قطر قطعت علاقتها حتى مع شعبها من أجل تلك السيادة المزعومة التي فقدت معظم أعمدتها
لم يدرك "نظام الحمدين" يوماً أن ما يقوم به في قطر من فوضى عارمة سيتسبب في انهيار عماد هذه السيادة المزعومة، التي جعلته يكابر على مصالحه وسياسته الخارجية وتدهور حال شعبه مع أشقائهم الذين تربطهم بهم علاقات أسرية، كل ذلك من أجل تحقيق مصالح شخصية للنظام القطري الذي فقد سيطرته السياسية والتحكم بسيادته التي سلبت منه طوعاً أو كرهاً، من خلال جهات خارجية همُّها تفكيك دول الخليج وزعزعة استقرارها.
أي شرف تتحدث عنه قطر؟ وهل النظام القطري مستعد لأن يتخذ من نظام الملالي في طهران نموذجا للشرف ليقتدي به؟ وهل ترغب قطر أن يكون مصيرها كمصير لبنان الذي يمسك فيه حزب الله بكل مفاصل الدولة؟ وهل شعب قطر الشقيق مستعد لمثل هذا التقارب المشؤوم؟
عن أي سيادة يتحدث النظام القطري؛ الذي بات يركع أمام ما يمليه عليه دعاة الفتنة والإرهاب، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، تلك الأفعى السامة بلسانها التحريضي التي أباحت سفك الدماء وإزهاق الأرواح من خلال كونه الأب الروحي للتنظيمات الإرهابية، هذه الأفعى التي تغلغلت في نظام الحكم في قطر وتدخلت في شؤونه الخاصة.
أين كانت صرخاتكم وعويلكم عن السيادة يا قطر من وجود مفكر إسرائيلي يدير شؤون "تنظيم الحمدين" في جميع القطاعات، ويرسل الكوادر القطرية إلى إسرائيل لتدريبهم على إتقان فنون الكذب والغدر والخيانة ومهاجمة الدول الشقيقة، عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أو المكتوبة، وعمل ندوات ومحاضرات تدعو لإحداث ثورات خريف عربي، راحت ضحيته عواصم أصبحت اليوم دماراً وخراباً لا يقوى أهلها على النظر إلى حالها؟، فهل هذا ما يريده عزمي بشارة لتنفيذ مخطط إسرائيل على سيادة قطر المزعومة؟
منذ فترة طويلة والجميع يعلم أن إيران لها مخططات وأطماع في العالم العربي عامة والمحيط الخليجي خاصة، لنشر إرهابها الفكري والعسكري والطائفي من أجل تحقيق أطماعها التوسعية، فلم يسلم منها أحد، مستخدمة وسائل القتل والتعذيب والاغتصاب، ليخرج لنا أحد ممثلي "نظام الحمدين" ويعلنها بكل وقاحة أن إيران تمثل نموذجاً للشرف، فعن أي شرف تتحدث قطر؟ وهل النظام القطري مستعد لأن يتخذ من نظام الملالي في طهران نموذجاً للشرف ليقتدي به؟ وهل ترغب قطر أن يكون مصيرها كمصير لبنان الذي يمسك فيه حزب الله بكل مفاصل الدولة؟ وهل شعب قطر الشقيق مستعد لمثل هذا التقارب المشؤوم؟
إن مطالب الدول الأربع لم تتعدَ وتتدخل في السيادة بعكس ما كانت تروّج له قطر، فبعد صبر امتدّ لعشرين عاماً من التدخلات السافرة للحمدين ومحاولاتهم القذرة في زعزعه سيادة الدول الأربع، جاءت المطالب للحفاظ على أمن واستقرار مجتمعاتها وشعوبها، وهذه الدول قطعت علاقتها مع قطر من أجل وقف تمدد الإرهاب وقطع التمويل عنه، لكن قطر قطعت علاقتها حتى مع شعبها من أجل تلك السيادة المزعومة التي فقدت معظم أعمدتها، مبتدئة بتلاشي ثقة العالم في قطر بسبب عدم جديّتها في وضع حد لأزمتها والسعي لحلها، والسبب يعلمه القاصي قبل الداني، ألا وهو أن تلك السيادة ليست بيدها أصلاً؛ بل في أيادٍ غير شريفة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة