لعدة أسباب معروفة تحولت مشكلة الفقر في إيران إلى موضوع أساسي ومؤثر في الدولة. وأحد هذه الأسباب هو التناحر السياسي.
لعدة أسباب معروفة تحولت مشكلة الفقر في إيران إلى موضوع أساسي ومؤثر في الدولة. وأحد هذه الأسباب هو التناحر السياسي.
كذلك التجاهل المقصود من قبل الإعلام وقلة التقارير أدى إلى نسيان هذه القضية التي أصبحت أكثر جاذبية للأحزاب السياسية، إذ استطاعوا أن يحصلوا على فائدة من تسييسها. وأنا لست مخالفاً لهذا الأمر، لأنه إذا كان من المفترض أن يكون هناك موضوع يتخذ كذريعة سياسية، فمن الأفضل أن يكون الفقر، ليصبح على الأقل تعويضا للفقراء والمحتاجين.
سبب آخر للفقر وهو نفاد العائد النفطي وأيضاً خمول نتائج المساعدات بسبب التضخم الذي حدث في الأربع سنوات الماضية. فمؤشر التضخم منذ زمن دفع المساعدات حتى الآن أصبح ثلاثة أضعاف. أي أننا نعاني من التضخم بنسبة 200%. والسبب الأكبر لمشكلة الفقر هو توقف النمو الاقتصادي وتوقف توفير فرص العمل. فنحن لا نبحث عن المتسبب في حدوث هذه المشكلة، ولا حتى عن الشخص المقصر في هذه القضية. ولكن على كل حال يجب أن تتعهد الحكومة الحالية أو حتى الحكومة القادمة بحل هذه المشكلة الوخيمة.
- ليس من المقبول بتاتاً أن تكون دولة كإيران لديها كل هذا الدخل من السياحة فقط، وألا يتم تأمين احتياجات الأفراد العادية
حتى التقارير التي أصدرتها المؤسسات الحكومية في هذا الصدد تشير إلى الوضع الخطير للفقر. فدائرة الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية قالت في تقريرها لعام 2015 إن "النتائج تشير إلى أن 6.9% من الأسر في المناطق الحضرية تقع تحت خط الفقر. في حين أن 3.6% من أسر المناطق الريفية يقعون تحت خط الفقر"، ومن المثير للحيرة أن الصحف الحكومية كصحيفة شهروند وإيران أيضاً، قاموا بنشر تقارير خاصة بمشكلة الفقر في المجتمع. وهذا الأمر نقطة إيجابية تشير إلى أن مشكلة الفقر جديرة بالاهتمام أكثر من المشاكل السياسية.
أول نقطة يجب طرحها بخصوص مشكلة الفقر هو أن الفقر لن يقل عن طريق الأعمال الأخلاقية مثل مساعدة الفقراء، فإذا قام أحد الأغنياء بمساعدة فقير فهو يساعد نفسه وليس الآخر، لأن وجود الفقير في المجتمع هو شيء سيء في حقه. لذلك علينا أن نعلم أن مساعدة الفقير أو المصاب أو ذوي الاحتياجات الخاصة هي مساعدة نقدمها لأنفسنا لا لغيرنا. ويجب أن نتوقف عن نظرة الغني للفقير على أنه يختلف عنه. ففي المجتمعات المتحضرة ليس هناك ما يسمى بفقير أو مصاب أو محتاج، فكلهم مواطنون، ومساعدتهم واجبة وليس فضلاً من جانب الآخرين.
- تحولت مشكلة الفقر في إيران إلى موضوع أساسي ومؤثر في الدولة وأحد هذه الأسباب هو التناحر السياسي
وفي إطار حل هذه المشكلة يجب العمل على خلق برنامج متكامل يتم العمل به على أكمل وجه، لأن وجود الفقر هو أمر يصيب رونق المجتمع والثبات السياسي ويكثر من الأضرار الاجتماعية. فتأمين احتياجات الفقراء بشكل خاص والشعب بشكل عام من طعام ووحدات سكنية أمور لا يجب تجاهلها. فليس من المقبول بتاتاً أن تكون دولة كإيران لديها كل هذا الدخل من السياحة فقط، وألا يتم تأمين احتياجات الأفراد العادية.
- التقارير التي أصدرتها المؤسسات الحكومية في هذا الصدد تشير إلى الوضع الخطير للفقر
كما أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن زيادة المرتبات أمر مهم جدًا. ويجب على الحكومة أن تدرك أن السيطرة على التضخم أمر مهم في تقليل الفقر، لأن التضخم هو أسوأ ضربة يمكن توجيهها للفقراء.
ويجب أيضاً على الدولة أن تعمل على إنشاء شبكة خدمات متكاملة للمناطق المعدومة. وفي النهاية أريد أن أقول علينا أن ننظر إلى حل مشكلة الفقر على أنها تكاليف من أجل إيجاد استثمارات ستقدم للدولة الكثير، لا تكاليف سوف يتم استهلاكها دون رجعة.
*نقلا عن جريدة إيران
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة