شراكة استراتيجية.. الإمارات وكوريا الجنوبية تعززان التعاون في 11 قطاعا
تستهدف دولتا الإمارات وكوريا الجنوبية تعزيز التعاون الاقتصادي، من خلال التوسع في 11 قطاعاً استراتيجياً وتحفيز الاستثمارات المتبادلة.
يأتي ذلك في إطار زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى كوريا الجنوبية، التي بدأت مراسمها اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة الرئيس الكوري يون سوك يول.
وتعد تلك الزيارة محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت قفزات نوعية خلال الفترة الماضية حتى وصلت إلى مرحلة "الشراكة الاستراتيجية الخاصة".
أيضا "زيارة الدولة" التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تعد هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية قيادة وشعبا.
وخلال الزيارة، سيبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع نظيره الكوري الجنوبي، العلاقات المتبادلة وتطور مختلف جوانب العمل المشترك، لتعزيز التعاون في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، بما يتسق مع رؤاهما تجاه مستقبل التنمية والازدهار واستدامتهما، بالإضافة إلى تطورات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وقبل الزيارة، خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين دولة الإمارات، وجمهورية كوريا الجنوبية، في دورتها الثامنة، برئاسة وزيري الاقتصاد في البلدين، وبحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والمستثمرين وممثلين عن قطاع الأعمال في البلدين، تمت مناقشة تطورات تنفيذ مخرجات الدورة السابعة للجنة التي عقدت في سبتمبر/أيلول 2020، والاتفاقيات المنبثقة، بحسب بيان صادر عن وزارة الاقتصاد الإماراتية.
واتفق الجانبان على توسيع وتنويع مظلة التعاون المشترك في مجموعة من القطاعات والمجالات الحيوية، التي تضمنت “الاقتصاد الأخضر، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والطاقة، والاستثمار والتجارة، والرعاية الصحية، والزراعة والموارد المائية، والبنية التحتية الذكية، والتكنولوجيا والاتصال، والفضاء، والسياحة، والملكية الفكرية”.
ويستهدف ذلك دعم تحقيق أهداف أجندة البلدين التنموية، وتحولهما نحو نموذج اقتصادي أكثر مرونة وتنافسية، يعتمد على قطاعات الاقتصاد الجديد، وتحفيز الاستثمارات المتبادلة، واستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات الاقتصاد الجديد.
الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة
من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقعة خلال القمة الرئاسية في يناير/كانون الثاني 2023، المتعلقة بتخزين وإدارة النفط، وإنشاء مجموعات عمل استراتيجية تخدم برنامجهما المشترك لتسريع الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وإنشاء سلسلة توريد الهيدروجين النظيفة وتطوير التقنيات المشتركة ذات الصلة، أبدى الجانبان التزامهما بتعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
تم الاتفاق على ضرورة توفيع مختلف سبل الدعم المالي والممكنات اللازمة لنمو أنشطة المشاريع الصغيرة والمتوسطة “الشركات الناشئة”، من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين مؤخراً، لتنمية قطاع ريادة الأعمال الوطنية، وتسهيل وصول تلك الشركات الفرص المتوفرة في أسواقهما.
الطاقة النووية
يعتزم الجانبان السعي المشترك لدفع جهود التعاون في هذا قطاع الطاقة النووية، ومواصلة النجاحات المحققة من خلال تعاونهما في إنشاء محطات براكة للطاقة النووية السلمية، التي تعد ركيزة أساسية وداعمة لمسيرة الإمارات التنموية، لتأمين احتياجاتها من الكهرباء والطاقة النظيفة.
التجارة والاستثمار
اتفق الجانبان، على ضرورة الوصول إلى آليات فعالة لمواءمة المشاريع الحكومية المشتركة والاستفادة إعلان دولة الإمارات نيتها استثمار 30 مليار دولار بكوريا الجنوبية خلال السنوات المقبلة.
الرعاية الصحية والخدمات الطبية
أكد الجانبان، ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في الرعاية الصحية والخدمات الطبية وتبادل الخبرات والتجارب.
الموارد المائية والزراعة الذكية
اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في عمليات إدارة الموارد المائية والزراعة الذكية لتعزيز الزراعة المستدامة استجابة لتداعيات التغير المناخي، وكذلك التعاون في مجال الزراعة الذكية عبر تبادل التقنيات وزيادة حجم الاستثمارات.
الصناعات الناشئة والبنية التحتية الذكية
أبدى الجانبان رغبتهما في توسيع التعاون الاستثماري بالقطاعات الناشئة الواعدة، خاصة مجالات التحول الرقمي، والتنقل الذكي، والبنية التحتية الذكية وغيرها من المجالات ذات الصلة، بهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ودعم التحول نحو الاقتصاد الجديد القائم على الابتكار.
التكنولوجيا والاتصالات
عبر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون المشترك لزيادة حجم التبادل التجاري في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من إقامة المعارض المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات وتسهيل دخول الشركات التكنولوجية في البلدين إلى أسواقهما.
الفضاء
تم الاتفاق على زيادة التعاون المتعلق بتبادل المعرفة والخبرة في صناعة الفضاء، وتعزيز فرص التعاون المشترك.
السياحة
قرر البلدان مواصلة تنفيذ المشاريع المشتركة لتمديد نتائج أسبوع السفر الكوري الجنوبي في دولة الإمارات الذي عقد في مايو/أيار 2023، ومناقشة آليات زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، والعمل على زيادة التبادل السياحي، بما فيها تقديم الدعم للشركات الناشئة التي تدخل سوق السياحة في البلدين.
الملكية الفكرية
أبدى الجانبان رغبتهما في توسيع التعاون المشترك في مجال الملكية الفكرية، إذ اتفقا على متابعة أنشطة التعاون المشترك في هذا الصدد، من خلال تبادل المعارف والخبرات في جميع مجالات الملكية الفكرية.
وفي 2022، بلغ التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 5.3 مليار دولار، بزيادة نحو 14% عن عام 2021، ما يجعل دولة الإمارات الشريك التجاري الثاني خليجياً وعربياً لكوريا الجنوبية.