كشف مسؤولون أمريكيون ووسائل إعلام دولية حقيقة الدور القطري في دعم المنفذين الرئيسيين لأحداث 11 سبتمبر الإرهابية.
مع حلول الذكرى الـ16 لأحداث 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، كشف مسؤولون أمريكيون ووسائل إعلام دولية عن حقيقة الدور القطري في دعم المنفذين الرئيسيين لتلك الأحداث، وعلى رأسهم العقل المدبر للهجمات خالد شيخ محمد، ويتضح من خلالها تفاصيل الاستراتيجية القطرية في دعم الجماعات الإرهابية على مدار السنوات الماضية، وفقا لثلاثية "الإيواء والحماية والمدد المالي".
إيواء الإرهابيين
اتهام قطر بأنها توفر الملاذ الآمن للإرهابيين وأنها أضحت أرضا خصبة للجماعات الإرهابية برز جليا في إيواء العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد.
يقول ريتشارد كلارك، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب الأمريكية خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، إن "بعض أفراد العائلة الحاكمة في قطر دأبوا على توفير ملاذ آمن لعناصر القاعدة، ومن بينهم شيخ محمد".
أقام شيخ محمد في قطر قبيل أحداث 11 سبتمبر، ومنحته قطر جواز سفر ومنزلاً ووظيفة في إدارة الإنشاءات المائية، من خلال علاقته بوزير الداخلية القطري آنذاك عبدالله بن خالد آل ثاني، الذي منحة وظيفة في الدوحة كانت مجرد غطاء لأنشطته الإرهابية، كما أن علاقته بالوزير القطري كانت تمنحه الحصانة من أي مساءلة في الدوحة.
وجاءت إقامة خالد شيخ محمد في قطر لفترة على الرغم من أنه كان مطلوبا لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية، بعد أن ارتبط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العالمي عام 1993، حيث تبين أن لديه نية واضحة لترتيب عمليات إرهابية كبيرة.
كما تم اتهام العقل المدبر لهجمات سبتمبر بأنه على صلة بمؤامرات جرت في الفلبين استهدفت تفجير خطوط (ترانس باسيفيك) الجوية وتوجيه طائرة للاصطدام بمقر وكالة الاستخبارات المركزية إلا أنها أجهضت في 1995.
ويقول مسؤولون أيضاً، إن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، زار عبدالله بن خالد آل ثاني في قطر في الفترة ما بين عامي 1996 و2000.
حماية المطلوبين
لا تكتفي الدوحة بإيواء الإرهابيين، بل توفر الحماية الأمنية لهم، وتحبط محاولات تعقبهم، فكما رفضت تسليم قوائم الإرهابيين التي قدمتها الدول العربية الأربع قبل عدة أشهر لعبت دوراً كبيراً في توفير الحماية لمنفذي هجمات 11 سبتمبر.
يقول مسؤولون أمريكيون إن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ضاعت منهم فرصة القبض على المخطط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، لأنه كان يخضع لحماية بعض أفراد العائلة الحاكمة في قطر، وعلى رأسهم وزير الداخلية السابق عبدالله بن خالد آل ثاني.
ووفقاً لفلم وثائقي أذاعته فضائية "سكاي نيوز" قبل أيام فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي تعقب شيخ محمد في العاصمة القطرية الدوحة عام 1996، في ظل اتهامه بالضلوع في جرائم إرهابية. وأن وزيرا قطريا وفر له طائرة خاصة للسفر خارج البلاد بجواز سفر منحته إياه الحكومة للقاء ابن شقيقته رمزي يوسف، الذي كان يحضر لهجمات إرهابية على الولايات المتحدة.
جاك كلونان -الذي كان يعمل محققاً في جرائم الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي- يقول إن "طائرة تنفيذية حكومية مجهزة على نحو خاص ونوافذها معتمة، كانت تقف استعداداً لنقل محمد.. لقد حددنا موقعه وكنا مستعدين للقضاء عليه، لكنه تلقى تحذيرا من المسؤولين القطريين بالخطة قبل تنفيذها بفترة وجيزة وتوجه إلى المطار".
وقال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية إن العلاقة مع القاعدة تجاوزت عبدالله بن خالد آل ثاني، وأن هناك أفراداً آخرين من العائلة الحاكمة القطرية تعاطفوا مع التنظيم ووفروا ملاذاً آمناً لعناصره.
الدعم المالي واللوجستي
الخطوة الأخيرة في ثلاثية الدعم القطري للإرهاب تتمثل في تقديم المدد المالي واللوجستي للجماعات الإرهابية للقيام بعملياتها الإرهابية حول العالم.
وقد برهنت الدوحة على ذلك من خلال الدور غير المباشر الذي قامت به في أحداث 11 سبتمبر، والمتمثل في دعم شيخ محمد ماليا ولوجستيا، حيث كان يرسل المال للتنظيمات الإرهابية عبر بنوك قطرية.
تقول صحيفة "ذا هيل" الأمريكية في مقال لسلمان الأنصاري، رئيس لجنة الشئون العامة الأمريكية السعودية في واشنطن، إن "محمد استخدم قطر كمركز أطلق منه الإرهاب"، مشيراً إلى أنه قد عمل في الدوحة وعاش فيها، ومنها خطط ونفذ أفعاله الإرهابية.
وتابع قائلا إن "قطر عملت بمثابة حلقة وصل لخالد شيخ محمد، فقد سافر عضو القاعدة باكستاني الجنسية إلى الفلبين عام 1994 للعمل على مؤامرة بوجينكا، التي كانت تهدف لتدمير 12 طائرة تجارية بين الولايات المتحدة وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا، وتردد على الدوحة على الأقل مرتين خلال عامي 1995 و1996، وخلال تلك الفترة رعاه وزير قطري".
وفي جلسة عقدتها لجنة الشرق الأوسط في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي عن العلاقات بين قطر وواشنطن تحدثت رئيسة اللجنة إيليانا روز ليتنين عن تورط قطر في دعم الإرهاب، مشيرة إلى "هذا الموضوع ليس بالجديد.. الإمارة الخليجية متورطة في هجمات 11 سبتمبر، إذ دعم أحد المسؤولين القطريين البارزين العقل المدبر للهجمات، خالد شيخ محمد، الذي ضُبط لاحقا في بيشاور الباكستانية".
كما أظهرت وثائق سرية في الفيلم الوثائقي أن ثلاثة قطريين قاموا بعملية استكشاف لمواقع الهجمات في أمريكا، خاصة مركز التجارة العالمي والبيت الأبيض والبنتاجون ومقر المخابرات الأمريكية، وقام هؤلاء الأشخاص الثلاثة بتقديم الدعم لمنفذي هجمات سبتمبر، وغادروا بعد التفجيرات إلى لندن ثم إلى العاصمة الدوحة.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز