مجنزرات عسكرية تركية تضفي نشازا وضجيجا يشوه أنغام مقام الكرد الجميل، يرافق صوتها أزيز صواريخ شرسة تنقض على المدنيين الآمنين لتفزعهم وتدفعهم للهرب مجددا
على أنغام مقام موسيقى جميلة أخذ اسمه من اسم شعب مضطهد مسالم يدافع عن كينونته ووجوده بكل ما أوتي من ألحان، وموسيقى تحمل ما بين نغماتها صرخات ثائر وهمهمات مناضل يدافع عن حقه في الحياة، وفي التمسك بهويته وثقافته وتراثه، تمر مجنزرات عسكرية تركية تضفي نشازا وضجيجا يشوه أنغام مقام الكرد الجميل، يرافق صوتها أزيز صواريخ شرسة تنقض على المدنيين الآمنين لتفزعهم وتدفعهم للهرب مجددا، وهم من ذاقوا وبال فجور الطغاة الأتراك منذ زمن بعيد.
إنه حقد تركي قديم أيقظه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا ضد الأكراد بذريعة الدفاع عن حدود بلاده، تلك الحدود التي كانت مشروعة ومباحة أمام الدواعش حين أتوا من كل حدب وصوب فدخلوا سوريا بمساندة من المليشيات الأردوغانية، حتى نشروا السواد على كامل منطقة شرق الفرات.
ذلك السواد الملطخ بألوان الموت وبجنسيات أصحابها المختلفة لم يزعج أردوغان ولم يفزعه من تغيير ديموجرافي في الشمال الشرقي لسوريا، لكن حين قامت قوات سوريا الديمقراطية بمساندة من التحالف الدولي بدحر الدواعش، ونشر الأمن والأمان في منطقة شمال وشرق سوريا.. أزعج ذلك أردوغان وخشي على سلامة حدوده، مهددا دول أوروبا التي تحذره من إرهاصات حملته بإرسال ملايين اللاجئين السوريين، الذين بدأت حكومته بفترة ليست بالبعيدة بمضايقتهم وحرمانهم من تجديد الإقامة في تركيا، وصولا إلى دفعهم نحو التهجير القسري.
نبع السلام!!.. وأرتال عسكرية تتبعها مدرعات وأسلحة كثيرة يدعي صاحبها المهووس بسلطان دولته العثمانية الزائلة، والباكي على أطلالها، أنها ستجلب السلام والاستقرار للمنطقة بأسرها، متناسيا مغبة ما ستتسبب به حربه من إضعاف الحراسة على السجون التي تضم مقاتلي داعش مما يمكنهم من الهرب حتى يعودوا مجددا كي يعيثوا فسادا في الأرض.. وهم من خبروا ذلك جيدا.
أردوغان الباحث عن التوسع والنفوذ.. غلف احتلال قواته الأراضي السورية بأسماء واهية.. لكن تبقى الحقيقة أنها حرب، فلا نبع ولا سلام مع كل تلك الآلات العسكرية والمدرعات التي يتوغل فيها حتى يحمي حدوده حسب زعمه.. ونسي أنه إن أراد أن يحمي حدوده؛ يتوجب عليه أولا أن يلتزم حدوده.