صاحبه ضجة كبيرة، لكن القصة لها أبعاد أخرى تستحق القراءة والتحليل.
صاحَبَ الإعلان عن عودة جهاز نوكيا 3310 إلى السوق ضجة كبيرة، فالهاتف الجوال الذي تم إطلاقه قبل 17 عاما ولقبه البعض بـ"الأسطورة" بسبب حجم مبيعاته وقوة تحمله، جاءت نسخته الجديدة بمواصفات متواضعة لا تواكب التطور في عالم الجوال.. القصة لها أبعاد أخرى تستحق القراءة والتحليل.
الشركة لعبت على أوتار مشاعر جمهورها القديم على طريقة "النوستالجيا – الحنين للماضي"، وهي حيلة تسويقية تضمن بها دعاية مجانية وجذب جمهور عريض إلى جهاز نوكيا 3310.
تمتلك شركة نوكيا الفنلندية تاريخا طويلا في مجال الاتصالات وتكونولجيا المعلومات بدأ عام 1960، حتى صار لديها ما يقارب 97 ألف موظف في 120 دولة، واستحوذت على مبيعات سوق الهواتف النقالة في العالم عام 2007 بنسبة بلغت 41%، لكن ذلك التاريخ لم يمكن الشركة من الصمود في سوق المنافسة الشرسة وتراجعت مبيعاتها بشكل كبير، في ظل استحواذ شركتي آبل وسامسونج على حصة كبيرة من السوق، وباتت الشركة التاريخية تستحوذ الآن على نحو 3% فقط.
في عام 2013 قامت شركة مايكروسوفت بشراء جميع أسهم شركة نوكيا في صفقة بلغت قيمتها 7.2 مليارات دولار، وبذلك ضمنت "نوكيا" تشغيل هواتفها الذكية بنظام تشغيل ويندوز فون، لكن ذلك لم يعِد الشركة إلى موقع الصدارة الذي كانت عليه، فقلبت نوكيا في دفاترها القديمة لتجدت أن هاتفها "الأسطوري" الذي دشنته عام 2000، وحقق مبيعات وصلت إلى 126 مليون جهاز، يمكنها استخدامه في العودة لواجهة السوق إذا ما أعادت إنتاجه، لاعبة بذلك على أوتار مشاعر جمهورها القديم على طريقة "النوستالجيا – الحنين للماضي"، وهي حيلة تسويقية تضمن بها دعاية مجانية وجذب جمهور عريض إلى منتجها الجديد.
تأخرت نوكيا كثيرا في تطوير نظام تشغيل هواتفها مثلما هو موجود في هواتف آبل وسامسونج وباقي الشركات الأخرى التي اعتمدت تقنية اللمس، وحينما تمكنت نوكيا من ذلك لم تلبي هواتفها طموحات المستخدمين، فكانت النتيجة خروجها من سباق الصدارة.
لم تجد الشركة مفرا من استخدام الحيلة التسويقية، ويبدوا أنها لم تفكر إلا في جني الدعاية المجانية من طرح هاتف نوكيا 3310، وليس المبيعات، فالهاتف الجديد الذي تم الإعلان عن مواصفاته في المؤتمر العالمي للجوال ببرشلونة، الأحد، الماضي، بدا متواضعا وبدائيا في إمكانياته كما أنه سعره باهظ الثمن.
بالصور.. 6 أسباب تجعل نوكيا 3310 "قِزما" أمام منافسيه
ماذا تفعل بهاتف نوكيا 3310 الجديد؟
إنفوجراف.. نوكيا 3310 تاريخ أسطوري ومستقبل صادم
اعتمدت نوكيا في هاتفها 3310 الجديد على شاشة ملونة صغيرة، بشبكة من الجيل الثاني التي بدأت في الاختفاء من أغلب الهواتف، كما أنه لا يتيح تحميل تطبيقات، والكاميرا دقتها 2 ميجا وهي لا تلبي احتياجات المستخدمين، كما أن لوحة الأزرار تجعل من كتابة الرسائل على "واتس آب" و"ماسنجر" والمنشورات على "تويتر وفيس بوك"، بطيئة جداّ مقارنة بسرعة الكتابة على الهواتف الذكية المنافسة.
أما سعر الهاتف البالغ 64 دولارا حسب ما تقول عنه الصحف، فإنه يعتبر باهظ الثمن مقابل هواتف أخرى بنفس المواصفات تكلف 25 دولارا.
ويأتي السؤال: هل تتوقع الشركة أنها ستلتهم جزءا أكبر من كعكة السوق بهاتف نوكيا 3310؟
الحقيقة التي لا تخفى على أحد، أن عالم الهواتف النقالة بات ينقسم إلى دولتين هما "آبل وسامسونج" واللتين استحوذتا سويا على ما يقارب 67% في عام 2016، والباقي مقسم على جزر صغيرة ربما ستظل نوكيا قابعة في أحدها تنتظر المجهول، إلا إذا كان الهدف الحقيقي من وجهة نظرها الترويج لهواتفها الجديدة نوكيا 3 و 5 و 6، التي أعلنت عنها أيضا في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة.
على أية حال، لم تكن نوكيا لتحلم بهذا الترويج الضخم الذي حصلت عليه في شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، بعدما قررت طرح هاتفها الأسطوري 3310 في السوق من جديد، فهل ستستغل ذلك بصورة أفضل أم لا.. هذا ما تكشف عنه الأيام القادمة.