الصاروخ الحوثي - الإيراني الذي جرى تفجيره فوق سماء جنوب الرياض، دليل جديد على: لماذا حرب عاصفة الحزم في اليمن ضرورة الضرورات؟
الصاروخ الحوثي - الإيراني الذي جرى تفجيره فوق سماء جنوب الرياض، دليل جديد على: لماذا حرب عاصفة الحزم في اليمن ضرورة الضرورات؟.
هل يحتمل بلد ضخم مثل السعودية هذا التهديد؟ بلد يحمل على كاهله الانطلاق بالشعب نحو المستقبل، وفق قطار الرؤية 2030 وفي اليوم الذي تناثرت فيه قطع الصاروخ الإيراني بيد حوثية تم الإعلان عن ميزانية عامة، قال عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «الإعلان عن أكبر برنامج للإنفاق الحكومي في تاريخ المملكة يعتبر دليلاً راسخاً على نجاح جهودنا في مجال تحسين إدارة المالية العامة رغم تراجع أسعار النفط».
إصرار الأمم المتحدة، ومعها مؤسسات وجهات غير مأمونة الهوى السياسي، على حصر المشكلة اليمنية بالمسألة الإنسانية الإغاثية، يثير العجب، لأن تردي الوضع الإنساني نتيجة لا سبب، نتيجة للتساهل مع الجماعة الحوثية الإرهابية، وهي المحظورة بنص مجلس الأمن!
النقاش في مصدر هذه الصواريخ التي تُطلَق من منصات بصعدة وحجة وعمران، هل هي إيرانية أم لا؟، عبث ومسخرة، على طريقة حسن نصر الله، خطيب الضاحية، الذي استخدم كل حيلَه الخطابية لإقناعنا أن صواريخ مداها أكثر من ألف كيلومتر هي من إبداعات الصناعات العسكرية الحوثية الاستراتيجية العظمى! إلا إذا كان جنرالات الحرس الثوري الإيراني، الذين شغّلوا الصواريخ من اليمن، تم منحهم الجنسية اليمنية!! لا مجال للجدال في أن القدرات الباليستية الإيرانية مصدر خطير وتهديد كبير ليس للسعودية أو الإمارات، بل للإقليم كله، وخارج الإقليم، فمن يضمن أن الصواريخ ذات الألفي كيلومتر ليست في حوزة الحزب الإيراني العسكري في لبنان؟! وعليه فأرض أوروبا، نظرياً، تحت مرمى هذه الصواريخ.
وزير الخارجية الفرنسي (جان إيف لودريان) قال من واشنطن للصحفيين إن ثمة تصميماً فرنسياً - أميركياً على «الضغط بشكل قوي على إيران لمنع تطوير قدرة باليستية تزداد أهمية، وذلك عبر عقوبات إذا اقتضى الأمر».
لدينا مشكلة في المقاربة السلبية للأمم المتحدة باليمن تجاه الخطر الحوثي على الأمن الإقليمي، تجلى ذلك في مماطلة البعثات الأممية في تولي الرقابة على ميناء الحديدة، الذي تصل منه جل واردات الشمال اليمني، ومن ذلك الإعانات الإنسانية، والميناء واقع تحت هيمنة الحوثي.
كل هذا يكشف عن جانب من المقاربة الأممية الضالة باليمن.
إصرار الأمم المتحدة، ومعها مؤسسات وجهات غير مأمونة الهوى السياسي، على حصر المشكلة اليمنية بالمسألة الإنسانية الإغاثية، يثير العجب، لأن تردي الوضع الإنساني نتيجة لا سبب، نتيجة للتساهل مع الجماعة الحوثية الإرهابية، وهي المحظورة بنص مجلس الأمن!
لقد كان الرئيس اليمني، هادي، محقاً، وهو يتحدث لمجموعة سفراء قبل أيام عن وجوب التفعيل الحقيقي لممثلي الأمم المتحدة في تفتيش منافذ اليمن. وهو الأمر الذي لمّح له المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية العقيد تركي المالكي.
بعد ما جرى بسماء الرياض، هل حان الوقت ليقظة الأمم المتحدة من وهمها اليمني؟
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة