ربما أن هذه المقولة هي الوحيدة التي صدق فيها أساطين النظام الحاكم في قطر، مع أنهم لا يصدقون إلا لُمامًا، كما هو معروف عنهم.
معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني ذكر في تغريدة له على تويتر هذا نصها: (سأكشف لكم عن واقعة تاريخية مضحكة. جاء زعيم تنظيم الحمدين باكياً طالباً العفو بحضرة الكبار فوبخوه بشدة عن دعم القرضاوي لحزب الله فرد بخنوع وسوقية: «طال عمرك لو تبي أخليه يتحزم ويرقص مصري إبشر»، وفور عودته أرسل وزير خارجية قطر حينها مقطعاً هذه خلاصته)، وفعلاً قلب القرضاوي على حزب الله 180 درجة. ومقولة حاكم قطر موثقة في سجلات أرشيف الديوان الملكي.
ربما أن هذه المقولة هي الوحيدة التي صدق فيها أساطين النظام الحاكم في قطر، مع أنهم لا يصدقون إلا لُماماً، كما هو معروف عنهم.
القرضاوي، ومثله كثيرون، ساروا على دربه، هو وهم، يؤدون ما تريده قطر منهم، لا ما يريده الإسلام، ويدورون معها حيث دارت، لا همّ لهم إلا إرضاءها، وإرضاء من تتحالف معه. وإلا فهل يعقل أن يتجرأ هذا الدعيُّ الأفّاك على مقولة قالها عن الرسول صلى الله عليه وسلم والناتو؟.
تذكرت هذه المقولة وأنا أقرأ تعليق (رقاصة قطر) يوسف القرضاوي، وهو يحاول أن يستعيد مجده الذي فقده جماهيرياً، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعلنت أنها ستنقل سفارتها إلى هناك، فأراد هذا الانتهازي المتقلب الأفّاك، أن يستغل الغضبة العربية الجماهيرية، التي واكبت هذه الحادثة المشؤومة، وغرد شاجباً ومندداً، وقال في أمريكا ما لم يقله الإمام مالك في الخمر؛ لكنه نسي أنه كان قد (أفتى) بالتحالف مع الناتو، ذراع الغرب العسكرية، حينما كان أوباما يدعم الإرهاب الإخواني، في مقولة لا يقولها إلا جاهل أفاك؛ قال فيها بالحرف: (لو أن محمداً حيٌّ لوضع يده في يد الناتو)!!.. أي أنه كان بالفعل (رقاصة محترفة)، تتقزم عندها «نجوى فؤاد» رقاصة مصر الشهيرة، فهي تتمايل بأردافها حسب ما يطلبه منها المصفقون؛ فالرجل فعلاً بلا مبادئ، ومتقلب، ويتلوّن، ويتغير كالحرباء حسب التغيّرات المناخية، فهو مع أمريكا إذا الجمهور المتأسلم (عاوز كده)، وهو ضد أمريكا إذا كانت الغوغاء تطلب هذا التغيّر؛ فرجل الدين هذا كرجع الصدى، يتماهى مع ما يطلبه الجمهور.
القرضاوي، ومثله كثيرون، ساروا على دربه، هو وهم، يؤدون ما تريده قطر منهم، لا ما يريده الإسلام، ويدورون معها حيث دارت، لا همّ لهم إلا إرضاءها، وإرضاء من تتحالف معه. وإلا فهل يعقل أن يتجرأ هذا الدعيُّ الأفّاك على مقولة قالها عن الرسول صلى الله عليه وسلم والناتو؟.. لكنهم المسيّسون المتأسلمون، لا خوف ولا خشية من الله، ولا حياء من خلقه، فهم عندما يطلقون هذه الفتاوى، يعلمون يقيناً أن أتباعهم ومريديهم كالأغنام، سيتبعونهم، ولو أنهم ساقوهم إلى جهنم. فالإنسان الإخواني مُغيَّب، وتتم تنشئته أيديولوجياً على الطاعة العمياء، وتحييد ذهنه تماماً، وهو كما قال التلمساني أحد أساطين الإخوان: (الإخواني بين يدي شيخه كالميت بين يدي من يُغسله)، وهم بذلك يسلبون أهم ما يملكه الإنسان الحر، الإرادة المستقلة، وليس لدي أدنى شك أن القرضاوي لولا أنه مطمئن لغباء وسذاجة وغفلة المؤدلجين من أتباعه، لما كشف سوءته، كما كشفها بوقاحة، في مقولته عن الرسول والناتو.
الصحوة المشؤومة التي شوهت الإسلام سقطت، وبسقوطها سيسقط كثيرون، ممن كانوا نجوماً في زمنها، وأولهم القرضاوي وجماعته.
وعلى أي حال، فإن هذا الأفاك الضال المضل المتأسلم، حينما يتحدث عن القدس، فهو تماماً كالعاهرة التي تتحدث عن الشرف.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة